اهتمام ألماني بضم دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي

01 ابريل 2022
شولتز حذر من أن أي تأخير سيجعل غرب البلقان عرضة للخطر (Getty)
+ الخط -

يكتسب الجدل حول تسريع انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي زخماً، في الآونة الأخيرة، مدفوعاً بالخشية على هذه الدول من قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا سيما بعد شنّه الحرب على أوكرانيا، في 24 من فبراير/ شباط الماضي.

وعاد الاهتمام الأوروبي بسياسة التوسع الطموحة، لا سيما بعد ضغط من مؤيدي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذين وجدوا فرصة حالياً لإجراء مفاوضات للعضوية في التكتل، وتبدو دول غرب البلقان متمتعة بالفعل بفرصة حقيقية لتحقيق ذلك.

وطالبت ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، بتسريع انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، كنتيجة مترتبة على حرب روسيا على أوكرانيا.

وفي أعقاب لقائه مع نظيره النمساوي كارل نيهامر، قال المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، أمس الخميس، إنّ هذه الدول تحتاج إلى "آفاق مستقبلية واضحة" بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وحذر المستشار الألماني عن حزب "الاشتراكي الديمقراطي" من أنّ "أي تأخير جديد سيجعل غرب البلقان عرضة للخطر وسيجعله مكشوفاً أمام نفوذ طرف ثالث".

وطالب شولتز بالبدء في إجراء مفاوضات الانضمام مع ألبانيا ومقدونيا الشمالية "في أقرب وقت ممكن".

ويضم غرب البلقان ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومونتينيغرو ومقدونيا الشمالية وصربيا.

الاندفاعة الألمانية شاركتها النمسا، إذ اعتبر نيهامر أنّ مفاوضات الانضمام "كان يجب أن تبدأ منذ فترة طويلة مع دول مثل ألبانيا ومقدونيا الشمالية، لكن هذا فشل مراراً وتكراراً"، محمّلاً المسؤولية لتلكؤ بعض دول التكتل، والتي تعمل على إبطاء محادثات الانضمام.

وقال إنّ فرنسا وبلغاريا وهولندا هي من تتباطأ في العمل على ضم الدول الست إلى الاتحاد الأوروبي.

الصورة
أولاف شولتز/كارل نيهامر (ستيفاني لووس/فرانس برس)
نيهامر قال خلال مؤتمر مع شولتز إن فرنسا وبلغاريا وهولندا هي من تتباطأ في العمل على ضم دول غرب البلقان إلى الاتحاد (ستيفاني لووس/ فرانس برس)

وقال إنّ النمسا لديها تاريخ مشترك طويل مع دول البلقان "ونحن لا نحتاج فقط إلى الحديث عن الآفاق الأوروبية المحتملة بل إننا نحتاج إلى الفعل أيضاً".

وحذر نيهامر من أنه في حال لم يحدث ذلك سيتعرض غرب البلقان لنفوذ دول أخرى مثل روسيا أو الصين "ولذلك فإنّ من المهم بالنسبة لنا انطلاقًا من مصالح جيوستراتيجية أن نبدأ التحرك هنا بالفعل، وأن نشرع في العمل ونتيح للناس في هذه الدول آفاقاً مستقبلية".

وأوضح أنّ الأمر يتعلق بإقناع المتشككين في الاتحاد الاوروبي، قائلاً "إنّ الالتزام واضح بأنّ دول غرب البلقان تنتمي إلى أوروبا ويجب أن توضع الآن موضع التنفيذ". 

ومن المعلوم أنه في غرب البلقان تتمتع ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وصربيا بوضع مرشح للانضمام إلى التكتل، بينما البوسنة والهرسك وكوسوفو بصفتهما مرشحتين محتملتين تبقيان بعيدتين عن الانضمام حالياً.

وفي خضم ذلك، تشير تقارير إلى أنّ الأزمة الأوكرانية عمقت الانقسامات في غرب البلقان، لا سيما بعدما أطلقت السفارة الروسية في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك وابلاً من "التهديدات ضد سيادة البوسنة في الأيام الأخيرة". وفي الوقت نفسه تتعرض كوسوفو، التي لم تعترف بها بعد خمس دول من الاتحاد الأوروبي، بشكل مباشر لمحاولة زعزعة استقرار.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وفي هذا السياق، حذر الباحث في علم الاجتماع غيرالد كناوس، في مقابلة مع وكالة الأنباء النمساوية "أبا"، من الحرب والمشاكل الدراماتيكية في غرب البلقان، موضحاً أنّ "موسكو لديها كل الاهتمام بتأجيج التوترات في الفناء الخلفي لأوروبا".
 
وقال إنّ "المزاج في البلقان خطير بالفعل وهناك حديث عن إعادة تسلّح في بعض دوله، فضلاً عن الخطاب المتزايد للعداء والتشكيك في المؤسسات، والناس خائفون من الاستفزازات من الخارج". ورأى أنّ "الأمور قد تخرج عن السيطرة".

الباحث في علم الاجتماع غيرالد كناوس عن دول غرب البلقان: موسكو لديها كل الاهتمام بتأجيج التوترات في الفناء الخلفي لأوروبا

وأمام ذلك بات يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعرض وبسرعة تصوراً وتوجهات ملموسة على دول غرب البلقان، بحسب كناوس.

وانتقد الباحث في علم الاجتماع هذا الجمود، الذي وصفه بـ"السخيف والخطير وردود الفعل المتأخرة وعدم القيام بأي شيء فعلي". 

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة الاتحادية في برلين عيّنت، الشهر الماضي، السياسي المنتمي لحزب "الخضر" مانويل سارازين مبعوثاً خاصاً للحكومة في غرب البلقان.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد أشارت حينها إلى أنّ التعيين في ظل الوضع الحالي يمثل الاستقرار والأفاق الأوروبية لغرب البلقان والتي تعتبر أولوية إستراتيجية قصوى لألمانيا.

وقالت "نسعى إلى العمل مع تلك الدول بطريقة هادفة للغاية في مجالات التنمية وتزويدها بأفضل دعم ممكن في عمليات الإصلاح التي تقودها هذه الدول الواقعة في جنوب شرق أوروبا".

المساهمون