أعلن جيش ميانمار، اليوم الإثنين، حالة الطوارئ لمدّة عام، وعيّن الجنرال السابق ميينت سوي، نائب الرئيس، رئيساً موقّتاً للبلاد، بعد اعتقاله الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي ومسؤولين كباراً آخرين.
وفي وقت لاحق، قام سوي بنقل السلطة إلى القائد العام للقوات المسلحة مين أونغ هلاينغ.
وقال الجيش، في بيان، عبر القناة التلفزيونيّة العسكريّة، إنّ هذه الخطوة ضروريّة للحفاظ على "استقرار" الدولة. واتّهم اللجنة الانتخابيّة بعدم معالجة "المخالفات الهائلة" التي حدثت، على حدّ قوله، خلال الانتخابات التشريعيّة التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفاز بها حزب أونغ سان سو تشي بغالبيّة ساحقة.
Vice President Myint Swe, a former general, has been installed as acting President, the military-owned Myawaddy TV channel announced Monday morning.
— Myanmar Now (@Myanmar_Now_Eng) February 1, 2021
Irregularities on voter lists from November’s election would be scrutinized, the announcement said. pic.twitter.com/8L8xwP9PXM
وكان متحدث باسم حزب "الرابطة الوطنية للديمقراطية" الحاكم في ميانمار قد قال في وقت سابق من صباح اليوم، إنّ زعيمة البلاد أونغ سان سو تشي وشخصيات بارزة أخرى من الحزب اعتقلوا في مداهمة في الصباح الباكر.
وتأتي الخطوة بعد أيام من توتر متزايد بين الحكومة المدنية والجيش، أثار مخاوف من انقلاب في أعقاب انتخابات وصفها الجيش بأنها مزورة.
وقال المتحدث ميو نيونت، لـ"رويترز" عبر الهاتف، إنّ سو تشي ورئيس البلاد وين مينت وزعماء آخرين "اعتقلوا" في الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف المتحدث: "أود أن أبلغ شعبنا ألّا يردّ على هذا بتهور، وأود منه أن يتصرف وفقاً للقانون"، مضيفاً أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضاً.
ولم يتسنَ لـ"رويترز" الاتصال به في وقت لاحق. وانقطعت الاتصالات الهاتفية بالعاصمة نايبيداو في الساعات الأولى من صباح الإثنين.
وكان من المقرر انعقاد البرلمان، اليوم الإثنين، بعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، التي حقق فيها حزب "الرابطة الديمقراطية" فوزاً ساحقاً.
ولم يردّ متحدث باسم الجيش على اتصالات هاتفية للتعقيب.
وقال شاهد إنّ الجيش نشر جنوداً خارج مقر مجلس مدينة يانغون الرئيسية.
وقال تلفزيون "إم.آر.تي.في" الذي تديره الدولة، في منشور على "فيسبوك"، إنه يعجز عن البث بسبب مشكلات فنية.
وفي سياق ردود الفعل الدولية، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "بشدة"، في بيان، باعتقال الجيش الزعيمة أونغ سان سو تشي وزعماء سياسيين آخرين.
وأضاف غوتيريس أنه مع "الإعلان عن نقل كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى الجيش"، فإن "هذه التطورات تشكل ضربة قوية للإصلاحات الديمقراطية في ميانمار".
كما طالبت الولايات المتحدة بإطلاق سراح القادة الذين اعتقلهم الجيش، بمن فيهم رئيسة الحكومة، متوعّدةً بالردّ في حال رفض الجيش ذلك.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، إنّ "الولايات المتحدة تُعارض أيّ محاولة لتغيير نتائج الانتخابات الأخيرة أو عرقلة التحوّل الديمقراطي في ميانمار، وستتخذ إجراءات إذا لم يتم التراجع عن هذه الخطوات (الاعتقالات)".
وأضافت: "نحضّ الجيش وجميع الأطراف الأخرى على التزام المعايير الديمقراطيّة وسيادة القانون، والإفراج عن المعتقلين اليوم".
كما دعت أستراليا جيش ميانمار إلى إطلاق سراح رئيسة الحكومة وزعماء سياسيين آخرين، متهمة إياه "بالسعي مرة أخرى للسيطرة" على البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية ماريز باين، في بيان: "ندعو الجيش إلى احترام سيادة القانون وحل النزاعات من خلال آليات قانونية والإفراج الفوري عن جميع القادة المدنيين وغيرهم ممن تم احتجازهم بشكل غير قانوني".
وأضافت: "نحن نؤيد بقوة إعادة الانعقاد السلمي للجمعية الوطنية، بما يتفق مع نتائج الانتخابات العامة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020".
Statement on Myanmar. https://t.co/nX0Fx9pBRL
— Marise Payne (@MarisePayne) February 1, 2021
ووصلت سو تشي (75 عاماً) الحاصلة على جائزة نوبل للسلام إلى السلطة عقب فوز ساحق في انتخابات عام 2015، بعد خضوعها للإقامة الجبرية لعقود، وذلك في صراع من أجل الديمقراطية جعل منها أيقونة دولية.
لكن مكانتها الدولية تضررت، بعد فرار مئات الآلاف من الروهينغا من عمليات عسكرية بإقليم راخين غربي البلاد عام 2017.
ورغم ذلك، لا تزال سو تشي تحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد.
وكان الجيش قد قال يوم السبت، إنه سيلتزم بالدستور وسيتصرف وفقاً للقانون، وذلك بعد تعليقات سابقة أثارت مخاوف من حدوث انقلاب.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)