بايدن يستأنف حملته رغم الظروف الصعبة: أؤكد لكم أنني على ما يرام

13 يوليو 2024
بايدن في نورثفيل بولاية ميشيغان، 12 يوليو 2024 (إليزابيث فرانتز/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **بايدن يطمئن الناخبين ويؤكد استمراره في السباق الرئاسي**: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال عشاء في ميشيغان أنه "على ما يرام" وسيستمر في السباق الرئاسي للفوز بولاية ثانية، رغم الشكوك حول كفاءته العقلية والصحية.

- **دعم ديمقراطي متباين لبايدن وسط دعوات للتنحي**: يواجه بايدن ضغوطاً متزايدة من داخل حزبه للتنحي، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس المطالبين بانسحابه إلى 20، بينما تلقى دعماً من عضوين ديمقراطيين بارزين.

- **تأثير المخاوف على التبرعات والدعم المالي**: تواجه حملة بايدن تحديات مالية، حيث أبلغ مانحون ديمقراطيون بارزون لجنة "فيوتشر فوروارد" أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات ستبقى معلقة إذا أصر بايدن على الترشح.

حاول الرئيس الأميركي جو بايدن طمأنة الناخبين بأنه في حالة جيدة الجمعة مع عودته إلى مسار الحملة الانتخابية وسط ضغوط متزايدة من الديمقراطيين لدفعه إلى التنحي. وقال بايدن البالغ 81 عاماً لأنصاره خلال عشاء في مطعم في نورثفيل بولاية ميشيغان التي يجب عليه أن يفوز بها في نوفمبر/ تشرين الثاني ليهزم دونالد ترامب "علينا إنهاء المهمة. وأؤكد لكم أنني على ما يرام".

واستأنف بايدن في ظروف صعبة حملته الجمعة، لدعم ترشحه لولاية رئاسية ثانية بعد أداء متناقض في مؤتمر صحافي هام، فشل في إسكات الأصوات المطالبة بانسحابه من السباق الرئاسي. وشدد بايدن في مؤتمر صحافي، الخميس، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ارتقبه العالم على أنه سيرشح نفسه مرة أخرى وسيفوز، متجاهلاً المخاوف بشأن عمره وصحته بعد الأداء المريع له في المناظرة الرئاسية الأولى أمام ترامب قبل أسبوعين. لكن سلسلة زلات بينها الإشارة إلى نائبته كامالا هاريس على أنها "نائبة الرئيس ترامب"، أبقت كفاءة بايدن العقلية والصحية لولاية ثانية موضع شكوك.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، إنه التقى بايدن في وقت متأخر الخميس، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس الذين يطالبون الرئيس بالانسحاب إلى 20. وأوضح جيفريز إنه وبايدن "عبّرا عن حكمة واسعة النطاق ووجهات نظر صادقة واستنتاجات بشأن المسار للتقدم إلى الأمام". لكنه لم يعط مزيداً من التفاصيل.

ويواجه الرئيس موجات متواصلة من الدعوات بين الديمقراطيين للتخلي عن ترشحه للعام 2024 منذ المناظرة في 27 يونيو/ حزيران التي فقد خلالها بايدن تسلسل أفكاره وبدا متعباً. لكن بايدن أصر على أنه قادر على إقناع الناخبين بدعمه على الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تظهر أنه يتخلف عن ترامب المدان جنائياً.

ويمثل المهرجان الانتخابي في ديترويت رابع زيارة لبايدن هذا العام إلى منطقة تعد جزءاً من "الجدار الأزرق" الصناعي إلى جانب ويسكاونسن وبنسلفانيا، وهي ولايات كانت أساسية في فوزه عام 2020 على منافسه ترامب. وسيركز خطاب بايدن على "مشروع 2025"، وهو تصور من 900 صفحة وضعه محافظون متشددون لتغيير الحكومة الأميركية خلال ولاية ترامب الثانية في حال فوزه، لكن المشروع استجلب الكثير من الانتقادات إلى حد أن الرئيس السابق البالغ 78 عاماً تبرّأ منه.

وبدا أن مؤتمر الرئيس الأميركي الصحافي الخميس قد منحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه ودرأ عنه ضربة قاضية تنهي مسيرته الانتخابية، على الرغم من أن ثلاثة مشرعين آخرين حضوه على الاستقالة بعد دقائق من انتهاء المؤتمر. واعتبر بايدن نفسه "الشخص الأكثر تأهلاً للترشح للرئاسة"، رافضاً مطالبته بالتنحي قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

واعترف الرئيس الأميركي بأنه كان عليه "تهدئة المخاوف" في الحزب الديمقراطي بعد أن ألقى باللائمة في هفواته على الإرهاق بسبب الرحلات الجوية الطويلة ونزلات البرد. ورد بايدن أيضاً بشكل مفصّل على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالسياستين الخارجية والداخلية بعدد قليل نسبياً من الأخطاء، على الرغم من أنه خلط بين أوروبا وآسيا. لكن كانت هناك لحظات كارثية الخميس لبايدن حين خلط بين ترامب ونائبته كامالا هاريس، إضافة إلى عثرة سابقة في قمة حلف شمال الأطلسي عبر تقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه فلاديمير بوتين. وتؤثر المخاوف بشأن بايدن أيضاً على المانحين الديمقراطيين، ولاسيما بعد دعوة نجم هوليوود والداعم البارز للحزب الديمقراطي جورج كلوني الرئيس بايدن إلى عدم المضي في حملته الأربعاء.

بايدن يتلقى دعماً من عضوين ديمقراطيين بارزين

من جانب آخر، تلقى بايدن دعماً من عضوين ديمقراطيين بارزين قالا إنه يجب أن يكمل سباقه الرئاسي، في حين يدرس أعضاء آخرون في الحزب ما إذا كانوا سيساندون الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً في مسعاه لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية. 

وقال النائب جيمس كلايبورن في برنامج على شبكة "إن بي سي": "أمضي مع بايدن بصرف النظر عن الاتجاه الذي سيسلكه"، وذلك غداة مؤتمر صحافي كبير عقده بايدن لدحض الشكوك المرتبطة بإعادة ترشيحه. وقال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم الذي يطُرح اسمه خليفةً محتملا إنه متمسك ببايدن أيضاً. وأضاف في مقتطف من مقابلة نشرته شبكة "سي بي إس" "أنا أؤيد ذلك تماما"ً.

ويحظى كلايبورن (83 عاماً) بقدر كبير من الاحترام بين الأمبركيين السود الذين يعد دعمهم ضرورياً لحملة بايدن الانتخابية في العام الجاري، في حين أن نيوسوم (56 عاماً) هو واحد من عدة حكام أصغر سناً يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم مستقبل الحزب.

من جهة أخرى، طالبت عضو الكونغرس النائبة بريتاني بيترسن الرئيس بالانسحاب والسماح للحزب باختيار مرشح آخر عقب أدائه المهتز في مناظرته مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 27 يونيو/ حزيران، مما رفع عدد الأعضاء الديمقراطيين الذين يطالبون بايدن بالتنحي إلى 18 على الأقل. وكتبت بيترسن على وسائل التواصل الاجتماعي "رجاء، مرر الشعلة إلى أحد قادتنا الديمقراطيين المؤهلين وهم كُثر حتى نحظى بأفضل فرصة لهزيمة دونالد ترامب".

تعليق 90 مليون دولار من التبرعات

من جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها أن مجموعة من المانحين الديمقراطيين البارزين أبلغوا أكبر لجنة عمل سياسي داعمة للرئيس الأميركي جو بايدن، وهي "فيوتشر فوروارد"، أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات ستبقى معلقة إذا أصر الرئيس على الترشح للانتخابات.

ويحاول المسؤولون والمانحون والناشطون الديمقراطيون تحديد ما إذا كان بايدن هو أفضل رهان لهم لهزيمة ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، ومدى قدرته على الفوز بفترة رئاسية أخرى مدتها أربع سنوات. وعبر اثنان من جامعي التبرعات الديمقراطيين، وهما دميتري ميلهورن وجون مورجان، لـ"رويترز" عن سعادتهما بالمؤتمر الصحافي.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون