باتيلي يستأنف لقاءاته بالقادة الليبيين لتنشيط العملية السياسية

26 سبتمبر 2023
عبد الحميد الدبيبة مع المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي (الأناضول)
+ الخط -

يسعى المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لتنشيط العملية السياسية في ليبيا وملف الانتخابات بعد مرور نحو أسبوعين على كارثة عاصفة "دانيال"، التي ضربت عدداً من مناطق الشرق الليبي لا سيما مدينة درنة

ولا تزال الجهود قائمة في مدينة درنة، الأكثر تضرراً من العاصفة، لانتشال المزيد من الجثث من داخل أحيائها المنكوبة وعلى طول شاطئها وإن كان بوتيرة أقل كما تكشف الأرقام المعلنة من جانب سلطات شرق ليبيا، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات خليفة حفتر أحمد المسماري عن ارتفاع حصيلة الجثث المنتشلة إلى 4029 جثة، في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين. 

ولفت باتيلي خلال لقائه بعدد من القادة الليبيين إلى أن تشتت الجهود الليبية لإغاثة مدينة درنة ومن ثم إمكانية تعثر إعادة إعمارها، يؤكد على الحاجة الملحة لوجود مؤسسات موحدة، سياسية وأمنية وإدارية. وكان باتيلي قد التقى مع حفتر، أول أمس الأحد، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، أمس الاثنين. 

وعقب لقائه بحفتر، كتب باتيلي تغريدة على حسابه بمنصة إكس، قال فيها: "جددت دعوتي لجميع الأطراف الليبية للبناء على التضامن والوحدة في هذه الأوقات العصيبة، وتكثيف الجهود نحو إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل أفضل". 

وفيما أكد خلال لقائه مع الدبيبة على المسائل ذاتها المتعلقة بضرورة تكثيف الجهود نحو إجراء الانتخابات، أوضح أنه اتفق مع تكالة على وجوب أن تتوصل لجنة 6+6 المكلفة بإعداد القوانين الانتخابية "لاتفاق من دون تأخير على القضايا الانتخابية الخلافية، وصياغة قوانين انتخابية قابلة للتنفيذ"، بحسب تغريدة في منصة اكس. 

كما اتفاق باتيلي وتكالة على ضرورة أن يستأنف مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة "اتصالاتهما بهدف تسريع استكمال تلك القوانين"، وعلى أن تأخذ الأطراف السياسية في ليبيا العبرة من اللُّحمة التي أظهرها الليبيون من جميع أنحاء البلاد كي يضعوا خلافاتهم جانباً. 

كما التقى باتيلي، اليوم الثلاثاء، بأعضاء لجنة 5+5 العسكرية المشتركة عن المنطقة الغربية، وقال إنه استمع إلى "بواعث قلقهم بشأن استمرار الانسداد السياسي وتداعياته المحتملة على المسار الأمني خاصة في أعقاب مأساة درنة". 

وتشير مساعي باتيلي إلى استثمار الكارثة التي حلت بمدينة درنة ومناطق شرق ليبيا، لتوجيه الأنظار إلى ضرورة تنشيط العملية السياسية لا سيما قضية الانتخابات من أجل توحيد المؤسسات الليبية. 

ولا تزال القوانين الانتخابية تراوح مكانها بسبب الخلافات القائمة حول بعض بنود قوانينها الانتخابية، التي لم تنتهِ فيها لجنة 6+6 إلى حسم، خصوصاً البنود المتعلقة بترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، وتشكيل حكومة موحدة، ما يجعل تلك القوانين غير قابلة للتنفيذ. 

وفي الأثناء، كشفت مصادر ليبية مقربة من المجلس الرئاسي أن باتيلي أبلغ القادة الليبيين بالعزم على تنظيم لقاء يجمع ممثلي الأجسام السياسية الليبية، خلال الأسبوعين المقبلين، لمناقشة إمكانية تشكيل هيئة ليبية موحدة لإدارة أموال إعمار مدينة درنة، بإشراف ومشاركة دولية وأممية. 

وفيما توافقت معلومات المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، على وجود دعم أميركي واضح للبعثة الأممية من أجل عقد اللقاء، أشار أحد المصادر إلى أن بعض مستشاري مجلس النواب ومجلس الدولة على علم بأن اللقاء ستطرح خلاله أيضاً رؤية باتيلي الخاصة بتشكيل لجنة ليبية رفيعة المستوى بتمثيل ليبي سياسي واسع من أجل العمل على النظر في إجراءات التمهيد للانتخابات، ومنها حسم النقاط الخلافية في القوانين الانتخابية، وتشكيل حكومة موحدة تشرف على إجراء الانتخابات. 

ومع بدء استئناف لقاءاته بالقادة الليبيين، كتب باتيلي سلسلة من التغريدات طالب فيها بضرورة الاجتماع من أجل الاستجابة السريعة للأزمة، معبراً عن أسفه حيال تنسيق المؤسسات الليبية الذي لم يكن "على مستوى التضامن غير المسبوق الذي أبداه الليبيون من المناطق كلها تجاه إخوانهم وأخواتهم في درنة". 

وقال باتيلي "من المهم للغاية أن يرتقي القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة، وأن يعملوا يدا في يد من أجل تجاوز آثار المأساة". 

المساهمون