شهدت مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي شرقي سورية، والخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية انتشاراً لقوات مدعومة من روسيا، بعد أن كانت القيادة الروسية في سورية قد أنشأت مقراً لها في المدينة الواقعة على الحدود السورية -العراقية قبل أسبوع.
وذكر موقع "فرات بوست" المحلي أنّ وفداً من الشرطة العسكرية الروسية زار الأربعاء مدينة البوكمال وريفها، قادماً من مطار دير الزور العسكري الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.
وأوضح أن الوفد اتجه أولاً إلى قرية الطواطحة والتقى بالمدعو صالح الحرب الذي يتزعم إحدى مليشيات المنطقة، كما التقى بوجهاء من القرية، ومن ثمّ توجّه إلى مدينة البوكمال، والتقى برئيس فرع الأمن السياسي في المدينة.
وأضاف أنّ الوفد زار لاحقاً مقر الجمارك التابع للنظام قرب معبر البوكمال -القائم، واجتمع بمسؤولي المعبر وقادة ميدانيين إيرانيين، تزامن ذلك مع استنفار كبير في المنطقة من قبل مليشيات "لواء القدس" و"الدفاع الوطني" وعناصر "الفوج 47" التابع للنظام، وتدقيق على المارة وإغلاق بعض الطرقات.
وبحسب ذات المصدر، فإنّ الاجتماع في مقر الجمارك ناقش التوتر الروسي -الإيراني في دير الزور، إضافة إلى واقع المعبر والعمليات الجارية ضد "داعش"، كما طرح مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني تساؤلات حول أسباب توقف الطيران الروسي عن شن غارات ضد تحركات التنظيم قرب الحدود السورية -العراقية.
وكانت القوات الروسية قد افتتحت مقراً لها في الفندق السياحي بمدينة البوكمال قبل نحو أسبوع، وجاء الأمر بعد موافقة القوات الإيرانية التي كانت ترفض الطرح كلياً.
ويرى الباحث في "مركز جسور" فراس فحّام، أنّ الانتشار الروسي هدفه حماية المليشيات الإيرانية من القصف الإسرائيلي والأميركي، مقابل مقاسمتها على موارد المنطقة، وتعزيز النفوذالوسي شرقي سورية.
وأضاف فحّام، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الانتشار الجديد يهدف أيضاً إلى اكتساب مواقع جديدة في المنطقة الغنية بالثروات الباطنية ومحاولة منافسة القوات الأميركية التي تنتشر شرقي سورية، وبخاصة في منطقة التنف والمناطق النفطية في دير الزور والحسكة.
وتعتبر مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات إيران داخل الأراضي السورية، وتشهد عمليات تشييع وتجنيد للشبان في المليشيات الإيرانية الذين يقبلون على الانضمام إليها هرباً من الخدمة في مناطق قوات النظام، فضلاً عن رواتبها المغرية بالنسبة إليهم، والتي تصل إلى نحو 200 دولار شهرياً.
وتنتشر العديد من المليشيات المدعومة من إيران والموالية للنظام السوري ومن أبرزها الحرس الثوري الإيراني و"فاطميون" و"زينبيون"، في محيط مدينتي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور. وكانت مواقعها قد تعرّضت لقصف من التحالف وجيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها، وحدّ من تحركاتها نهاراً.