انتخاب إسماعيل عمر جيله رئيساً لجيبوتي لولاية خامسة بنسبة 98,5%

10 ابريل 2021
يحكم عمر جيله جيبوتي منذ 22 عاماً (فرانس برس)
+ الخط -

أعيد انتخاب رئيس جيبوتي المنتهية ولايته، إسماعيل عمر جيله، لولاية خامسة مدتها خمس سنوات، ونال 98,58% من الأصوات، بحسب النتائج المؤقتة التي أعلنها وزير الداخلية مؤمن أحمد شيخ مساء الجمعة.

وقال الوزير عبر التلفزيون العام إن "الرئيس إسماعيل عمر جيله يحصل على 167,535 صوتاً، أي 98,58%... هذه هي النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية في 9 إبريل/ نيسان 2021"، موضحاً أن النتائج النهائية ستصدر قريباً عن المجلس الدستوري.

وأدلى الناخبون في جيبوتي الجمعة بأصواتهم لانتخاب رئيس لهم في هذا البلد الاستراتيجي الصغير الواقع في القرن الأفريقي.

وفي مواجهة جيله، بدت فرص فوز المرشح الوحيد المنافس زكريا إسماعيل فارح (56 عاماً) وهو رجل أعمال حديث العهد بالسياسة، ضئيلة.

ودُعي حوالى 215 ألف ناخب مسجّل (من أصل 990 ألف نسمة) بين الساعة 06,00 و19,00 (03,00 و16,00 ت غ) للتصويت في أحد مراكز الاقتراع الـ529 في البلاد، ومعظمها يقع في العاصمة جيبوتي.

وظهر الجمعة، أدلى عمر جيله الذي كان يرتدي ملابس تقليدية، بصوته وكان يرافقه عدد من المسؤولين والقادة الأمنيين والصحافيين. وقال إنه "واثق جداً جداً"، في تصريح مقتضب باللغة الفرنسية. وأضاف باللغة الصومالية أن التصويت "جرى بظروف جيدة... الآن سننتظر النتائج".

وترشح جيله الذي يحكم البلاد منذ 22 عاماً، لولاية خامسة وأخيرة نظرياً على رأس البلاد التي تتمتع بموقع استراتيجي على حدود أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

وبموجب الدستور الذي لا يسمح لمن تجاوز الخامسة والسبعين من العمر الترشح للانتخابات، يفترض أن يكون هذا الاقتراع الأخير للرئيس جيله الذي سيكون قد تجاوز هذا السن في 2026.
بعد إغلاق مراكز الاقتراع، لم يُشاهد فارح الذي لم يعد يردّ على اتصالات وكالة فرانس برس منذ ساعات عدة، في أي مركز اقتراع.

وكتب فارح في وقت سابق في رسالة لفرانس برس: "صوتي لا ينفع بشيء، ولا أصوات 80% من شعب جيبوتي"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي رسالة ثانية، انتقد فارح بشدة غياب المندوبين في مراكز الاقتراع، ملمحاً على ما يبدو إلى أنه مُنع من الدخول.

لكن رئيس بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأفريقي، أحمد تيديان سواري، قال للصحافة ظهراً إن فريقه "لم يلتقِ أي مندوبين" تابعين للمعارض في مراكز الاقتراع التي زارها، مشيراً إلى أن ذلك ليس "إلزامياً". وأكد أن "حتى الآن، كل شيء يجري بحسب القواعد وبهدوء".

خطاب موحد
شهدت الولايات الأربع الأولى للرئيس ممارسة سلطة استبدادية لم تفسح أي مجال للاحتجاج أو حرية الصحافة. ولكنها اتسمت أيضاً بتحسّن الاقتصاد مع تطوير الموانئ والبنى اللوجستية. وساهم عمر جيله في جعل هذه المنطقة الصحراوية الواقعة مقابل أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، مفترق طرق تجارياً تمرّ من خلاله معظم البضائع المستوردة من قبل جارته إثيوبيا، الدولة العملاقة التي لا تملك أي منفذ على البحر.

وتستضيف جيبوتي التي يجاورها عدد من أخطر دول العالم، بينها الصومال واليمن، أيضاً قواعد عسكرية أجنبية لفرنسا واليابان والولايات المتحدة، وأخيراً الصين.

وكانت نسبة المشاركة صباحاً خجولة قبل صلاة الجمعة، إلا أنها تزايدت بعد الظهر.

وفي مراكز الاقتراع التي زارتها "فرانس برس" في مناطق مختلفة في جيبوتي العاصمة، أظهر الناخبون خطاباً موحداً مؤيداً للرئيس المنتهية ولايته.

وقالت نيمو عثمان إلمي، وهي تعمل سكرتيرة وتبلغ 42 عاماً، في أثناء الإدلاء بصوتها في حيّ بالبالا الشعبي، باللغة الصومالية، إن "رئيس المستقبل هو إسماعيل عمر جيله... نأمل أن يخرج منتصراً من الانتخابات. ثانياً، إن تطور البلاد جارٍ بفضله. ونأمل الاستمرار في هذا المسار".

وطالبه عدد من الشباب الناخبين، وهم غالباً عاطلون من العمل، بمساعدة الشباب وحتى بتغيير السياسة، لكنهم أكدوا أنهم سيصوّتون له.

وفي أمبولي، الحيّ الذي ولد فيه فارح، يبدو أن "المرشح المستقل" لا يحظى بإعجاب أكبر. وقال أيانلي عمر (30 عاماً)، وهو مدرّس سابق وعاطل من العمل حالياً، إن فارح كان "يقطن في أمبولي، لقد كبر هنا. لم نرَ أي شيء فعله من قبل. يحظى بدعم ضئيل".

ويتوقع أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي في جيبوتي 7 بالمئة في 2021 بعد انكماش في 2020 مرتبط بانتشار كورونا. لكن هذا النمو لا يعود بالفائدة على السكان الذين يعيش 21,1 بالمئة منهم في فقر مدقع، حسب بيانات البنك الدولي لعام 2017.

(فرانس برس)

المساهمون