وصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة لزيارة إل باسو، نقطة العبور في ولاية تكساس والتي تشكل محور الجدل حول الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
سيلتقي الرئيس الأميركي، الذي تتهمه المعارضة الجمهورية بغض الطرف أمام التدفق التاريخي للمهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، عناصر من شرطة الحدود في مدينة إل باسو.
وكان في استقبال بايدن عند نزوله من الطائرة حاكم ولاية تكساس المحافظ غريغ أبوت، الذي يتهم الرئيس الديمقراطي بتحويل الحدود إلى ممر هجرة.
ويبحث في مدينة إل باسو "عمليات مراقبة الحدود" مع مسؤولين محليين، قبل أن يتوجه إلى العاصمة المكسيكية لعقد قمة مع نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي يشارك معه الثلاثاء في قمة ثلاثية إلى جانب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
Today, I’m traveling to El Paso to visit the border and meet with local leaders.
— President Biden (@POTUS) January 8, 2023
Our border communities represent the best of our nation’s generosity and we’re going to get them more support while expanding legal pathways for orderly immigration and limiting illegal immigration.
سيرافق الرئيس الأميركي إلى الحدود وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس الذي دعا الأحد في حديث مع شبكة "أيه بي سي" إلى "حل إقليمي" لأزمة الهجرة.
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس عن إجراءات لمحاولة تخفيف العبء عن الحدود حيث تم تسجيل اعتقال أكثر من 230 ألف شخص في نوفمبر/ تشرين الثاني.
سيسمح لما يصل إلى 30 ألف مهاجر بدخول الولايات المتحدة شهريا من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا لكن سيتعين عليهم الوصول جوا حتى لا يزيدوا عبء عمل حرس الحدود على الأرض.
في المقابل، ستتم إعادة أولئك الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني بسهولة أكبر بحسب البيت الأبيض.
الفنتانيل القاتل
فثلثا الوفيات الـ108 آلاف الناجمة عن جرعات زائدة في الولايات المتحدة العام 2021 عائدة إلى مواد أفيونية صناعية. أما كميات الفنتانيل المضبوطة في 2022 وحده فتتجاوز الكمية الضرورية لقتل الشعب الأميركي برمته بحسب DEA.
وقال براين نيكولس مسؤول الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية إن الولايات المتحدة تسعى إلى "توسيع تبادل المعلومات" مع المكسيك حول المركبات الكيميائية و"تعزيز الوقاية".
وعمدت المكسيك قبل زيارة بايدن إلى إلقاء القبض الخميس على أوفيديو غوسمان أحد كبار تجار الميثامفيتامين خلال عملية أسفرت عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوى الأمنية و19 في صفوف كارتل سينالوا.
وقال الخبير الأمني ريكاردو ماركيس "عندما تعقد اجتماعات كهذه ثمة ثابتة تمتثل بأن السلطات المكسكية لديها دائما شيء تقدمه عاجلا أم آجلا"، معتبرا أن عملية التوقيف لا تؤثر على هيكلية كارتل سينالوا الذي تمتد شبكاته في 50 دولة.
وكانت الولايات المتحدة والمكسيك أعلنتا في 2021 تغير نهجهما في سياسة مكافحة المخدرات مع التركيز على أسباب هذه الظاهرة بعد استراتيجية عسكرية بحتة طبقت مدة 15 عاما. فمنذ العام 2006 قتل 340 ألف شخص في أعمال عنف في المكسيك على ارتباط بالمخدرات وأعلن فقدان الآلاف من دون أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الكارتلات.
ووسط إراقة الدماء هذه، رفعت الحكومة المكسيكية دعوى قضائية على صناعات الأسلحة في الولايات المتحدة متهمة إياها بتغذية العنف في صفوف تجار المخدرات على الأراضي المكسيكية.
وسيكون التغير المناخي مطروحا على جدول أعمال المحادثات إذ أعلن البلدان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في مصر مشروعا للطاقة المتجددة يتضمن استثمارات بقيمة 48 مليار دولار تعهدت المكسيك في إطاره تحسين أهداف خفض غازات الدفيئة بحلول 2030.
ومن المواضيع المطروحة على بساط البحث أيضا استغلال الليثيوم ونقل مصانع تجميع سيارات كهربائية وبناء ستة مصانع للطاقة الشمسية من الجانب المكسيكي والتعاون في مجال الطاقة النظيفة.
ستكون الحاجة إلى تطوير سلاسل توريد المكونات الإلكترونية بهدف تقليل اعتماد واشنطن على آسيا في صلب المناقشات أيضا.
(فرانس برس)