انتخابات مصر: خسارة مرتضى وأبو حامد وعزمي وتقدّم الطنطاوي وداود

09 نوفمبر 2020
+ الخط -

خسر رئيس نادي الزمالك المصري، مرتضى منصور، مقعده النيابي، في واحدة من أكبر مفاجآت انتخابات مجلس النواب المصري، حيث حصل على المركز السادس في فرز نتائج دائرته ميت غمر بمحافظة الدقهلية شرقيّ دلتا النيل.

وحصل مرتضى فقط على 21 ألفاً و271 صوتاً، متخلفاً عن صاحب المركز الرابع، آخر المارين إلى جولة الإعادة بنحو 3500 صوت.

ونجح في الوصول إلى جولة الإعادة أربعة مرشحين، هم مرشح حزب الوفد بدوي هلال، ومرشح حزب مستقبل وطن أحمد الألفي، ومرشح حزب المؤتمر عبد الفتاح البحراوي، والمستقل محمود العزب.

وكان مرتضى قد استبق ظهور النتيجة بإعلان تقدمه بفارق ثلاثة آلاف صوت عن أقرب منافسيه، بعد فرز 55 لجنة فرعية فقط في الدائرة. لكن وسائل الإعلام الموالية للنظام كانت قد مهدت لخسارته بإعلانها مبكراً خروجه من السباق، حتى قبل اكتمال فرز لجان قرية واحدة في المركز.

وكانت الطاولة قد انقلبت على مرتضى منصور بعدما كان إحدى الشخصيات المفروضة على الساحتين السياسية والرياضية، منذ بدء تهديده بتجميد نشاطه الرياضي وعزله من رئاسة النادي، رغم قربه من السلطة وصداقته لشخصيات بارزة في دائرة السيسي، إلى حدّ حمايته سابقاً من عشرات البلاغات وقرارات الاستدعاء القضائية على مدار خمس سنوات، ورغم أن علاقته الوطيدة بمدير المخابرات عباس كامل كانت تردعه عن التمادي في هجومه على بعض الشخصيات والأوضاع، وكانت توفر له الحماية وتضمن له الحصانة البرلمانية في مواجهات عدة.

وأشار مرتضى، في برنامج تليفزيوني على قناة ناديه، إلى فضيحة الحصول على المقاعد النيابية مقابل مبالغ مالية بعشرات الملايين من الجنيهات.

 ووفقاً لمصادر سياسية في حزب مستقبل وطن، ونيابية في البرلمان، وأخرى قانونية تحدثت لـ"العربي الجديد" في تقرير طويل منتصف الشهر الماضي، فإن فضح مرتضى لظاهرة شراء المقاعد لم يكن وليد زلّة لسان، بل هو "خطأ" تكللت به خلافات طويلة بينه وبعض المقربين منه -كل على حدة - وبين المسؤولين المكلفين تقسيم البرلمان الجديد وتوزيع مقاعده.

فقبل أشهر من فتح باب الترشيح، رفض مرتضى التنسيق مع مسؤولي المخابرات والأمن الوطني المخططين للقائمة الموحدة، رغم دعوته إلى الانضمام إليها، بحسب بعض المصادر، بسبب عدم إعطائه الحجم المناسب له حسب اعتقاده شعبياً وجماهيرياً، فلم يكن منهم إزاء إصراره على خوض الانتخابات مستقلاً إلا الرد عليه بالدفع بمرشحين عن حزب مستقبل وطن، رغم محاولته تعطيل هذا الأمر مراراً، ما أغضبه بشدة.

واعتبر مرتضى في اتصالات ولقاءات مختلفة بشخصيات سياسية وأمنية أن القائمين على الحزب يتعمدون التقليل من شأنه، على عكس تعامل مدير جهاز المخابرات نفسه معه، لكن اتصالات مرتضى لم تفلح في تغيير الواقع، بما تفسره المصادر بأنه "رسالة ضجر من دائرة السيسي بسبب تعدد مشاكله وتكرار هجومه على شخصيات لها ثقلها الظاهري في الحياة السياسية، كرئيس الوزراء ووزير الرياضة والنائب العام السابق".

ووفقاً للمصادر، تكرر الأمر مع نجله أحمد الذي خاض الانتخابات في دائرة الدقي مستقلاً أيضاً، بعدما لم يعرض عليه حزب مستقبل وطن الانضمام إليه في أيٍّ من المراحل السابقة بسبب ضعف أدائه وشعبيته، ما ضاعف إحساس مرتضى بالغضب والمظلومية، ثم انتهى بخسارته الانتخابات.

وربطت بعض المصادر بين تصاعد الحملة الرياضية على مرتضى، لوقفه وحرمانه تولي المناصب الرياضية لمدة 4 سنوات، بالقرار الذي صدر أخيراً عن اللجنة الأولمبية المصرية، وبين الخلافات السابق ذكرها، وبصفة خاصة انتقاد مرتضى للحزب وطريقة إعداد القوائم واختيار المرشحين في العديد من اللقاءات في مكتبه الشخصي ومكتبه بنادي الزمالك، التي وصلت تفاصيلها إلى الأجهزة المختلفة، واعتبرتها تجاوزات تتطلب العقاب.

من جهته، أعلن عضو ائتلاف الأغلبية في البرلمان محمد أبو حامد، خسارته للانتخابات من الجولة الأولى عن دائرة عابدين، قائلاً عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "قدر الله وما شاء فعل. الحمد لله رب العالمين. إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها. أعلن خسارتي في الانتخابات البرلمانية. وأتمنى التوفيق لمن نال ثقة المواطنين من المرشحين".

وأعلنت لجنة الانتخابات العامة في دائرة منيا القمح بمحافظة الشرقية، خسارة المرشح عن حزب "الحركة الوطنية" عمر عزمي، نجل شقيق رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق زكريا عزمي، وخوض 6 مرشحين جولة الإعادة عن المقاعد الثلاثة المخصصة للدائرة، وهم: خالد مشهور بعد حصوله على 84 ألفاً و516 صوتاً، ووجيه أباظة (37 ألفاً و343 صوتاً)، ومي رشدي غيث (31 ألف صوت)، وحسن ضوة (30 ألفاً و983 صوتاً)، ومحمد جاد (27 ألفاً و112 صوتاً)، وعبير تقبية (25 ألفاً و494 صوتاً).

كذلك أعلنت اللجنة العامة بدائرة أبو كبير في محافظة الشرقية خسارة مرشح حزب "مستقبل وطن" اللواء عصام أبو المجد، وخوض 4 مرشحين جولة الإعادة عن مقعدي الدائرة، وهم: حاتم عبد العزيز بعدد أصوات بلغ 43 ألفاً و797 صوتاً، ونبيل عسكر بـ29 ألفاً و930 صوتاً، ومصطفى الباز بـ28 ألفاً و324 صوتاً، ومحمد حبيب بـ23 ألفاً و775 صوتاً.

كذلك خسر النائب معتز الشاذلي مقعد دائرة الباجور في محافظة المنوفية، جراء انسحابه من الترشح عن الدائرة التي شغل مقعدها والده الراحل كمال الشاذلي لمدة 46 عاماً (وزير شؤون مجلسي الشعب والشورى السابق)، إثر إعلان خوض جولة الإعادة بين مرشح حزب "مستقبل وطن" محمود البرعي بعدد أصوات بلغ 16 ألفاً وصوتاً واحداً، والمرشح المستقل عادل الصعيدي بأصوات بلغت 10 آلاف و888 صوتاً.

إلى ذلك، استطاع مرشح حزب "الوفد الجديد" في دائرة دسوق بمحافظة كفر الشيخ محمد عبد العليم داود، وكيل مجلس الشعب السابق، خوض جولة الإعادة بحصوله على أعلى الأصوات في الدائرة بنحو 53 ألف صوت، يليه أحمد سيف بـ40 ألف صوت تقريباً، ثم عادل النجار بـ38 ألف صوت، ويوسف البدري بـ36 ألف صوت، وأحمد عبد القادر بـ35 ألف صوت، وسيد أحمد عيسى بـ32 ألف صوت على الترتيب.

أما في دائرة قلين بمحافظة كفر الشيخ، فقد استطاع النائب المعارض أحمد الطنطاوي خوض جولة الإعادة بإجمالي أصوات بلغ 44 ألفاً و802 صوت، متفوقاً بذلك على مرشح حزب "الوفد الجديد" باسم حجازي (34 ألفاً و47 صوتاً)، ومرشح حزب "مستقبل وطن" سيد شمس الدين (30 ألفاً و877 صوتاً)، واللواء مراد القطان (29 ألفاً و28 صوتاً).

وأعلن عضو تكتل (25-30) البرلماني ضياء الدين داود خوضه جولة الإعادة عن دائرة رأس البر في محافظة دمياط، بعد حصوله على 43 ألفاً و586 صوتاً، يليه في الترتيب مرشح حزب "مستقبل وطن" أيمن يوسف رخا بعدد أصوات بلغ 22 ألفاً و693 صوتاً، وياسر أبو هندية بـ14 ألفاً و773 صوتاً، ومحمد سامي سليمان بـ14 ألفاً و471 صوتاً.

وفي دائرة دار السلام والبساتين بمحافظة القاهرة، استطاع مرشحا حزب "مستقبل وطن" خالد طنطاوي، وحشمت أبو حجر، حسم مقعدين من الثلاثة مقاعد المخصصة للدائرة، ويخوض جولة الإعادة على المقعد الثالث كل من النائبين الحاليين علي عبد الونيس، وأكمل قرطام، رئيس حزب "المحافظين"، الذي واجه موجة هجوم منظمة من وسائل الإعلام الموالية للنظام، بحجة أنه أحد المعارضين لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتعليقاً على النتائج الأولية، رجّح مصدر برلماني مطلع، لـ"العربي الجديد"، تكرار عمليات تزوير نتائج الانتخابات في المرحلة الثانية على غرار ما حدث في المرحلة الأولى، وذلك بإضافة "أصوات وهمية" بمحاضر فرز مزورة في لجان محددة على سبيل الحصر في كل دائرة، بهدف إضافة عشرات الآلاف من الأصوات عقب انتهاء عملية التصويت لمصلحة "القائمة الوطنية" وحزب "مستقبل وطن" المحسوبين على السلطة الحاكمة.

وبحسب المصدر، فإن "نظام السيسي لن يُقصي جميع المعارضين من الانتخابات، ولا سيما بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، بل سيسمح بفوز بعضهم للادعاء أن هناك شيئاً من المعارضة في البرلمان، مثل هيثم الحريري الذي يخوض جولة الإعادة عن دائرة محرم بك بالإسكندرية، ومحمد عبد الغني عن دائرة الزيتون بالقاهرة، ومحمد العتماني عن دائرة المطرية والمنزلة في الدقهلية".

في غضون ذلك، وفي مفاجأة مدوية في الانتخابات، فازت قائمة "أبناء مصر" المنافسة للقائمة الموحدة المدارة بواسطة أجهزة النظام "الوطنية من أجل مصر" في دائرتي محافظة دمياط، شمال شرقي الدلتا، وذلك حسبما أعلنت اللجنتان العامتان للدائرتين صباح اليوم.

ففي الدائرة الأولى فازت قائمة "أبناء مصر" الخالية تقريباً من الوجوه السياسية المعروفة بنحو 53 ألف صوت مقابل 44 ألفاً للقائمة الوطنية الموحدة، وفي الدائرة الثانية الأكبر في عدد السكان فازت بأكثر من 75 ألف صوت مقابل 66 ألفاً و322 صوتاً للقائمة الموحدة.

وعلى الرغم من اتساع الفارق بين القائمتين لصالح "أبناء مصر" بمحافظة دمياط إلى نحو 20 ألف صوت، إلا أن هذا قد لا يفيدها كثيراً على مستوى دائرة القائمة التي تضم جميع محافظات شرق الدلتا، حيث تحقق القائمة الموحدة مكاسب تقليدية في معظم الدوائر وبفوارق كبيرة خاصة في محافظتي الشرقية والمنوفية.

وبحسب النتائج المبدئية التي أعلنتها اللجان العامة، فازت قائمة "أبناء مصر" أيضاً بالدائرة الثانية بمحافظة الإسماعيلية، لكنها خسرت في المحافظة ككلّ، بعد خسارتها الدائرتين الأخريين.

وفازت "القائمة الموحدة من أجل مصر" التي يتحكم فيها بشكل مباشر حزب "مستقبل وطن" المدار بواسطة المخابرات والأمن الوطني، بانتخابات المرحلة الأولى في الصعيد وغرب الدلتا.

المساهمون