بعد أيام قليلة من عودته من العاصمة الروسية موسكو، وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد، ظهر اليوم الأحد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية تندرج، كما يبدو، في إطار تحركات إقليمية وروسية للانفتاح على نظام الأسد، ضمن مقاربة جديدة للأزمة السورية وفق تسريبات متقاطعة.
وذكرت وكالة الأنباء "سانا" التابعة للنظام أن أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام، ترافقه في هذه الزيارة التي تعد الثانية من نوعها خلال عام واحد.
من جهتها، قالت وكالة "وام" الإماراتية إن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كان في مقدمة مستقبلي بشار الأسد لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، مشيرة إلى أن طائرات حربية رافقت طائرته لدى دخولها أجواء دولة الإمارات ترحيباً بزيارته.
وأضافت أن الوفد المرافق لبشار الأسد يضم سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وبطرس حلاق وزير الإعلام، وأيمن سوسان معاون وزير الخارجية.
وكان بشار الأسد قد استقبل في 12 فبراير/شباط الماضي في دمشق وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، وشكره على المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها أبوظبي لمتضرري الزلزال في سورية، وكانت تلك الزيارة الثالثة للوزير الإماراتي إلى دمشق، منذ أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018، بعد قطيعة دبلوماسية منذ الثورة في سورية ضد النظام عام 2011.
كما زار رئيس النظام السوري الإمارات في مارس/آذار العام الماضي، وكانت أول زيارة له لدولة عربية بعد اندلاع الثورة السورية، وجاءت تتويجاً لسلسلة من الخطوات العلنية التي اتخذتها الإمارات تجاه نظام الأسد بدأت بعودة العلاقات الدبلوماسية.
وحافظت الإمارات على علاقةٍ مفتوحة إلى حد ما مع النظام في كل المراحل السابقة، ووفرت ملاذاً آمناً لدائرة النظام الداخلية، بمن فيهم بشرى شقيقة رئيس النظام، بعد اغتيال زوجها، المسؤول البارز آصف شوكت.
وفي أحاديثه الأخيرة لوسائل إعلام روسية، قال بشار الأسد إن بعض الأطراف العربية عرضت عليه "أفكاراً" للحل في سورية، لكنها لم تنتقل بعد إلى مستوى المبادرات المحددة، مشدداً على أن "شرط" ابتعاد نظامه عن إيران مقابل الانفتاح عليه من جانب العرب، لم يعد مطروحاً منذ سنوات، وفق تعبيره.
وتعد زيارة رئيس النظام إلى الإمارات اليوم هي الزيارة الخارجية العاشرة له منذ اندلاع الثورة السورية، كان أغلبها لروسيا وإيران.
وكانت أول زيارة خارجية له إلى روسيا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، والثانية إلى روسيا أيضاً في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وكذلك الثالثة في مايو/أيار 2018، ثم إلى إيران في فبراير/شباط 2019، وروسيا في سبتمبر/أيلول 2021، والإمارات في مارس/آذار 2022، وإيران في 8 مايو/أيار 2022، وسلطنة عمان في 20 فبراير/شباط الماضي، وأخيراً روسيا في 14 مارس/آذار الجاري.