انقسام سياسي في العراق بشأن مبادرة الكاظمي للحوار: قوى تؤيد وأخرى تشكك بالنوايا

09 مارس 2021
رأى البعض أنّ دعوة الكاظمي تحتاج لتأييد القوى الفاعلة (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء)
+ الخط -

بعد يوم واحد من إطلاق رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مبادرة للحوار الشامل، دعا إليها القوى السياسية الفاعلة في البلاد والقوى المعارضة بمن فيهم المحتجون، تفاعلت بعض الأطراف مع المبادرة معبرة عن دعمها وتأييدها لها، فيما شككت أخرى بنوايا المبادرة وإمكانية نجاحها.

وكان الكاظمي قد دعا، أمس الإثنين، إلى عقد حوار وطني، قال إنه سيكون معبّراً عن تطلعات الشعب العراقي، حاثّاً معارضيه والمختلفين معه على الجلوس إلى طاولة الحوار، داعياً القوى والأحزاب السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي، وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ومنح العراقيين فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي.

وجاءت مبادرة الكاظمي في ظل وضع سياسي واقتصادي وأمني متأزم، خاصة بعد تصعيد قوى مسلحة الهجمات الصاروخية على المصالح الأميركية في البلاد، وتوسيع رقعة انتشارها داخل مدن عدة، بالتزامن مع بوادر لعرقلة قوى سياسية نافذة أخرى لإجراء الانتخابات.

الجانب الكردي كان أول المرحبين بالمبادرة، إذ سارع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، إلى الإشادة بالمبادرة، وقال، في تغريدة له على موقع "تويتر"، أمس الإثنين، "باسم حكومة إقليم كردستان أرحب وأدعم دعوة رئيس الوزراء الاتحادي، مصطفى الكاظمي، من أجل عقد حوار وطني بين الأطراف العراقية لحل جميع المشاكل والصراعات بشكل جذري"، مؤكداُ الاستعداد "للتوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لحل كافة المشاكل بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على أساس الدستور".

ولكن موقف رئيس "جبهة الإنقاذ والتنمية"، أسامة النجيفي، جاء مختلفاً عن موقف البارزاني، إذ قال في تغريدة له، "نجد في دعوة الكاظمي مناسبة لتفعيل حوار جاد ينسجم مع تطلعات الشعب ورغبته المؤكدة في تجاوز الأزمات والمعاناة، ويؤسس لمرحلة جديدة ".

كذلك عبر النائب عن "اتحاد القوى"، ظافر العاني، عن ترحيبه بالمبادرة، وقال في تغريدة "إطلاق رئيس الوزراء مبادرة الحوار الوطني بين الحكومة ومعارضيها تأتي وسط فحيح شركاء الحكومة بإعادة سياسة الاجتثاث والإقصاء من جديد لتسميم الأجواء.. خطوة الكاظمي تستحق الثناء والأخرى تستحق الازدراء".

في المقابل، عبرّت قوى سياسية عن تشكيكها بإمكانية نجاح المبادرة، مؤكدة أن دعوة الكاظمي تحتاج إلى تأييد القوى السياسية الفاعلة.

وقال النائب عن "تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، عباس الزاملي، لـ"العربي الجديد"، "نؤيد أي حوار بين القوى السياسية أو المعارضة، الرسالة الأساسية والرئيسية التي يجب أن نعتمدها تقوم على  التأسيس للتبادل السلمي للسلطة والاعتماد على الانتخابات والديمقراطية"، معتبراً أنّ "الدعوة مهمة ونحن نحتاج إلى حوار دائم من أجل استمرار الدعم بأن تكون الديمقراطية أساساً في البلاد".

لكنه استدرك بالقول "الأساس بنجاح المبادرة هو استجابة القوى السياسية الفاعلة من مختلف المكونات، وأن الحكومة قد تلعب دور المنسق، إذ إن تأثيرها على القوى السياسية ليس بالمستوى المطلوب".

أما ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، فجاء موقفه مقارب لموقف "تحالف الفتح"، وقال النائب عن الائتلاف، حسين المالكي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المبادرة ليست جديدة، موضوع الحوار والمصالحة الوطنية طرح من الحكومات السابقة، وكان هناك سعي لإشراك المعارضة العراقية بالحوار، لكن للأسف بعض الجهات لا يريدون ذلك"، مبيّناً أنّ "القوى السياسية إذا وقفت بصدق مع المبادرة قد تنجح".

وفيما أشار إلى أنّ "الكاظمي لديه الطموح بالحوار، وأن الكل يقف مع هذه المبادرات، لكن يجب أن تكون النوايا صادقة لمثل هذه المبادرات"، شدد بالقول "إذا لم تكن هناك نوايا صادقة فإن المبادرة ستفشل".

إلى ذلك قال رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، في تغريدة له "الكاظمي يمتلك نوايا صادقة في دعوته للحوار الوطني، لكن أحزاب سلطة الفساد سيتعاطون معها كفرصة لتقاسم جديد لمؤسسات الدولة، فلا معارضة حقيقية إلا معارضة الشعب لقوى قتل الدولة والتبعية".

المساهمون