بلينكن إلى الجزائر في ثاني زيارة أميركية خلال أسبوعين: ملف الغاز

24 مارس 2022
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (Getty)
+ الخط -

يشرع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارة رسمية للجزائر، تشمل المغرب أيضاً، خلال الأسبوع المقبل، في ثاني زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع للبلاد في غضون أسبوعين، فيما يمثل موضوع الطاقة وتزويد أوروبا بالغاز موضوعها الرئيس.

وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن بلينكن سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الجزائر والمغرب بعد إتمامه لزيارة تقوده إلى الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية. وبحسب ذات المصدر، فإن زيارة بلينكن للمنطقة المغاربية تستهدف "إظهار استمرارية التزام الولايات المتحدة قضايا المنطقة، تزامناً مع توترات متصاعدة في الأشهر الأخيرة بين الجزائر والمغرب بشأن الصراع في الصحراء الغربية".

وتعتقد مصادر مسؤولة في الجزائر، تحدث إليها "العربي الجديد" أن تكون زيارة بلينكن، لكونها الثانية لمسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، محاولة ثانية من واشنطن للضغط أكثر على الجزائر لدفعها إلى مراجعة موقفه الرافض للعودة إلى ضخّ الغاز عبر الأنبوب البري العابر للمغرب، بهدف تأمين حاجات شركائها الأوروبيين من الغاز، وخاصة في ظل تطورات الموقف على صعيد الغزو الروسي لأوكرانيا، واحتمالات أن تدفع التعقيدات والخلافات المتصاعدة بين موسكو وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي، بوقوع مشكلات جدية في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وبالتالي الحاجة إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة.

وبغضّ النظر عن المشكلات السياسية القائمة بين الجزائر والمغرب، التي لعبت دوراً في قطع ضخ الغاز عبر الأنبوب البري، فإن الموقف الجزائري برفض العودة للضخ يرتبط أيضاً بحسابات سياسية تتصل بعلاقاتها مع موسكو، إذ لا تريد الجزائر أن تتخذ أي موقف يمكن أن يفهم أنه موجَّه ضد موسكو، بما فيها زيادات إمدادات الغاز بشكل يصبّ في مصلحة القوى الغربية ضد موسكو.

وكانت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان قد زارت الجزائر في العاشر من الشهر الجاري والتقت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، ضمن مسعى لدفع الجزائر إلى تغيير موقفها من الحرب القائمة في أوكرانيا، بعدما رفضت الجزائر العودة لضخ الغاز عبر الأنبوب البري العابر إلى المغرب نحو إسبانيا. وكشفت شيرمان خلال تصريحاتها أنها بحثت ملف "حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعمدة والمختارة مع سبق الإصرار وغير المبررة ضد أوكرانيا، وكيف أن تصرفات الرئيس بوتين تنتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وتنعكس تداعيات الحرب في أوكرانيا وإكراهات أزمة الطاقة على العلاقات بين الجزائر والشركاء الغربيين، ويكشف توالي زيارات المسؤولين الغربين للجزائر هذه التداعيات، إذ إنّ زيارة بلينكن هي السادسة لمسؤول غربي للجزائر في ظرف أقل من شهر، إذ استقبلت الجزائر أمس وزير الخارجية البرتغالي أوغوشتو سانتوش سيلفا، كذلك زار الأسبوع الماضي وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار الجزائر، وفي 28 فبراير الماضي زارها وزير الشؤون الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يرافقه مدير شركة "إيني" للطاقة، كذلك جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، كان موضوعه الرئيس ملف التزود بالطاقة.