انتقادات لـ"حملة تبرعات" أطلقتها مليشيا عراقية لصالح الحوثيين

30 يناير 2022
كتائب "حزب الله" العراقية (Getty)
+ الخط -

أطلقت مليشيا "كتائب حزب الله" في العراق حملة للتبرع بالأموال لقيت انتقادات، وقالت إنها لصالح جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن من أجل دعمها في شراء طائرات مسيرة، في خطوة اعتبرها مراقبون تهدف إلى جر حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي إلى الاحتكاك مجددا بالجماعة المسلحة.

ونشرت المليشيا صناديق للتبرع بالأموال في مناطق عدة من بغداد وقرب مدارس ومراقد دينية جنوبي البلاد، وأظهرت صور نشرتها منصات تابعة لها تلك الصناديق وعليها شعار الحملة المؤيد للهجمات التي نفذها الحوثيون على أبوظبي قبل أيام.

وجاء الإعلان عن الحملة عبر بيان للمسؤول الأمني لمليشيا "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري، تناقلته وسائل إعلام محلية عراقية عقب استهداف مطار بغداد الدولي، يوم الجمعة الماضي، مؤكدا التبرع بمليار دينار عراقي (نحو 686 ألف دولار)، لصالح الحوثيين في اليمن.

ورحب العسكري بما وصفها بـ"الانتصارات التي يحققها محور الخير والإيمان"، في إشارة إلى الهجوم الأخير لجماعة الحوثي على أهداف ومواقع داخل دولة الإمارات.

ولاقت هذه الدعوة التي حملت وسم "أموالكم مسيرات"، قبولا لدى بعض أنصار المليشيات، فيما اعتبر مراقبون أن الدعوة تحدٍ واضح للقانون العراقي والسلطات الأمنية التي من المفترض أن تمنع هذه الحملات والتصرفات من قبل المليشيات، وخصوصاً أن السلطات الرسمية العراقية لم تعلق على الدعوة، كما أنها لم تتخذ أي إجراء رسمي.

وتداولت منصات وصفحات تابعة للمليشيات المعروفة في العراق الوسم الذي لم يلق انتشاراً كبيراً، كما سعى رجال دين يتبعون للفصائل المسلحة إلى الترويج لحملة التبرعات.

ولم يصدر عن وزارة الداخلية أو الأجهزة الأمنية الأخرى أي تعليق حيال حملات التبرع، لكن مسؤولا أمنيا قال، لـ"العربي الجديد"، إنها "حملات دعائية أكثر من كونها فعلية".

وأضاف المسؤول الأمني العراقي، في اتصال هاتفي، أن "الهدف من الحملة ونشرها هو إحراج حكومة الكاظمي أمام دول الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، ومحاولة جره إلى الرد برفع أو اعتقال القائمين على تلك الحملة، حتى تخلق مشكلة جديدة على غرار ما حدث في عملية اعتقال عدد من أعضاء المليشيا ذاتها جنوبي بغداد قبل أكثر من عام".

وبيّن أن "العراق ملتزم بمقررات مجلس الأمن الدولي، ولا يمكن ذهاب أي مبالغ مالية لليمن بسهولة"، وفقا لقوله.

أما الخبير القانوني طارق حرب، فقد وصف إطلاق حملة لشن هجمات مسلحة على جماعات أو دول بأنها "إرهابية"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أن "المتبرعين لمثل هذه الحملة هم مجرمون، لأنهم يشرعون بقتل أبرياء، ويمكن للمتضررين من الحملة التوجه إلى السبل القانونية من أجل منع استمرار هذه الحملة أو ما يشبهها من حملات".

من جهته، لفت الناشط المدني أيهم رشاد إلى أن "الفصائل المسلحة تسعى إلى ضرب كل القوانين من خلال تجاوز كل الحدود، وأخيراً تقوم بالتبرع من أموال العراق من أجل بث الخوف والرعب والإرهاب في مناطق أخرى".

وبيّن رشاد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة العراقية تواجه تحديات حقيقية في تغول تلك الفصائل وتحديها للدولة والقانون والنظام، لكن لا يوجد اتفاق سياسي على مواجهتها حتى تتمكن الحكومة من ذلك، إذ إن هناك أحزابا معروفة ما زالت توفر غطاء ودعما سياسيا لها".

المساهمون