يُتوقع على نطاق واسع أن يفوز الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في انتخابات اليوم الأحد، ليمدد فترة حكمه التي استمرت ثلاثة عقود، في الدولة الواقعة وسط أفريقيا.
ويأتي ذلك بعد أن اختار ثلاثة من كبار السياسيين المعارضين عدم المشاركة في التصويت. وفتحت بعض مراكز الاقتراع أبوابها متأخرا عما كان متوقعاً، بينما انتظر الناخبون في صفوف طويلة للتصويت في شوارع العاصمة انجامينا.
وعنى الاستفتاء على الدستور، الذي تمت الموافقة عليه قبل عدة سنوات، أنه بإمكان ديبي الاستمرار في السلطة لفترتين أخريين، ويحتمل أن يظل حتى عام 2033.
وقال الرئيس بعد الإدلاء بصوته اليوم إلى جانب زوجته: "أدعو جميع التشاديين للذهاب إلى مراكز الاقتراع لكتب اسم المرشح الذي يختارونه. لقد رأيت منذ أمس أنه لم يتم احترام قرار المقاطعة، لذلك يجب على الشعب الخروج لأداء واجباته المدنية".
ووعد ديبي خلال الحملة الانتخابية ببناء مدارس، وتعبيد الطرق، وتحسين الظروف المعيشية في هذا البلد الذي لا يزال أحد أقل البلدان نمواً في العالم.
ووضعت صور عملاقة لديبي في شوارع انجامينا، وقاد الزعيم الحالي حملة لتحسين الظروف المعيشية في بلد لا يزال أحد أقل البلدان نمواً في العالم.
مرشح المعارضة الوحيد المتبقي هو ألبرت باهيمي باداك، حليف ديبي سابقًا، والذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2016 و2018.
وتقول منظمات حقوقية إن السلطات التشادية شددت القيود في الفترة التي سبقت التصويت، وتضمن ذلك قطع الإنترنت لفترة طويلة، وتنفيذ اعتقالات تعسفية.
ويقول جان لوك مادجيلم، أحد سكان انجامينا، "قررت عدم التصويت هذا العام. نحن نعلم النتائج بالفعل، ديبي سيفوز ولا جدوى من إضاعة الوقت." ومع ذلك، قال آخرون إنهم شاركوا رغم مخاوف المعارضة بشأن نزاهة التصويت.
وقال علي محمد، وهو ناخب في الدائرة الثانية بالعاصمة: "لا جدوى من احترام قرار المقاطعة. علينا أن نؤدي هذا الواجب، وسنرى ما ستكون عليه نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية."
وصل ديبي، وهو قائد سابق للجيش، إلى السلطة عام 1990، عندما أطاحت قواته المتمردة الرئيس آنذاك، حسين حبري، الذي دين لاحقًا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في محكمة دولية بالسنغال. واستمر ديبي في الفوز بالانتخابات على مر السنين، وحصل مؤخرًا على 61.5 في المائة من الأصوات في انتخابات عام 2016.
ويعيش في دولة تشاد ما يقرب من نصف مليون لاجئ من السودان ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، وهناك 330 ألف تشادي نازحون داخليا، غالبيتهم في منطقة بحيرة تشاد المضطربة، حيث ينشط مقاتلو جماعة "بوكو حرام".
ويقع مقر القاعدة العسكرية الفرنسية لعملية برخان في منطقة الساحل بتشاد، وهي مستعمرة فرنسية حتى عام 1960.
وكانت تشاد مساهماً رئيسياً في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي، إذ سقط العديد من الضحايا بسبب هجمات متطرفين إسلاميين.
(أسوشييتد برس)