بايدن: سياسة نتنياهو في قطاع غزة خاطئة وعليه وقف إطلاق النار

10 ابريل 2024
بايدن يوجه انتقاداً حاداً لسياسة نتنياهو في قطاع غزة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الأمريكي جو بايدن ينتقد بشدة سياسات بنيامين نتنياهو تجاه غزة، مطالبًا بوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية، ويعبر عن استيائه من مقتل عمال الإغاثة.
- بايدن يشير إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات لمعالجة الضرر بالمدنيين، في ظل ضغوط سياسية داخلية وسعيه لولاية جديدة.
- يؤكد على أهمية حل قضية النازحين وعودتهم لمنازلهم كجزء من محادثات وقف إطلاق النار، مع استمرار معارضته لوقف الدعم العسكري لإسرائيل، مشددًا على العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين.

بايدن قال إنه لا يتفق مع مقاربة نتنياهو في غزة

حض بايدن إسرائيل على الدعوة إلى وقف لإطلاق النار

كثّف بايدن من ضغوطه على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات

اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة، بُثت الثلاثاء، أن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة "خاطئة"، وحض إسرائيل على الدعوة لوقف إطلاق النار، والعمل على توفير المساعدات الإنسانية إلى كافة سكان القطاع، مشيراً إلى أنه "لا يوجد عذر في عدم توفير احتياجات هؤلاء الناس من الغذاء والدواء".

وقال بايدن لشبكة "يونيفيجين" الأميركية الناطقة بالإسبانية، عندما سئل عن طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب: "أعتقد أن ما يفعله خطأ، أنا لا أتفق مع مقاربته"، مكرراً خلال المقابلة القول إن مقتل سبعة عمال إغاثة الأسبوع الماضي بغارة إسرائيلية في غزة، يعملون لصالح مؤسسة خيرية تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، كان "فظيعاً".

وأضاف بايدن "لذلك ما أدعو إليه أنا هو أن يدعو الإسرائيليون فقط إلى وقف إطلاق النار، والسماح خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بالوصول الكامل لجميع المواد الغذائية والأدوية إلى البلاد". وتمثل تصريحات بايدن بشأن وقف إطلاق النار تحولاً عن تصريحاته السابقة التي قال فيها إن العبء يقع على عاتق حماس للموافقة على هدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وكثّف بايدن أيضاً ضغوطه على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه تحدث مع السعودية والأردن ومصر وهم "مستعدون لإدخال هذه الأغذية". وأضاف "لا يوجد عذر في عدم توفير احتياجات هؤلاء الناس من الغذاء والدواء".

وسلطت مقابلة بايدن، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية"، الضوء على التحول الدراماتيكي في سياسة الإدارة الأميركية تجاه إسرائيل منذ قتل إسرائيل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي.

والخميس الماضي، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن، لأول مرة، عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل تحت وطأة ضغط سياسي متزايد، بما في ذلك داخل حزبه الديمقراطي، في وقت يخوض فيه حملة للفوز بولاية جديدة. ورغم أن صياغته حذرة، إلا أنّ البيان الذي نشره البيت الأبيض بعد محادثة هاتفية بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يربط بصورة غير مسبوقة بين دعم واشنطن والتحرك "الفوري" للاستجابة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

بعد ساعات قليلة من المكالمة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن "إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية" لغزة عبر ميناء أسدود ومعبر إيريز. وعلقت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون على ذلك، في بيان، بأنّ "هذه الإجراءات يجب الآن تنفيذها سريعاً وبالكامل".

وخلال الاتصال الذي استمر ثلاثين دقيقة مع نتنياهو، قال جو بايدن: "بكل وضوح، يجب على إسرائيل إعلان سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس وتنفيذها لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة"، وفق بيان موجز للبيت الأبيض. وحذّر الرئيس الأميركي بعد ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن "السياسة الأميركية في ما يتعلق بغزة ستتحدد من خلال التقييم (الذي سيجريه) للقرارات الفورية التي ستتخذها إسرائيل"، بحسب المصدر نفسه.

وبالإضافة إلى ملف المساعدات الإنسانية، تعتبر عودة النازحين من شمالي قطاع غزة إلى منازلهم نقطة خلاف رئيسية في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكان بايدن قد حث نتنياهو على حل هذه القضية خلال المكالمة الهاتفية ذاتها، ودعاه إلى تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق.

ويعتبر بايدن الداعم الرئيسي لإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى"، وجعل من المسألة شأناً "شخصياً"، على حد تعبير مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ولم يحمله أي شيء حتى الآن على التراجع عن خطه، لا العدد المتزايد من الشهداء المدنيين في غزة، ولا التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تصاحب كل زياراته.

وانتقد بايدن بشدة ما سماه في إحدى المناسبات "القصف العشوائي" في الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه رفض وضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية. وتتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بعلاقات عسكرية وثيقة منذ عقود، امتدت عبر عدة إدارات ديمقراطية وجمهورية، إذ اشترت إسرائيل الكثير من معداتها الحيوية من الولايات المتحدة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات وصواريخ الدفاع الجوي والقنابل غير الموجهة والموجهة، التي جرى إسقاطها على غزة. ويتمتع بايدن بسلطة الحد من إرسال أي شحنات أسلحة إلى دولة أجنبية، لكنه على الرغم من ذلك، يستمر في معارضة أي طلب لوقف الدعم العسكري لتل أبيب.

المساهمون