انتفاضة السويداء مستمرة رغم الأمطار والبرد القارس

26 يناير 2024
السويداء تخرج رغم البرد الشديد لتطالب بالتغيير السياسي في سورية (فيسبوك)
+ الخط -

تبدو محافظة السويداء، جنوب سورية، في يوم الجمعة الخامس والعشرين لانطلاق الانتفاضة الشعبية فيها، مصرّة على استمرار حراكها الشعبي حتى تحقيق مطالبها بالتغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة في البلاد. 

وعلى الرغم من البرد القارس تجمهر المئات من أبناء وبنات المحافظة في ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء، اليوم الجمعة، مرددين شعارات تطرقت لمجريات الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة، كالمجزرة التي طاولت المدنيين في قريتي عرمان وملح من قبل الطيران الأردني، ورفع المحتجون لافتات تندد بقتل المدنيين الأبرياء تحت أي ذريعة.

كما استنكر المحتجون وأدانوا الفصل التعسفي الذي تعرض له أستاذ اللغة العربية، صدام النجم، نتيجة "موقفه المناهض للاستبداد"، مشيرين إلى تقاعس النظام السوري عن واجبه في "حماية المدنيين الأبرياء وصم آذانه عن استغاثات أطفال القرى التي تتعرض منذ أشهر لغارات أردنية متفرقة، في وقت أرقه صوت يطالب برحيله عن السلطة"، ورفع أحد المحتجين لافتة تقول "عشر ضحايا في عرمان لا يهتمون لهم.. معلم واحد حر يقض مضجعهم".

وقال الناشط المدني، هاني عزام، لـ"العربي الجديد"، إن "خروج المتظاهرين في هذا الطقس شديد البرودة إنما يدل على عزيمة صلبة لأناس يؤمنون بحقهم، ويعرفون أن الحق لا بد أن ينتصر"، مضيفاً: "راهن النظام سابقاً على توقف الاحتجاجات في السويداء مع تقادم الزمن ففشل، وراهن على توقفها مع بداية فصل الشتاء ففشل، وراهن على توقفها عند اشتداد البرد ففشل أيضاً".

وحول تبني الساحة قضية المدرّس صدام النجم، قال عزام إنه لا يستهجن الأمر إذ لطالما "شكلت النخبة المثقفة، وخاصة المعلمين والمحامين الذين رفعوا صوتهم في وجه النظام الاستبدادي، أرقاً لهذا النظام الذي يدرك ماذا يعني المعلم أو الحقوقي"، لذلك سعى هذا النظام "جاهداً وركز كثيراً على إبقاء المعلم والحقوقي ضمن دائرة أمنية مشددة تضمن بقاءهما تحت عباءته. الأمر الذي تجاوزته شريحة من المعلمين والحقوقيين في السويداء منذ عام 2011، والذي أدى بطبيعة الحال لفصل العديد منهم من وظائفهم بشكل تعسفي".

رسالة عن قصف الأردن لقرى السويداء

وفي سياق منفصل؛ كشفت شبكة الراصد المحلية، أمس الخميس، عن رسالة شجب واستنكار للقصف الأردني على قرى السويداء أرسلتها الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين قبل أيام لجهات دولية، عقب الغارات التي استهدفت قريتي عرمان وملح في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ونقلت الشبكة عن مصادر خاصة أن الرئاسة الروحية للطائفة دعت الأردن والجهات الدولية لتحمل المسؤولية تجاه ما خلفه الهجوم، و"معرفة ما الذي أدى إلى هذه الغارة والأساس الذي بنيت عليه، وتفاصيل هذا الفعل المشين"، وفق نص الرسالة.

وأشارت الشبكة إلى أن الرسالة أوضحت أن الهجوم لم يستهدف أيا من خطوط التهريب، وإنما استهدف المدنيين الأبرياء من أبناء السويداء، مطالبة السلطات الأردنية بالقصاص وأخذ المسؤولية تجاه ما خلفه الهجوم، ناقلة عن مصدرها أن "الرئاسة الروحية تلقت وعوداً بالمتابعة الجدية، والعمل على ضمان عدم تكرار العمليات من جهات دولية فاعلة في الملف السوري".

وترى الناشطة الحقوقية، سلام عباس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لن يردع الأردن عن تكرار قصفها العشوائي للمدنيين إلا أمران: تحريك القضية على مستوى دولي وإقليمي، والأمر الأهم بدء تنظيف البيت من الداخل بالقضاء على الأفراد المتورطين بشكل كبير في تجارة المخدرات وحماية العاملين بها وبتهريبها، وهم قلة معروفة للقاصي والداني من فصائل المحافظة"، مشيرة إلى أنه "بغير ذلك لن تكون هناك استجابة جدية من الأردن".

ومن جهة أخرى، بدأت حركة رجال الكرامة، مساء أمس الخميس، حملة تستهدف لصوصاً وأصحاب جنايات من قرية ذيبين جنوب السويداء؛ بعدما تلقت "تفويضاً" من أهالي القرية، وتمكنت خلالها من القبض على أفراد عصابة تختص بالسلب والسرقة وتخريب الممتلكات العامة وترويع الأهالي.