"بلومبيرغ": السعودية وقطر تقتربان من اتفاق مبدئي بوساطة أميركية

03 ديسمبر 2020
انفراجة وشيكة بالأزمة الخليجية (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، الأربعاء، أنّ المملكة العربية السعودية ودولة قطر تقتربان من التوصل لاتفاق مبدئي قد ينهي الخلاف الخليجي الذي دام أكثر من ثلاثة أعوام، بفضل مساعٍ تقودها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في آخر أيامه بالبيت الأبيض.

وأشار تقرير للوكالة، إلى أنّ الاتفاق المنتظر لن يشمل دول الإمارات والبحرين ومصر التي علقت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في يونيو/ حزيران 2017، موضحاً أنّ هذا الاختراق المحتمل في جدار الأزمة الخليجية يأتي بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية الحثيثة للكويت التي تولت وساطة خلال الأزمة.

ووفق التقرير، فإنّ الجهود الكويتية توجت بدفعة أخيرة تجسدت من خلال زيارة صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، للرياض وقطر.

وأورد تقرير "بلومبيرغ" أن التقارب من الوارد أن يؤدي إلى إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وينهي "حرب معلومات" دخلت فيها قطر والسعودية، فضلاً عن خطوات أخرى لبناء الثقة ضمن مخطط مفصل لإعادة بناء العلاقات تدريجياً.

ووسط هذه الأجواء، ذكرت أيضاً صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ إدارة ترامب ترغب في قيام السعودية بفتح مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، التي تقدم حالياً الملايين من الدولارات للمرور عبر الأجواء الإيرانية.

ووضعت الصحيفة الخطوة ضمن مساعي إدارة ترامب للوصول إلى تسوية بشأن الأزمة الخليجية تفضي إلى رفع الحصار عن قطر، مشيرة كذلك إلى أنه يمكن وضعها في سياق تسديد واشنطن ضربة أخيرة للاقتصاد الإيراني قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض.

ووفق معلومات "نيويورك تايمز" فإنّ اللقاء الذي أجراه كوشنر في الدوحة، الأربعاء، مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تم خلاله طرح موضوع مرور الرحلات الجوية التجارية القطرية فوق الأجواء السعودية، بدل المرور عبر إيران.

وإذا وافقت الرياض على الطلب الأميركي فإن ذلك سيجعل الخطوط الجوية القطرية قادرة مرة أخرى على المرور من المسارات التي كانت تستخدمها طيلة سنوات قبل أن تعمد السعودية، رفقة الإمارات والبحرين ومصر، إلى فرض حصار جوي وبحري وبري عليها في 2017.

كما ستؤدي الخطوة، بحسب "نيويورك تايمز"، إلى حرمان إيران من نحو 100 مليون دولار أميركي، وفق تقديرات لدبلوماسيين، كانت تحصل عليها من قطر نظير مرور طائراتها عبر أجوائها الجوية بسبب الحصار.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن هذا المبلغ كان يساهم في تخفيف الضغط عن اقتصاد إيران المتضرر بفعل العقوبات الأميركية، والسماح للقادة الإيرانيين بتمويل برامج عسكرية تعتبرها إدارة ترامب مصدر تهديد.

وفي وقت سابق، علم "العربي الجديد" أنّ تقدماً حدث في الحراك المبذول من أجل التوصل إلى حل بشأن الأزمة الخليجية، ينتظر أن يتم الإعلان عنه في بيان كويتي.

وبحسب المعلومات، فإنه لا يستبعد أن يتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن حدوث اتفاق في ملف الأزمة الخليجية، وسط ترجيح أن يرحّل الإعلان الرسمي إلى القمة المقبلة لمجلس التعاون الخليجي التي تعقد في ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بأنه جرى خلال لقاء كوشنر مع أمير قطر استعراض علاقات التعاون الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، والقضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في المنطقة.

وتأتي الأنباء عن اختراق في ملف المصالحة بعد جهود الوساطة التي كانت الكويت بذلتها على مدى السنوات الماضية لتقريب وجهات النظر. كما حاولت الولايات المتحدة الأميركية، التي تجمعها علاقات وثيقة مع دولة قطر ودول الحصار، عدة مرات التوسط بين أطراف الأزمة.

المساهمون