بايدن وستارمر يلتقيان لبحث استخدام أوكرانيا الأسلحة بعيدة المدى

13 سبتمبر 2024
بايدن وستارمر قبل اجتماع ثنائي في واشنطن، 10 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **زيارة كير ستارمر إلى واشنطن**: ناقش رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الأميركي بايدن إمكانية السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، في ظل ضغوط كييف وتهديدات بوتين.

- **التوترات الدبلوماسية بين بريطانيا وروسيا**: سحب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين، متهمًا إياهم بأنشطة تخريبية، بينما رفضت الحكومة البريطانية هذه الاتهامات.

- **التركيز على أوكرانيا وحرب غزة**: تعهد بايدن وبلينكن بمواصلة دعم أوكرانيا، بينما تهدف زيارة ستارمر أيضًا إلى معالجة الخلافات بشأن حرب غزة وقيود الأسلحة لإسرائيل.

وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن، حيث يجتمع الجمعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن لبحث إن كان يتعيّن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا. ويرجّح أن يكون هذا الاجتماع الأخير بينهما قبل الانتخابات التي يمكن أن تقلب سياسة الولايات المتحدة حيال أوكرانيا رأسا على عقب. وتضغط كييف على واشنطن ولندن لرفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يزودها بها البلدان، بينما حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن إعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية بواسطة الأسلحة الغربية سيعني أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) "في حرب" مع موسكو.

وذكر الإعلام البريطاني بأن بايدن، الذي يشعر بالقلق من إشعال نزاع نووي، مستعد للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بريطانية وفرنسية تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، ولكن ليس الصواريخ المصنّعة في الولايات المتحدة.

وردّا على تحذير بوتين، قال ستارمر لمراسلي وسائل الإعلام البريطانية المرافقين له إن "روسيا بدأت هذا النزاع. روسيا غزت أوكرانيا بشكل غير مشروع. بإمكان روسيا أن تضع حدا لهذا النزاع فورا". وفي مؤشر على ارتفاع منسوب التوتر، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) سحب اعتماد ستة دبلوماسيين من السفارة البريطانية في موسكو.

وقال الجهاز في بيان: "في إجراء انتقامي على الأعمال غير الودية الكثيرة التي قامت بها لندن، أنهت وزارة الخارجية الروسية.. اعتماد ستة موظفين في القسم السياسي بالسفارة البريطانية في موسكو"، واتهم الدبلوماسيين بارتكاب "أنشطة تخريبية (وجمع معلومات) استخباراتية". ورفضت الحكومة البريطانية الاتهامات الروسية، معتبرة أن "لا أساس لها على الإطلاق".

وتأتي محادثات الجمعة في وقت يستعد بايدن لمغادرة المنصب، بينما تشير الاستطلاعات إلى تقارب كبير في النتائج بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب. ورفض ترامب مرارا التعبير عن دعمه لأي من الطرفين في الحرب خلال مناظرته أمام هاريس الثلاثاء، مكتفيا بالقول "أريد أن تتوقف الحرب".

ومن المقرر أن يجتمع ستارمر مع بايدن في المكتب البيضاوي عند الساعة 16.30 بالتوقيت المحلي (20.30 ت غ)، لكن من دون أي لقاءات مقررة في هذه المرحلة مع أي من ترامب أو هاريس، علما بأن كليهما منشغلان بحملاتهما الانتخابية الجمعة.

وتهدف زيارته، وهي الثانية التي يقوم بها إلى واشنطن منذ فاز حزبه العمال بانتخابات تموز/ يوليو بعد بقائه 14 عاما في المعارضة، إلى التعامل مع الخلافات بشأن حرب غزة. وأعلنت حكومة ستارمر الأسبوع الماضي فرض قيود على بعض الأسلحة لإسرائيل، معربة عن قلقها من إمكانية استخدامها لانتهاك القانون الإنساني الدولي. ورفض البيت الأبيض انتقاد قرار بريطانيا، لكن موقع "بوليتيكو" ذكر أن واشنطن سألت لندن عمّا يمكن أن يدفعها للتراجع عن القرار، لتشترط الأخيرة وقف إطلاق النار في غزة.

"حرب مع روسيا"

لكن التركيز سينصب على أوكرانيا بشكل أساسي في ظل تفاقم المخاوف حيال الخسائر التي تتكبدها البلاد ميدانيا بعد أكثر من عامين ونصف العام على بدء الحرب. وقال بايدن الخميس إنه "يعمل" على مطالب أوكرانيا، بينما قام وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي بزيارة مشتركة نادرة من نوعها إلى كييف الأربعاء.

وتعهّد بلينكن بأن واشنطن ستنظر على وجه السرعة في طلب كييف القائم منذ مدة طويلة و"سنتكيف كما يلزم" لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها. وتسمح واشنطن حاليا لأوكرانيا بضرب الأهداف الروسية فقط في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا ومناطق أخرى حدودية مرتبطة مباشرة بعمليات موسكو القتالية. لكن بوتين، الذي هدد بنزاع نووي منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حذّر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من خطوة من هذا النوع. وقال الخميس: "سيغيّر ذلك طبيعة النزاع على نحو كبير. سيعني أن بلدان الناتو والولايات المتحدة والبلدان الأوروبية في حرب مع روسيا".

ودعم بايدن أوكرانيا منذ الغزو الروسي وقدّم لها مساعدات بمليارات الدولارات. لكنه تجنّب المخاطرة في تقديم أنواع جديدة من الأسلحة، فيما اضطرت أوكرانيا للانتظار حتى هذا العام للحصول على مقاتلات "إف-16". وتعني الانتخابات الأميركية المقبلة أن الوقت ينفد، فيما تترقب كييف بقلق احتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

وبدا دعم ترامب لكييف فاترا، فيما أشاد مرارا ببوتين. وفي مناظرته مع هاريس الثلاثاء، تعهّد التوصل إلى اتفاق لوضع حد للحرب "حتى قبل أن أصبح رئيسا"، وهو اتفاق يخشى العديد من الأوكرانيين أنه قد يجبرهم على القبول بالمكاسب التي حققها الروس. في المقابل، تعهّدت نائبة الرئيس الأميركي هاريس مواصلة دعم أوكرانيا حال انتخابها.

(فرانس برس)