أجرت "الفرقة 25 قوات خاصة"، التابعة للنظام السوري ويقودها العميد سهيل الحسن، تدريبات بشكل مكثف في البادية السورية خلال الأسبوع الماضي، شملت أنواعا مختلفة من الأسلحة والإنزال الجوي.
وقال مصدر محلي مطلع لـ"العربي الجديد" إن التدريبات الأخيرة للفرقة 25 جرت في مناطق متفرقة أهمها معسكرات لقوات النظام في ريف حلب الشرقي قرب السفيرة وبحيرة الجبول، حيث جرى التدريب على مدافع هاوتزر ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة والمتوسطة فضلاً عن التدريب على إطلاق الصواريخ المضادة للدروع الموجهة وغير الموجهة.
وبحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، جاءت هذه التدريبات بإشراف مسؤولين في الجيش الروسي، مشيراً إلى أن الفرقة 25 تركز على التدريب بشكل متواصل على عمليات الإنزال الجوي خلف خطوط العدو، إلا أنها لم تنفذ أيا منها في أي مكان من سورية طيلة السنوات العشر الماضية.
وأشار المصدر إلى أن قوات النظام تجري عمليات تمشيط في البادية في الوقت الحالي أيضاً، لكنها لم تنفذ أي عمليات إنزال على نقاط ما في البادية ودائماً ما يسبق التمشيط البري قصف مدفعي أو جوي، وفي معظم الأحيان يكون على أهداف عشوائية غير واضحة.
الهدف من التدريبات
وعن الهدف من هذه التدريبات قال المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد الحمادة، لـ"العربي الجديد" إن مثل هذه التدريبات في العادة تكون محاكاة لإجراء عمليات هجومية هدفها "التحرير" وفي الجيش السوري عادة ما تكون محاكية لعمليات في الجولان السوري، لكنها اليوم تأخذ اتجاهاً آخر مع قوات النظام السوري.
وعن احتمال نية النظام شن عمليات في مكان ما إثر تكثيف التدريبات، أشار المحلل السوري إلى أن هذه التدريبات في الوقت الحالي هي عبارة عن تكتيك وليست أمراً عملياتياً، وفي التكتيك العسكري دائماً ما يتم إلحاق فوج من القوات الخاصة ببقية الفرق العسكرية وتكون مهمته الإنزال الجوي.
ونظرياً تكون مهمة هذه القوات اقتحام مناطق مستعصية وتدمير أهداف ومستودعات وقطع طرق إمداد والسيطرة عليها وخاصة الأهداف خلف خطوط العدو، مضيفاً أن هناك احتمالية بأن روسيا تشرف على تدريب هؤلاء للاستفادة منهم في حرب أوكرانيا أو تنفيذ عمليات في سورية.
الفرقة 25
والفرقة 25 هي ذاتها المليشيا المعروفة محلياً باسم "قوات النمر"، نسبة إلى سهيل الحسن الذي يحمل لقب النمر، وكانت تضم وقت تأسيسها مجموعة من المقاتلين العسكريين المتطوعين في جيش النظام ومدنيين مسلحين وعناصر فروع أمن، ولاحقاً بدأوا يتلقون الدعم من روسيا بشكل مباشر ويعملون على الأرض بالتنسيق مع القيادة العسكرية الروسية في قاعدة حميميم.
وتتبع الفرقة 25 نظرياً إلى وحدات القوات الخاصة في قوات النظام الرسمية، وهي من الوحدات الهجومية وليست دفاعية وكانت تصدرت عمليات الهجوم والاقتحام في مناطق واسعة من سورية سواء في الحرب ضد المعارضة السورية المسلحة أو في الحرب على تنظيم "داعش".
ولعبت الفرقة بدعم روسي دوراً في استعادة سيطرة النظام السوري على مساحات واسعة من البلاد من خلال اعتماد سياسة الأرض المحروقة بالقصف المكثف الصاروخي والجوي والمدفعي قبل التقدم البري، وهو ما أدى إلى دمار معظم المناطق المدنية التي اقتحمتها تلك القوات.
وفي بداية تشكيلها كانت الفرقة 25 مؤلفة من عدة مجموعات يقودها قادة مليشيات محليون، وتطورت إلى شكل فرقة عسكرية تقليدية بفعل التدريب والدعم الروسي المستمر والمتواصل لها منذ عام 2016.