قال المكتب المركزي للأبحاث القضائية (جهاز محاربة الإرهاب) إن السلطات البلجيكية اعتقلت مواطناً بلجيكياً من أصل مغربي يشتبه في تورطه في التحريض والتخطيط والإعداد لمشاريع إرهابية وشيكة بناءً على معلومات ومعطيات دقيقة قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ( المخابرات الداخلية في المغرب) للسلطات البلجيكية المختصة.
وأفاد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في بيان له، الجمعة، أن تلك "المعلومات الدقيقة التي وضعتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني رهن إشارة السلطات الأمنية والقضائية البلجيكية، مكنت من توقيف المشتبه فيه الذي يحمل الاسم الحركي عبد الله البلجيكي، ووضعه رهن الاعتقال من طرف القضاء البلجيكي على ذمة البحث والتحقيق في إطار قضايا الإرهاب والتطرف العنيف".
وأوضح أنه تم تشخيص هوية هذا المواطن البلجيكي من أصل مغربي، وتحديد تورطه المباشر في التحريض على تنفيذ مخططات إرهابية وشيكة، في إطار البحث الذي يباشره حالياً المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مع شخص موال لتنظيم "داعش الإرهابي"، تم اعتقاله أول من أمس الأربعاء بمنطقة فم أزكيد بضواحي طاطا ( جنوب شرق المغرب)، وذلك بعد الاشتباه في تورطه في الإعداد لتنفيذ مخطط إرهابي له ارتباطات عابرة للحدود الوطنية.
وكشف المكتب أن الأبحاث والتحريات المنجزة إلى غاية هذه المرحلة من البحث، أسفرت عن رصد حوالة مالية بالعملة الأوروبية كان قد أرسلها الشخص المعتقل ببلجيكا للمشتبه فيه الموقوف بالمغرب، بداية شهر مارس/ آذار الجاري، وذلك كدفعة أولى من ضمن عمليات التمويل التدريجي لاقتناء المستحضرات والمواد الكيميائية التي تدخل في صناعة وتحضير المتفجرات.
كما أكدت إجراءات البحث، مدعومة بالخبرات الرقمية والتقنية، تورط الشخص المعتقل ببلجيكا في التحريض على خلق وتشكيل تنظيم إرهابي محلي للقيام بعمليات تخريبية بالمغرب، من خلال محتويات يحدد فيها للشخص الموقوف بالمغرب طريقة الاستقطاب والتجنيد، وكيفية اختيار القواعد الخلفية للتدريب، وكذا المشاريع والأهداف المزمع استهدافها.
وتشير مجريات البحث، بحسب بيان المكتب، أن المخطط كان يرمي إلى مهاجمة مواطنين أجانب ومسؤولين في قطاعات حكومية وأمنية، واستهداف مقرات عسكرية وأمنية ومؤسسات سجنية باستخدام سيارة مفخخة أو بواسطة مركبة في إطار عمليات الإرهاب الفردي، بعدما تم تحميل إحداثياتها من مواقع على شبكة الأنترنت، علاوة على مهاجمة وكالات بنكية ومصرفية في إطار ما يسمى بعمليات الفيء والاستحلال.
كما أثبتت المعاينات والخبرات التقنية المنجزة، يضيف المصدر ذاته، أن المشتبه فيه الموقوف بالمغرب أجرى ثلاث محاولات لصناعة عبوات ناسفة باستخدام المواد الكميائية المحجوزة، وذلك بالضيعة الفلاحية المملوكة لعائلته بمنطقة فم أزكيد بضواحي طاطا.
ومع أنّ المغرب لم يتعرض سوى لهجوم كبير واحد خلال السنوات العشر الماضية (مقتل سائحتين إسكندينافيتين عام 2018) إلا أن المسؤولين المغاربة يرون أن الجماعات المتشددة في منطقة الساحل المجاورة، والتي تجنّد وتدرب أتباعها عبر الإنترنت، تمثل أكبر خطر على البلاد، كما أن موقع المغرب يجعله هدفاً للجماعات المتمركزة في تلك المنطقة، ويبدي المسؤولون المغاربة قلقاً لافتاً من انتقال بعض المغاربة الذين انضموا لتنظيم "داعش" في الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل.