انفلات أمني في ذي قار جنوبي العراق إثر خروج نزاع عشائري عن السيطرة

04 مارس 2024
دفعت القوات الأمنية في العراق بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

دفعت القوات الأمنية في العراق بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدة الإصلاح بمحافظة ذي قار (جنوباً)، التي تشهد نزاعاً عشائرياً عنيفاً، أودى بحياة ضابط رفيع في وزارة الداخلية، فضلاً عن إصابات أخرى، وسط محاولات للسيطرة على الأمن في البلدة.

وتجدّد أمس الأحد النزاع بين عشيرتي آل عمر والرميض، بعد فترة من الهدنة بينهما، إذ شنّت الأخيرة هجوماً على عشيرة آل عمر بأسلحة مختلفة، والتي ردت بدورها على الهجوم وأصابت 4 من أفرادها، ليستمرّ تبادل إطلاق النار ساعات عدة، ما دفع القوات الأمنية للتدخل، وهو ما أسفر عن مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب محافظة ذي قار العميد عزيز شلال جهل بنيران العشائر.

ونعت وزارة الداخلية جهل، متوعدة في بيان بمعاقبة من قاموا بـ"هذا العمل الإرهابي الإجرامي"، قائلة: "سيكونون تحت طائلة القانون".

واستمر النزاع حتى ساعة متأخرة من الليل، إذ استخدمت العشيرتان أسلحة متوسطة وثقيلة، فضلاً عن أخرى خفيفة، وهو ما دفع القوات الأمنية إلى الانسحاب حتى توقف إطلاق النار.

وعبر مكبرات الصوت ناشدت المساجد في المنطقة العشيرتين وقف إطلاق النار حفاظاً على أرواح المواطنين الذين لم يخرجوا من منازلهم طوال الليل.

تعزيزات عسكرية

إلى ذلك، أكد ضابط في قيادة شرطة ذي قار أن الوضع مرتبك جداً، وأنه تم دفع تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة للسيطرة على أمنها، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "إطلاق النار المتبادل أدى إلى حرق العديد من المنازل السكنية والمحال التجارية في البلدة، فضلاً عن عدد من السيارات، وقد تسبب بحالة رعب بين الأهالي".

وأكد أنه "بعد منتصف الليل، وصلت قوات من الجيش والشرطة، وانتشرت في البلدة، في محاولة للسيطرة عليها"، مبيناً أن "الانتشار سيستمر حتى يتم التوصل إلى هدنة بين العشيرتين".

وشدد على أنه "سيتم تنفيذ عمليات دهم وتفتيش واعتقال المطلوبين من أبناء العشيرتين ممن تورطوا بالنزاع".

السوداني يتابع الأحداث

وأجرى محافظ ذي قار مرتضى عبود الإبراهيمي اتصالاً مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإطلاعه على الموقف، مؤكداً أنه "تم الاتصال المباشر مع السوداني ووزير الداخلية، ‏وقد أعرب السوداني عن امتعاضه الشديد من هذه الجريمة النكراء ومقتل الضابط، ووجّه بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق المجرمين".

وأضاف: "كحكومة محلية، نؤكد التزامنا التام بتطبيق القانون والوقوف مع الأجهزة الأمنية في أداء مهامها، ولن نسمح أن تمر هذه الحادثة دون الوصول إلى القتلة ليأخذوا جزائهم العادل".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2023، أعلن زعيما عشيرتي آل عمر والرميض، في محافظة ذي قار، الاستجابة لمبادرة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني بالركون إلى الحلّ السلمي للنزاع المسلح بينهما منذ أشهر.

خطر السلاح المنفلت

من جهته، تساءل الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي عن دور الجهات الأمنية بنزع السلاح المنفلت، وقال في تدوينة له على "إكس": "متى تنزع الدولة سلاح المليشيات والعشائر في الجنوب كما فعلت في الشمال والمناطق الغربية؟".

وتُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوبي العراق ووسطه إحدى أبرز المشكلات الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلّحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية، يُستخدم فيها أحياناً سلاح متوسط وقذائف هاون والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف.

المساهمون