بايدن يكشف عن سياسة جديدة لتصدير الأسلحة: حقوق الإنسان أولاً

23 فبراير 2023
تُعَدّ الولايات المتحدة أكبر تاجر أسلحة في العالم (ياسين أوزتورك/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، عن إصلاح طال انتظاره لسياسة تصدير الأسلحة يزيد التركيز على حقوق الإنسان، في تراجع عن السياسة السابقة في عهد سلفه دونالد ترامب، التي ركزت أكثر على الشؤون التجارية.

ومثلما جاء في تقرير لوكالة "رويترز"، الأربعاء، فإن السياسة الجديدة لما يُسمى نقل الأسلحة التجاري تشمل مراجعة المساعدات الأمنية وعمليات نقل الأسلحة بين الحكومات والمبيعات التجارية المرخصة للمعدات والخدمات العسكرية الأميركية المنشأ، التي تشرف عليها وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة التجارة، بما في ذلك الأسلحة المتوافرة بشكل شائع في الولايات المتحدة.

وتفحص شركات الدفاع والنشطاء مثل هذه السياسات من أجل معرفة موقف الإدارة، لأنها توازن بين المصالح التجارية لمصدّرين مثل لوكهيد مارتن وريثيون تكنولوجيز، والتزام الدولة المعلن بحقوق الإنسان.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن أحد التغيرات يتمثل بكيفية معالجة السياسة الجديدة لنقل الأسلحة التجاري لاحتمال استخدام أسلحة من الولايات المتحدة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وبموجب السياسة الجديدة، لن تتم الموافقة على نقل أسلحة إذا رأت وزارة الخارجية أن الأسلحة ستستخدم "على الأرجح" في ارتكاب أو تسهيل عمليات إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو انتهاكات لاتفاقيات جنيف أو انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

واشنطن ستعتمد سياسة جديدة لتصدير الأسلحة تركز على "حقوق الإنسان"

وكانت السياسة السابقة لنقل الأسلحة التجارية تقضي بعدم نقل مثل هذه الأسلحة، إلا إذا كان لدى واشنطن "معرفة فعلية" بأنها ستُستخدم في مثل هذه الأعمال.

وقال أحد المسؤولين: "نحن نتطلع إلى سياسة وقائية عندما يكون هناك خطر يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان".

وتسمح السياسة الجديدة أيضاً بإلغاء الصفقات إذا وُثِّقَت انتهاكات الحقوق بعد إعلانها. ورفض المسؤولون تحديد دول أو صفقات سابقة من المحتمل أن تؤثر فيها السياسة الجديدة.

الحقوق بين الأقوال والواقع

منذ فترة طويلة يثير المدافعون عن هذه السياسة تساؤلات عن مبيعات الأسلحة لدول مثل السعودية والإمارات، بسبب الخسائر البشرية المدنية جراء الحرب في اليمن. وتعرضت إدارة بايدن العام الماضي لانتقادات بسبب موافقتها على بيع محتمل لأجهزة رادار وطائرات لمصر، على الرغم مما وصفته منظمة "هيومن رايتس ووتش" بـ"سجل شنيع لحقوق الإنسان" في مصر.

وقال وليام هارتونغ، الباحث البارز في معهد كوينسي للحوكمة المسؤولة، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني: "لسوء الطالع، إن إدارة بايدن لديها سجل مختلط بشأن هذه القضايا حتى الآن"، مضيفاً أن الإدارة "سيتعين عليها تغيير المسار إذا كانت ستتبع نهج السياسة الجديدة".

واستمر العمل على تطوير السياسة الجديدة لأشهر. وذكرت "رويترز" في عام 2021 أن إدارة بايدن تدرس تغييراً في السياسة للتركيز على حقوق الإنسان.

وتُعَدّ الولايات المتحدة، إلى حد بعيد، أكبر تاجر أسلحة في العالم، حيث تبيع ما يقدَّر بنحو 150 مليار دولار من الأسلحة والخدمات والتدريبات سنوياً.

ويتطلب قانون مراقبة تصدير الأسلحة الأميركي إخطار الكونغرس باتفاقيات المبيعات الدفاعية الخارجية المهمة، وتسمح عملية المراجعة غير الرسمية للزعماء الديمقراطيين والجمهوريين في لجان الشؤون الخارجية بفحص مثل هذه الاتفاقيات.

وغالباً ما يثير أعضاء الكونغرس مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان عند معارضتهم لتصدير أسلحة. وعلى سبيل المثال، يعارض السناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بيع طائرات "إف-16" التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن لتركيا. 

(رويترز)

المساهمون