تظاهر المئات من فلسطينيي الداخل في مظاهرات غاضبة نصرة للقدس والأقصى، وإسناداً لأهالي حي الشيخ جراح، في بلدات عدة في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية الفلسطينية يافا وحيفا والرملة.
ونظمت المظاهرات من قبل اللجان الشعبية والحركات الوطنية في البلدات العربية، وأغلق المتظاهرون عدة مفارق وشوارع رئيسية وأشعلوا النيران، فيما اعتدت الشرطة على المتظاهرين بالقنابل الصوتية والغاز.
وخرجت مظاهرة مساء اليوم في الناصرة بتنظيم القوى الوطنية في المدينة وخرجت من ساحة العين وطافت الشارع الرئيسي. وقمعت الشرطة المتظاهرين واعتقلت عدداً منهم، فيما أغلق المتظاهرون شارع الأنفاق في الناصرة. ومددت المحكمة المركزية، عصر اليوم، اعتقال ستة متظاهرين اجتجزتهم بعد مظاهرة الأمس، وأفرجت عن البقية، وعددهم 17 معتقلاً، في حين اعتقلت الشرطة آخرين الليلة أيضاً.
وشهدت البلدات مظاهرات في كل من الناصرة وحيفا ويافا والرملة وأم الفحم والطيبة في المثلث، وكفر مندا وكفر كنا والشاغور في الجليل، ورهط وبلدات أخرى في النقب.
ودعت لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل، اليوم، اللجان الشعبية للمبادرة للقيام بتظاهرات، نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، على ضوء تصاعد عدوان الاحتلال منذ فجر اليوم الاثنين، استمراراً لموجة العدوان التي انطلقت منذ الأول من شهر رمضان المبارك.
وأكدت لجنة المتابعة العليا، في بيان لها اليوم، أن "التطورات الخطيرة اليوم هي مؤشر لما هو قادم من استمرار العدوان، على شعبنا في القدس وفي جميع أماكن تواجده".
وكانت "المتابعة" قد أصدرت، صباح اليوم، بياناً قالت فيه إن "حكومة الاحتلال وجيشها ومخابراتها وعصابات المستوطنين الإرهابية تصعّد عدوانها على القدس المحتلة، من خلال الأوهام الكولونيالية بكسر الوقفة البطولية لشعبنا، وأهالي القدس، ضد جرائم الاحتلال، وسعيه للاقتلاع وتنغيص حياة المقدسيين في مدينتهم، والعدوان الإرهابي صباح اليوم الاثنين، على المسجد الأقصى، هو أكبر إثبات على أهداف الاحتلال".
وفي سياق متصل، أفرجت المحكمة في حيفا اليوم عن 17 شخصاً اعتقلوا ليلة أمس في مظاهرة حيفا، التي أصيب فيها 6 من المتظاهرين. ومساء اليوم تم اعتقال عشرة من مظاهرة حيفا.
وأصدر المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني بياناً له مساء اليوم أكد فيه أن "حملات التصعيد الأخيرة للاحتلال بالاقتحامات المتكررة في القدس، والاعتداء على أهلنا في حي الشيخ جراح ضمن المحاولات المتكررة لتهجير الحي وسرقة بيوته لصالح المستوطنين، واقتحام الحرم المقدسي الشريف والاعتداء على المصلين وقمع المظاهرات الرافضة لذلك، تلزمنا بتكثيف الالتحام والمشاركة في الاحتجاجات الشعبية وتفعيل دورنا المؤسساتي في مناصرة شعبنا وقضيته سياسياً وإعلامياً وحقوقياً".
ودعت مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني إلى "المشاركة في الاحتجاجات الشعبية المساندة لأهلنا في الشيخ جراح والدفاع عن سيادة القدس والحرم، وتهيب بكافة المؤسسات الفاعلة بأن تأخذ دورها في تحشيد الناس".
وأبرزت أن "الاحتجاجات الشعبية المترابطة مع القدس والمستمرة حتى اللحظة في عدة بلدات مركزية في الداخل هي دليل ساطع على فشل سياسات النظام الإسرائيلي في شرذمة هويتنا الفلسطينية الجامعة، ومحاولاته المتكررة لصهر الوعي الوطني والأخلاقي للشباب العرب".