اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أنّ اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة في لبنان بعد تسعة أشهر من تكليفه بهذه المهمة، يمثّل "خيبة أمل جديدة" للشعب اللبناني الغارق في أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
وقال بلينكن في بيان أوردته "فرانس برس"، إنّ اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة "هو خيبة أمل جديدة للشعب اللبناني"، مشدّداً على "الأهمية الحاسمة لأن تُشكّل الآن حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات ذات أولوية".
ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً، رجّح البنك الدولي أن يكون من بين ثلاث أشدّ أزمات في العالم منذ عام 1850.
وأعرب بلينكن في بيانه عن أسفه لأنّ "الطبقة السياسية في لبنان أهدرت الشهور التسعة الماضية". وأضاف أنّ "الاقتصاد اللبناني في حالة سقوط حرّ، والحكومة الحالية لا تقدّم الخدمات الأساسية بشكل موثوق به".
وتابع الوزير الأميركي: "يجب على القادة في بيروت أن ينحّوا جانباً خلافاتهم الفئوية، وأن يشكّلوا حكومة تخدم الشعب اللبناني".
ولفت بلينكن إلى أنّه من أبرز ما يتعيّن على الحكومة المقبلة أن تقوم به، إلى جانب وقف التدهور الاقتصادي، تنظيم الانتخابات التشريعية المفترض أن تجري في 2022، مشدّداً على وجوب أن تحصل هذه الانتخابات "في مواقيتها وأن تجري بطريقة حرة ونزيهة".
وقدّم الحريري اعتذاره، أمس الخميس، عن عدم تشكيل الحكومة، بعد إصرار الرئيس ميشال عون على موقفه، بحسب ما أكده في تصريحٍ له أمام الصحافيين.
وقال الحريري بعد لقاء عون الذي لم يدم أكثر من نصف ساعة: "طلب الرئيس عون تعديلات على التشكيلة الوزارية اعتبرتها جوهرية وناقشنا أموراً لها علاقة بالثقة وطرحت عليه ما إذا كان يريد وقتاً أكثر للتفكير، بيد أنه قال إنه من الواضح أننا لن نتمكن من الاتفاق"، مضيفاً، قبل أن يغادر قصر بعبدا: "الله يعين البلد".
وتجاوز سعر صرف الدولار فور اعتذار الحريري عتبة 20 ألف ليرة لبنانية لأول مرة في تاريخ لبنان، ليصل مساء إلى 22 ألف ليرة.
وكُلِّفَ الحريري، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، تشكيل الحكومة بعدما بادر إلى طرح اسمه مرشحاً طبيعياً للمنصب عقب اعتذار السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب، في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي.