انطلاق الانتخابات الإسرائيلية تحت وطأة كورونا

02 مارس 2020
ثالث انتخابات إسرائيلية خلال عام (فرانس برس)
+ الخط -
انطلقت، صباح اليوم الإثنين، الانتخابات الإسرائيلية، الثالثة في أقل من عام، وسط تقديرات تنبئ بعدم حسم الانتخابات لصالح أحد الحزبين الرئيسيين: الليكود بقيادة رئيس الحكومة الحالية، بنيامين نتنياهو، وكاحول لفان بقيادة الجنرال بني غانتس.

وتشارك في الانتخابات الإسرائيلية هذا العام 29 قائمة انتخابية، منها ثماني قوائم فقط مرشحة لاجتياز نسبة الحسم المقررة بـ 3.25% من الأصوات الصحيحة التي توازي نحو 144 ألف صوت.

ووفقاً لنتائج الانتخابات، التي أُجرِيت في إبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، فإن القوائم الرئيسية المرشحة لاجتياز نسبة الحسم والحصول على تمثيل في الكنيست، هي: الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وكاحول لفان برئاسة الجنرال بني غانتس، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية برئاسة النائب أيمن عودة، وشاس (حزب اليهود الشرقيين) بزعامة أريه درعي، ويهدوت هتوراة (حزب اليهود المتدينين الإشكناز) بزعامة يعقوف ليتسمان (يمين) وتحالف أحزاب التيار الديني الصهيوني بقيادة نفتالي بينت، ويسرائيل بيتينو بقيادة أفيغدور ليبرمان، وحزب العمل غيشر ميرتس بزعامة عمير بيرتس.

وبدأت عملية الاقتراع في الساعة السابعة صباحاً وتغلق صناديق الاقتراع عند العاشرة، ويتم إعلان نتائج الانتخابات بشكل نهائي ولكن غير رسمي، عادة يوم الخميس، فيما تُعلن النتائج الرسمية بعد الانتخابات بأسبوع، بعد إتمام فرز أصوات الجنود والسجناء (الجنائيين) والمرضى وأعضاء السلك الدبلوماسي.



ووفقاً لقانون الانتخابات، فإن الانتخابات تشكل فيها إسرائيل ككل دائرة انتخابية واحدة، ويتعين على كل حزب أن يجتاز نسبة الحسم كي يتم تمثيله في البرلمان.

وينص القانون على أن رئيس الدولة، وبعد إعلان النتائج الرسمية، وبعد مشاورات مع مختلف الأحزاب، يكلف عضو الكنيست، الذي يوصي عليه 61 من أصل 120 نائباً في الكنيست، أو عضو الكنيست الذي يعتقد رئيس الدولة أنه قادر على تشكيل حكومة جديدة، لكن  الاستطلاعات الإسرائيلية والتقديرات العامة، لا تشير إلى احتمال تمخضها عن حسم قاطع لصالح أحد المعسكرين، وهو ما يزيد من حالة الإحباط والتقدير بأن إسرائيل قد تتجه إلى انتخابات رابعة.

ووفقاً لموازين القوى الحالية، لا يملك معسكر نتنياهو أغلبية 61 مقعداً لصالح تكليفه بتشكيل حكومة تحظى بثقة الكنيست، إذ إن أقصى ما تمنحه الاستطلاعات الإسرائيلية لمعسكره يتراوح بين 58 و59 مقعداً، مقابل حصول معسكر خصمه الجنرال بني غانتس، من دون القائمة العربية المشتركة، على نحو 50 مقعدا.



وتجري الانتخابات الإسرائيلية بعد معركة انتخابات شديدة تخللها تراشق الاتهامات والتحريض المكثف على الفلسطينيين في الداخل، من قبل كافة الأحزاب الإسرائيلية، ومحاولة نزع الشرعية عن أي حكومة قد يشكلها بني غانتس، ولو بالاستناد إلى دعم القائمة المشتركة للأحزاب العربية لائتلاف بقيادته، ولو من خارج الائتلاف، عبر عدم معارضة تشكيل الحكومة، وهو الخط الدعائي الرئيس الذي اعتمده زعيم الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
في المقابل، حاول تحالف الجنرال بني غانتس التهرب من أي مشاركة وشراكة مع الأحزاب العربية عبر التأكيد أنه سيشكل حكومة صهيونية وطنية من دون تحالف أو تعاون مع الأحزاب العربية.


لكن أبرز ما يسيطر على الأجواء الانتخابية منذ ظهر أمس هو التخوف الكبير من أن يؤثر نشر أنباء زائفة عن إصابات بالكورونا، أو تجول أحد المصابين بالمرض في مراكز الاقتراع، مما قد يؤدي إلى إعاقة الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع العادية، علما بأن لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل أعلنت عن تخصيص 16 مركز اقتراع لنحو 5600 مواطن إسرائيلي أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أنهم يخضعون لنظام العزل الصحي الطوعي في بيوتهم، بعد أن عادوا لإسرائيل من دول ينتشر فيها فيروس الكورونا، لا سيما الصين وإيطاليا.

وأوضحت لجنة الانتخابات المركزية أنها شكلت أطقماً خاصة بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية وجهات أخرى، للتصدي لكل المحاولات التي قد تقوم بها أطراف حزبية لنشر أنباء كاذبة عن تجول أشخاص مصابين بالمرض أو من يفترض أن يبقوا رهن العزل البيتي الطوعي.
بدورها، أكدت وزارة الصحة، في هذا السياق، أنها لا تنشر أي أنباء بهذا الخصوص، وأنه ينبغي عدم التعامل مع أي أخبار كاذبة تنتشر على شبكات التواصل، تكون الغاية منها إحباط الناخبين، من قبل أحزاب لا تملك تأييداً كبيراً في بلدات معنية، وتسعى لضرب العملية الانتخابية فيها.

وكان زعيم كاحول لفان، الجنرال بني غانتس، قال أمس، في تغريدة له على تويتر، إن رئيس الحكومة وزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى تشويش العملية الانتخابية في البلدات التي لا يحصل فيها على أغلبية، من خلال بث أنباء كاذبة حول تجول مصابين أو من يشتبه بأنهم يحملون الفيروس في مراكز الاقتراع أو المراكز والمجمعات التجارية.