بايدن يحاول تحسين العلاقات مع أوروبا... هل تتحقق مساعيه؟

12 يونيو 2021
يبدي بايدن استعداداً لتعليق فرض المزيد من العقوبات على أوروبا (Getty)
+ الخط -

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته التي بدأت الأربعاء الماضي إلى أوروبا، لإصلاح العلاقات الدبلوماسية ومعالجة الندوب المؤلمة التي خلفها سلفه دونالد ترامب في العلاقة مع الأوروبيين بفعل محاولات الابتزاز والإهانات والضرائب العقابية.

ويحاول بايدن في زيارته التي ستستمر لأسبوع، بالتقارب مع أوروبا أن يثبت للعالم أنّ الولايات المتحدة الأميركية تقود الديمقراطيات الغربية، فيما يبدي استعداداً لنزع فتيل القضايا العالقة وفي مقدمتها تعليق فرض المزيد من العقوبات على خط "نورد ستريم 2" المثير للجدل. 

وقالت الباحثة السياسية في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جانا بوغلرين، في حديث مع شبكة "إيه أر دي" الإخبارية الألمانية، إنّ بايدن "سيفي بأكثر مما هو متوقع وفي العديد من المجالات"، مشيرة إلى أنّ "رحلته تهدف للقول إنّ الولايات المتحدة قد عادت للمسرح العالمي كشريك ودود وكدولة مهتمة بالتعددية والتعاون العالمي وتحالف الديمقراطيات"، مؤكدة في الوقت عينه أنّ الأوروبيين "يطمحون لتلبية مجموعة من الأمنيات والرغبات الطويلة، وسط آمال باتخاذ إجراءات منسقة لإنعاش الاقتصاد بعد أزمة فيروس كورونا، وتعزيز الشراكة الأمنية عبر الأطلسي".

من جهته، رأى بيتر باير المنسق عبر الأطلسي، المنتمي إلى حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الحزب المسيحي الديمقراطي"، في حديث مع شبكة التحرير الألمانية، الجمعة، أنّ الشراكة عبر الأطلسي "يجب أن تتعزز بعد عهد ترامب"، مشيراً إلى أنّ "على ألمانيا بصفتها دولة رائدة في أوروبا أن تتحمل المسؤولية"، لافتاً إلى أنّ أوروبا "كانت أول رحلة يقوم بها بايدن إلى الخارج وهو ما يعتبر مؤشراً جيداً".

وطالب باير بـ"تعزيز الثقة والتعاون بين أوروبا وأميركا الشمالية لضمان تطوير وتأمين الديمقراطية الغربية، وتحقيق الازدهار النسبي في القرن الحادي والعشرين"، فيما يأتي ذلك مع تصاعد المطالبات الأوروبية بوضع حد للإجراءات العقابية التي تفرضها الولايات المتحدة على صادرات أوروبا من الألمنيوم والصلب.

وذكرت شبكة "إيه أر دي" الإخبارية، أنّ بايدن "مهتم بإزالة الشوائب التي تعتري العلاقات عبر الأطلسي، إضافة للتركيز على الصراع المنظم في العالم ومواجهة الأنظمة الاستبدادية، بعدما باتت واشنطن مدركة أنه من الناحية التكنولوجية والاقتصادية والسياسة الأمنية، تعد الصين أكبر تهديد للقوة العالمية للولايات المتحدة، فيما تزاداد المخاوف الأوروبية بأن يكون الاهتمام الأميركي منصباً على آسيا والمواجهة مع الصين، في مقابل تراجع الاهتمام بالأمن والدفاع الأوروبيين".

وعن أهمية أوروبا لبايدن، تشير تحليلات إلى أنّ الرئيس الأميركي سيطلب المناصرة الأوروبية لتكريس صورته كرئيس قوي لأميركا بعد الاتهامات التي واجهها من خصمه ترامب والادعاءات بتزييف الانتخابات، حيث يتطلع إلى مساندة أوروبا حتى يكون قادراً على الصمود أمام الشعبويين أمثال ترامب.

في المحصلة: يبقى السؤال مطروحاً هل يسعى الأوروبيون للعودة إلى الشراكة القديمة مع الحليف الأميركي؟، أم يريدون المزيد من الاستقلالية والمسؤولية كقوة مستقلة على حساب مساعي بايدن؟

المساهمون