انتهاء حصار فندق هاجمه مسلّحو "حركة الشباب" في مقديشو

10 يونيو 2023
استمرّ الحصار ساعات عدة (حسن علي علمي/فرانس برس)
+ الخط -

انتهى حصار، استمرّ ساعات، لفندق في مقديشو هاجمه، مساء الجمعة، إسلاميون متشددون في "حركة الشباب"، كما أعلنت اثنتان من وسائل الإعلام الرسمية، في حادثة أدّت إلى مقتل ستة مدنيين وثلاثة من أفراد قوات الأمن.

وقالت قناة التلفزيون الحكومية (إس إن تي في) إن "القوات الأمنية نجحت في تحييد أفراد المليشيا (الشباب) الذين نفذوا هجوماً إرهابياً قاتلاً على فندق "بيرل بيتش"، الواقع على شاطئ الليدو في جنوب مقديشو، و"قتلتهم". وأضاف المصدر نفسه أنه جرى إنقاذ "عدد كبير من المدنيين"، وأكدت وكالة الأنباء الرسمية النبأ.

وأكدت مصادر أمنية واستخبارية لوكالة "فرانس برس"، طالبة عدم كشف هويتها، انتهاء الحصار. وأعلنت "حركة الشباب" مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنها استهدفت مكاناً تتردد إليه السلطات.

وأعلنت الشرطة الصومالية، اليوم، أن ستة مدنيين وثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا، وجُرح عشرة مدنيين في الهجوم الذي استمر ست ساعات.

وقالت الشرطة في بيان "قُتل ستة مدنيين في الهجوم (...) وأُصيب عشرة آخرون". واضافت أن "ثلاثة من أفراد قوات الأمن الشجعان لقوا حتفهم"، موضحة أنه تم إنقاذ 84 شخصاً كانوا في فندق "بيرل بيتش" سالمين.

وأكدت الشرطة أن "المطعم الذي تعرض للهجوم، شعبي، وكان فيه مواطنون، ما يدلّ على أن المهاجمين (حركة الشباب) يستهدفون المدنيين بشكل متعمد"، وفق البيان الذي أكد مقتل 7 من عناصر الحركة التي نفذت الهجوم.

وكان شهود اتصلت بهم وكالة "فرانس برس" تحدثوا عن إطلاق نار كثيف بالقرب من المبنى. وقال ياسين نور، الذي كان في مكان قريب، إن مطعم الفندق كان "مزدحماً بعدما جرى تجديده منذ فترة قصيرة".

وذكر صحافي من "فرانس برس" أن عدداً من سيارات الإسعاف متوقف أمام المبنى.

وكانت "حركة الشباب" هاجمت، في أغسطس/آب 2020، فندق "إيليت"، وهو فندق آخر يقع على شاطئ الليدو، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وشرطي. واحتاجت قوات الأمن أربع ساعات من أجل استعادة السيطرة على المبنى.

هجمات عنيفة

تقاتل جماعة "الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، التي تطالب بفرض الشريعة الإسلامية في البلاد منذ أكثر من 15 عاماً، الحكومة الفيدرالية المدعومة من المجتمع الدولي. وقد طُردت من المدن الكبرى في البلاد في 2011 و2012، لكنها تتمركز بقوة في مناطق ريفية شاسعة.

وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "حرباً شاملة" عليهم، وشنّ حملة عسكرية في سبتمبر/أيلول تسانده ضربات جوية أميركية خصوصاً.

لكن "حركة الشباب" تواصل شنّ هجمات عنيفة تؤكد قدرتها على ضرب قلب المدن الصومالية والمنشآت العسكرية.

وفي 26 مايو/أيار، هاجم مسلحو الحركة قاعدة يسيطر عليها جنود أوغنديون من قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أتميس) في جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل 54 جندياً على الأقل.

وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، انفجرت سيارتان مفخختان في مقديشو، ما أدى إلى مقتل 121 شخصاً وجرح 333 آخرين، في أكبر حصيلة تسجل في هجوم منذ خمس سنوات، في هذا البلد الذي يعاني من موجة جفاف تاريخية أيضاً.

وأدت ثلاث هجمات متزامنة في بلدوين (وسط) إلى مقتل 30 شخصاً، بينهم مسؤولون محليون، في أوائل أكتوبر.

وقُتل 21 نزيلاً في فندق في مقديشو خلال حصار استمر ثلاثين ساعة في أغسطس الماضي.

وحصار الفندق هذا أثار تساؤلات حول كيفية تمكن المتشددين الإسلاميين من الوصول إلى قلب منطقة مقديشو الإدارية، الخاضعة لحراسة مشددة من دون أن يجرى كشفهم.

وفي تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن 2022 كان العام الذي شهد مقتل أكبر عدد من المدنيين في الصومال منذ 2017. ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى هجمات "حركة الشباب".

(فرانس برس، الأناضول)