انتهاكات المستوطنين مستمرة: اقتحامات للأقصى واعتداءات في الضفة الغربية

11 أكتوبر 2021
تتواصل الاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

اقتحم مستوطنون، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتدى آخرون على الفلسطينيين وأراضيهم وأشجارهم وسرقوا محصول الزيتون لبعض المزارعين، كما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واعتداءات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

واقتحم أكثر من مائة مستوطن باحات المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية هناك. كما اقتحم عشرات المستوطنين، ظهراً، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمالي مدينة نابلس، بحماية قوات الاحتلال، وفق ما أكده رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في تصريحات صحافية.

وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن مستوطنين سرقوا محصول الزيتون بالكامل في منطقة الكرم الغربي في قرية قريوت جنوبي نابلس، وهي منطقة قريبة من مستوطنة "عيليه"، فيما أشارت الهيئة إلى أن أولئك المستوطنين زرعوا قضباناً حديدية في الأرض لإعطاب عجلات السيارات والجرارات الزراعية.

كذلك مدّ مستوطنون أنابيب مياه بمنطقة الساكوت في الأغوار الشمالية الفلسطينية، في أراض أُعيدت لأصحابها الفلسطينيين بقرار قضائي إسرائيلي قبل سنوات، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات، في تصريح صحافي.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأخذ صور لخيام ومساكن المواطنين في منطقة أم الجمال بالأغوار الشمالية الفلسطينية، وسط تخوف من هدمها، وفق ما أكده الناشط الحقوقي عارف دراغمة في تصريح صحافي.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة فلسطينيين من بلدة بيتا جنوب نابلس، والأسير المحرر عاصم عامر من بلدة كفر قليل جنوبي نابلس، أثناء مروره على حاجز عسكري على طريق أريحا شرقي الضفة، كما اعتقلت خمسة فلسطينيين من بلدة الخضر جنوبي بيت لحم بينهم الأسيرين المحررين جهاد عمر صلاح، وأنس محمد طقاطقة، علاوة على اعتقال فلسطينيين من بلدة يطا جنوبي الخليل.

واعتبر محافظ قلقيلية رافع رواجبة في بيان صحافي، اقتحام جيش الاحتلال مدرسة جيت الثانوية والعبث بمحتوياتها يوم أمس الأحد، سلوكاً همجياً يعبّر عن التطرف الموجود لدى الاحتلال ومستوطنيه، ويضاف إلى سجل جرائم دولة الاحتلال القاتم.

وقال رواجبة إن "اقتحام المدرسة يحمل في طياته مضامين خطرة تهدف إلى ضرب العملية التربوية وترويع الطلبة"، مطالباً المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بوضع حد لهذه الانتهاكات.

اشتية يطالب الإدارة الأميركية بمنع صلاة اليهود في المسجد الأقصى


قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الإثنين، إن "اجتياحات المسجد الأقصى اليومية من المستعمرين هي تحدٍ للإرادة الدولية وللإدارة الأميركية التي طالبت إسرائيل بمنع صلاة اليهود في الأقصى"، وذلك في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة عقدت في مدينة جنين، داعياً المجتمع الدولي بمنع هذا القرار وعدم تغليفه بأطر قانونية وغيره، لأن المسجد الأقصى مكان مقدس وعبادة للمسلمين فقط.
وأضاف اشتية أن "إسرائيل التي تهدم بيوت المواطنين وهم أحياء، وتهدم قبور الأموات، وما جرى أمس الأحد، من تجريف وتدنيس للمقبرة اليوسفية في القدس لخير دليل على ذلك"، مشيراً إلى أن الإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وتجريف أرض مطار القدس في منطقة قلنديا شمال القدس هو أيضاً خرق للقانون الدولي وتحدٍ للمجتمع الدولي، وللإدارة الأميركية التي طالبت إسرائيل بوقف الخطوات الأحادية وأهمها الاستيطان.

وأوضح اشتية أن "دول العالم يجب أن تقف فعلاً أمام هذه الإجراءات غير المسبوقة، ومن جانبنا لا بد من مراجعة جدية وحقيقية حول ما تقوم به إسرائيل على أرضنا ومقدساتنا في القدس وبقية أنحاء الأراضي الفلسطينية".

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "إن الإسرائيليين قالوا إنهم ضد إقامة دولة فلسطين لأنها ستكون دولة إرهابية، ونحن نقول إننا شعب ضحية إسرائيل الاستعمارية، لم نعتد على أحد ولم نهدم بيت أحد ولم نضع الحواجز على الطرقات لأحد، ولم نقطع شجرة زيتون ولم نسجن الأطفال والنساء والشباب وغير ذلك الكثير، وشعبنا المدافع عن حقه لا يمكن وصمه بالإرهاب".

وشدد اشتية "هذا الاحتلال سيندحر مهما طال الزمن، وهذا حتما بعزيمة شعبنا وإصراره على نيل حريته وسيادته ونيل استقلاله".
إلى ذلك، قال اشتية إن مجلس الوزراء يتابع قضية الأسرى المضربين عن الطعام، ويطالب بالإفراج عنهم، حفاظاً على أرواحهم"، داعيا لمساندتهم عبر وقفات احتجاجية.

الخارجية الفلسطينية تنتقد مواقف بينت


قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الإثنين، إن "مواقف رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينت من الدولة الفلسطينية والاستيطان في الجولان إرهاب دولة منظم"، معتبرة التصريحات والمواقف الاستعمارية التي أدلى بها بينت التي افتخر بها من جديد بعقليته الظلامية الاستعمارية ودعواته الإحلالية لتعزيز الاستيطان في الجولان السوري المحتل، تندرج في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، التي تُعتبر امتداداً لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان الاستعماري العنصري.

وتابعت خارجية فلسطين: "بالأمس توهم بينت قدرته على إخفاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، مختبئاً تحت شعار (الإرهاب) لتضليل الرأي العام العالمي وتسويق مشروعه الاستعماري التوسعي في أرض دولة فلسطين، وإعلان بينت بخصوص الجولان وعملياته الاستيطانية التهويدية المتواصلة على مدار الساعة على أرض دولة فلسطين هي الإرهاب بعينه وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهو اعتراف لا يقبل التأويل على إرهاب الدولة المنظم الذي يقوده بينت وأتباعه من اليمين المتطرف والمستوطنين ومنظماتهم ومليشياته الإرهابية المسلحة، والتي تحدثت عديد التقارير الإسرائيلية عن ممارساتها الإرهابية".

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي من مخاطر عقلية بينت ومواقفه الاستعمارية على الأمن والاستقرار في ساحة الصراع والمنطقة، وعلى الجهود الأميركية والدولية والإقليمية المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، مؤكدة أنه لا يمكن التعايش مع مواقف وتصريحات وممارسات بينت الاستيطانية تحت يافطة الحرص على بقاء هذه الحكومة أو إعطائها فرصة، بل يجب على المجتمع الدولي إدانتها والتحرك الجاد والفاعل لوقف التغول الاستيطاني الحاصل في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

من جانب آخر، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، في تصريح صحافي، إن "هناك 7 ملايين فلسطيني يعيشون على هذه الأرض، وهُجّر مثلهم منها، لم يأتوا من القمر، ولم يطردوا أحدًا منها، بل توارثوا الحق عليها أباً عن جد".

وجاءت تصريحات الشيخ في تغريدة له عبر موقع "توتير"، رداً على ادعاء وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، بأن "إسرائيل ليست دولة فصل عنصري وليست دولة احتلال".

وخلال الجلسة الحكومية، قال اشتية: "يستنكر مجلس الوزراء الفلسطيني تصريحات وزير خارجية أميركا السابق بومبيو حول ادعاءاته بأن إجراءات إسرائيل قانونية وأنها دولة ليست عنصرية، هذه التصريحات نرفضها وإسرائيل دولة استعمارية عنصرية كما جاء في التقرير الذي أعدته منظمة (هيومان رايتس ووتش)".

المساهمون