تسلمت الجزائر، اليوم، من تونس الرئاسة الدورية للقمة العربية، خلال بدء أشغال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بالمركز الدولي للمؤتمرات في العاصمة الجزائرية.
وسلم المندوب الدائم لتونس لدى جامعة الدول العربية محمد يوسف، الذي ترأست بلاده القمة العربية الماضية عام 2019، إلى الممثل الدائم للجزائر نذير العرباوي رئاسة القمة، خلال اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، والذي يمهد لاجتماع وزراء الخارجية، الأحد المقبل.
وقال المندوب التونسي إن هناك "ثقة تامة بأن الجزائر ستواصل بمعية كافة الدول العربية على الدرب نفسه الساعي إلى وحدة الصف إزاء قضية العرب الأولى من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووضع حد للسياسات العدوانية لسلطات الاحتلال"، مشيدا بـ"بجهود الجزائر السخية ونجاحها في لم شمل الأشقاء الفلسطينيين".
وقال مندوب الجزائر السفير نذير العرباوي، في كلمته، إن "القمة الحالية تأتي في ظل ظروف دولية صعبة تستدعي تضافر وتوحيد الجهود العربية. لذلك نريدها قمة عربية توافقية تنطلق من الثوابت المشتركة وتعكس تطلعات شعوبنا التواقة إلى قدر كبير من التضامن والتآزر والتكامل"، مشيرا إلى أنه "يتعين على هذه القمة أن تستفيد من دروس الماضي وتواجه بشكل جماعي تحديات الحاضر وتنظر إلى المستقبل برؤية استراتيجية شاملة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار".
وأضاف العرباوي "أن حجم التحديات كبير، والظرف دقيق وحساس وحجم تطلعات وآمال الشعوب العربية يتزايد في ظل استمرار وتصاعد الأزمات والأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يتطلب وبإلحاح تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية الجماعية وتوحيد المواقف وصياغة رؤية مشتركة بالإضافة إلى تنشيط آليات العمل العربي المشترك وتجديدها وتطويرها حتى نتمكن من الدفاع عن مصالحنا وعن قضايانا العادلة وحقوقنا المشروعة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية"، خاصة بعد توقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر قبل أسبوعين.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال الاجتماع، إن "جهودا جزائرية كبيرة بذلت في سبيل إنجاح قمة عربية بدون ورق"، وأشاد "بقدرة الجزائر على مواكبة طلباتنا المتعددة في عقد أول قمة عربية لاورقية واستجابتها الكريمة لتوفير الإمكانيات التي مكنتنا من إجراء هذه القمة بهذا الشكل التكنولوجي العصري الحديث الذي يساعد في نقل الجامعة العربية إلى مصاف المنظمات التي تتعامل بهذا المستوى العالي والعصري، لخدمة قضايا العرب وقضايا الدول الأعضاء".
وتعني أول قمة عربية دون ورق أن القادة والوزراء والسفراء وعند بحث المواضيع على جدول الأعمال سيجدونها على شاشات الحواسيب، ولن تكون هناك مستندات أو أوراق أمامهم.
ويستمر اجتماع القمة على مستوى المندوبين إلى يوم غد الخميس، تحضيرا لرفع مشاريع قرارات وتوصيات إلى اجتماع وزراء الخارجية خلال اجتماعهم التحضيري الذي يعقد الأحد المقبل، حيث سيتم اعتماد مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي تنطلق أشغالها الثلاثاء القادم.