بريطانيا: رئيس حزب العمال المعارض يطلق 5 وعود

23 فبراير 2023
لم يوضح ستارمر كيفية تحقيق الوعود التي قدّمها (Getty)
+ الخط -

أطلق زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض كير ستارمر، اليوم الخميس، خمسة وعود وتعهّد بتحقيقها إن فاز حزبه في الانتخابات العامة المقبلة المقررة بعد عام ونصف تقريباً، وذلك بعد شهرين على إطلاق رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خمسة وعود في أول خطاب له من العام الحالي.

وقال ستارمر في خطاب ألقاه بمدينة مانشستر، اليوم الخميس، إنّ تحقيق تلك الوعود الخمسة لن يكون سهلاً، و"إصلاح الأساسيات" سيستغرق وقتاً طويلاً بعد 13 عاماً من وجود حزب المحافظين في السلطة. 

وكان ستارمر قد دافع في وقت سابق عن التعهدات التي قطعها خلال السباق إلى زعامة حزب العمال عام 2020، على خلفية مزاعم اليسار في حزبه بشأن تخلّيه عن تلك التعهدات، معتبراً أنّ الوعود العشرة التي أطلقها لخلافة جيريمي كوربين "قد تكيّفت مع الأحداث العالمية غير المسبوقة"، وأنه لم يتخلّ عنها، بما فيها قضية الملكية العامة للمرافق وخدمات السكك الحديدية وإلغاء الرسوم الجامعية. 

وفي حين تمحورت وعود سوناك حول الجانب الاقتصادي مع المرور سريعاً على الكارثة التي يعيشها القطاع الصحي وعلى ضرورة "مواجهة" قوارب المهاجرين وطالبي اللجوء، فإنّ العناوين العريضة لوعود ستارمر الخمسة شملت الاقتصاد والقطاع الصحي والجريمة والمناخ والتعليم.

ومثل ما اكتفى سوناك بإطلاق الوعود من دون توضيح كيفية تحقيقها، لم يغرق ستارمر في تفاصيل الشعارات التي قدّمها ولا في كيفية تحقيق تعهده بجعل اقتصاد المملكة المتحدة "الأسرع نمواً في مجموعة الدول السبع". 

يُذكر أنّ المملكة المتحدة هي الوحيدة بين مجموعة الدول السبع التي لم يستعد اقتصادها بعد الحجم الذي كان عليه قبل جائحة كورونا. 

كما تعهد ستارمر بجعل بريطانيا "قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة"، وخلق فرص عمل جديدة لتحقيق إنتاجية قوية في كل رقعة من البلاد، إضافة إلى إصلاح نظام خدمة الصحة الوطنية (NHS) الذي يعاني أكثر من أي وقت مضى من نقص هائل في عدد الموظفين والمعدات، وسط موجة غير مسبوقة من الإضرابات والاستقالات. 

ووعد ستارمر أيضاً بـ"إصلاح صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، وهو موضوع ساخن في هذه اللحظة، حيث يتعرض سوناك للكثير من الضغوط والانتقادات في كيفية تعاطيه مع بروتوكول أيرلندا الشمالية ومع المفاوضات التي تخوضها لندن وبروكسل.

ومع أن قضية "بريكست" كانت حاضرة في وعوده الخمسة، إلا أن ستارمر قلّل من دور انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المملكة، معتبراً أنه ليس "السبب الوحيد للركود الاقتصادي" الذي بدأ منذ العام 2010. يُذكر أن الإحصاءات تقدّر نسبة تعطيل المكون الاقتصادي في المملكة بسبب "بريكست" بمليارات الجنيهات الإسترلينية.

وقال ستارمر إنّ حكومة حزب العمال ستستخدم، في حال فازت في الانتخابات العامة المقبلة، "تفكيراً جديداً للتوصل إلى "حلول جديدة"، من دون أن يذكر ماهية تلك الأفكار أو تلك الحلول. 

ويعمل ستارمر حالياً إلى جانب وزرائه في حكومة الظلّ لتوضيح خططهم في الأشهر المقبلة، ولتزويد الناخبين بالمزيد من التفاصيل حول كيفية "إصلاح قطاع الشرطة ونظام العدالة" والحد من الجريمة والتصدي للعنف ضد المرأة وملفات أخرى، قبل الانتخابات المحلية المقبلة المقررة في مايو/ أيار المقبل.

ولا يزال ستارمر يتمتّع بشعبية كبيرة وفقاً لآخر استطلاعات الرأي، حيث يعتقد 45% أنه الأمثل لزعامة حزب العمال، مقابل 25% لا يوافقون على ذلك، حتى إنه تفوّق بـ42% على سوناك في آخر استطلاع للرأي أجرته شركة "يوغوف" قبل شهرين، لدى سؤالها للمستطلعين عن الأقدر بين الزعيمين على فهم واستيعاب المشاكل اليومية والتحديات التي يعيشها الناخبون. 

المساهمون