استمع إلى الملخص
- **تعزيز العلاقات الإيرانية-العراقية**: تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، دعم النمو الاقتصادي، وحل الخلافات. سيتم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم أمنية، مما يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
- **دور العراق كوسيط إقليمي**: العراق قد يلعب دور الوسيط في تعزيز العلاقات بين إيران ودول أخرى مثل السعودية، مصر، والأردن، رغم أن الوساطة العراقية قد تكون غير حيوية حالياً بسبب التواصل المباشر بين إيران والدول المعنية.
يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العاصمة العراقية بغداد، بعد غد الأربعاء، في أول زيارة خارجية له، يرافقه فيها وفد رسمي إيراني رفيع، ويلتقي خلالها كبار المسؤولين العراقيين. وبدأت بغداد تحضيرات الزيارة التي ستستمر يومين، وفقاً لمسؤول عراقي بوزارة الخارجية، قال لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إن بلاده أنهت صياغة حزمة من مذكرات التعاون الثنائي بين بغداد وطهران، كما سيتم بحث ملفات إقليمية، أبرزها استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنه سيتم بحث نتائج مذكرات واتفاقيات أمنية جرى توقيعها في العامين الماضيين.
كما من المرتقب أن يزور الضيف الإيراني والوفد المرافق له عدداً من العتبات الدينية جنوبي العراق، وفقاً لما كشف عنه المسؤول العراقي لـ"العربي الجديد". وسيعقد الرئيس الإيراني بزشكيان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مؤتمراً صحافياً في ختام المباحثات، يجري من خلاله طرح ما تم التطرق والتوصل إليه.
وأمس الأحد، قالت وكالة مهر الإيرانية إن "الرئيس بزشكيان سيزور العراق الأربعاء المقبل في أول زيارة خارجية له"، وأفادت بأنه من بين خطط هذه الرحلة عقد اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين، وتوقيع وثائق تعاون ومذكرات أمنية. ونقلت الوكالة عن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الايراني، محمد مهدي شهرياري، قوله إن زيارة بزشكيان إلى العراق، "تأتي في سياق تعزيز العلاقات الايرانية مع دول الجوار ودعم النمو الاقتصادي وحل بعض الخلافات".
وكشف عن أن برنامج الزيارة سيشهد "توقيع عدد من الاتفاقيات، وحل بعض الخلافات والتحديات"، كما أكد أن "إزالة هذه الهواجس تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية أكثر من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية الـ14 تولي أهمية لرفع مستوى التعاون مع الجوار، وبما يخدم التنمية الاقتصادية في البلاد.
جهود العراق بصفته وسيطاً بين إيران ودول جديدة
بدوره، قال السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق، إن بلاده ستوقع مذكرات تفاهم أمنية خلال زيارة بزشكيان إلى بغداد. ورداً على مسألة وجود أي وساطة عراقية بين إيران ودول أخرى بالمنطقة، قال السفير الإيراني إن بلاده قطعت "شوطاً في إعادة العلاقات مع السعودية، ويتم الحديث عن تطوير العلاقات مع بعض دول المنطقة مثل مصر والأردن، وهذه الإمكانية موجودة للتعامل بهذا الموضوع". وأضاف آل صادق، في حديث مع تلفزيون "روداو" العراقي الكردي المحلي، أن "العراق يستطيع أن يلعب دوراً، كما قام بإعادة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والسعودية سابقاً، ونتأمل لعب هذا الدور لتوطيد هذه العلاقات مع سائر دول المنطقة".
السفير الايراني لرووداو: مذكرات تفاهم أمنية ستوقع خلال زيارة بزشكيان لبغداد https://t.co/WaGWrrgu1S
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) September 6, 2024
وبشأن باقي الملفات التي سيتم بحثها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد، ذكر السفير الإيراني أن "المجال الاقتصادي ملف مهم وسيتداول الجانبان هذا الأمر، كما توجد مذكرات تفاهم بخصوص الملف الأمني، وتوجد اتفاقيات ومذكرات تفاهم ستوقع بين مسؤولي البلدين". ولم يصدر عن بغداد أي تعليق حيال نية وساطة عراقية بين طهران ودول عربية، أبرزها مصر والأردن، إذ كان التعليق الوحيد للسفير الإيراني في بغداد. لكن الخبير في الشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، قال إن "محاولات سابقة من قبل العراق تمت فعلاً في العامين الماضيين، ولم تحقق هذه المحاولات أي تقدم ملحوظ لأسباب تتعلق بطرفي الوساطة".
واعتبر أن زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الشهر الماضي إلى طهران، وعقده مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين ركزت بالمجمل على العدوان الإسرائيلي على غزة، يجعلان من مسألة الوساطة العراقية غير حيوية، بسبب وجود تواصل مباشر بين الجانبين الإيراني والأردني والأمر ذاته ينطبق على الجانب المصري". لكن وفقاً للنعيمي، فإن "العراق قد يلعب دور المشجع والمستضيف لأي لقاءات أو اجتماعات تنسيقية بين إيران ودول عربية أخرى بالمستقبل".