الانتخابات التركية: أردوغان يحشد أنصاره في إسطنبول وهجوم على تجمع للمعارضة

08 مايو 2023
قال أردوغان إن عدد المشاركين في التجمع بلغ نحو مليون و700 ألف (الأناضول، رويترز)
+ الخط -

حشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أنصاره في إسطنبول بأكبر تجمع جماهيري لتحالفه قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجري الأحد المقبل، في وقت شهد فيه تجمع لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو هجوماً بالحجارة في ولاية أرض روم.

وأعلن أردوغان في كلمة له أمام الحشد أن الأرقام الرسمية التي وصلت إليه عن الجماهير المشاركة في التجمع في مطار أتاتورك الدولي بلغت مليوناً و700 ألف شخص.

ويعتبر التجمع في إسطنبول للأطراف السياسية من أهم الأحداث قبيل الانتخابات، حيث نظمت المعارضة ممثلة بتحالف الشعب تجمعها الجماهيري السبت في منطقة "مال تبه"، على الطرف الآسيوي بحضور مئات الآلاف من أنصاره.

وقال أردوغان: "نحن نخب إسطنبول ومن هنا مشينا، واليوم معكم في الطرقات، في 14 مايو/ أيار سنحيل أحدهم للتقاعد (قاصداً منافسه كمال كلجدار أوغلو). إسطنبول تصرخ، وبحسب الأرقام الرسمية بلغ عدد الحاضرين مليوناً و700 ألف".

وجدد أردوغان خلال التجمع تقديم الوعود الانتخابية، من بينهما حديثه عن قروض ميسرة للشباب من أجل الزواج مؤخرة الدفع لمدة 4 سنوات دون فوائد، وأعلن مشروعاً جديداً بإنشاء نفق ثالث يربط شطري إسطنبول.

وتعتبر التجمعات الجماهيرية من أبرز وسائل الدعاية في تركيا، وتكتسب إسطنبول أهمية كبرى، وحشد التحالف الجمهوري الحاكم كل إمكاناته لهذا التجمع.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في 14 مايو/ أيار، 4 مرشحين رئاسيين، هم: رجب طيب أردوغان مرشحاً عن التحالف الجمهوري، وكمال كلجدار أوغلو مرشحاً عن تحالف الشعب، بالإضافة إلى زعيم حزب البلد محرم إنجه، ومرشح تحالف "أتا" سنان أوغان. 

وإن لم يحصل أي مرشح للرئاسة على نسبة (50٪+1) بالجولة الأولى، تجرى جولة انتخاب رئاسية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات في الجولة الأولى.

هجوم يستهدف رئيس بلدية إسطنبول

وفي سياق الانتخابات، تعرّض رئيس بلدية إسطنبول للرشق بالحجارة في أثناء إلقاء كلمة في تجمع بولاية أرض روم الواقعة شمال غربيّ البلاد، ما أدى إلى تكسير نوافذ الحافلة، وإصابة مواطنين إصابات طفيفة، بحسب صور منشورة.

وفي أثناء إلقاء إمام أوغلو كلمته على متن حافلته الانتخابية، حصلت مناوشات بين مجموعتين من الحاضرين، ليجري إنزاله على عجل إلى داخل الحافلة، بحسب اللقطات التي كانت في البث المباشر، وما نُشر في الإعلام لاحقاً.

الصورة
إمام أوغلو يلقي كلمته خلال تجمّع انتخابي بولاية أرض روم، الأحد (رويترز)

وعقب ذلك، طالب إمام أوغلو من عناصر الشرطة التدخل وحماية التجمع، لتتدخل الشرطة وتفرق المهاجمين في وقت غادرت فيه الحافلة عن المكان، فيما أعلن لاحقاً إصابة 9 أشخاص في الحادثة.

الصورة
الشرطة تفرّق مهاجمي تجمّع انتخابي لإمام أوغلو بولاية أرض روم (رويترز)

وتفاعل جميع السياسيين مع الحادثة، وشنّ تحالف الشعب المعارض هجوماً على الحكومة، متهماً الوالي الممثل للرئيس أردوغان بالمسؤولية، وعلى البلدية، فيما تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع الحدث بشكل كبير.

من جانبه، قال والي أرض روم أوكاي مميش، في حديث لقناة "سي أن أن تورك": "من وظائفنا الأساسية حماية إمام أوغلو وبقية الأحزاب وفق مطالبهم، والأمر بيد الهيئة العليا للانتخابات، وبحسب ما قيل لنا إن إمام أوغلو سيزور التجار، واتخذنا تدابير بأماكن إلقاء كلمته".

وأضاف: "قلنا لهم سنوفر الحماية لكم في مكان التجمع، ولكن قالوا لا يريدون عمل تجمع جماهيري، وقالوا إنهم سيكتفون بزيارات التجار، وفي أثناء إلقاء كلمة حصلت التطورات وكانت هناك عناصر الشرطة التي تدخلت، وبحسب الأنظمة كنا وجهناهم لمكان التجمع المخصص".

من جانبه، قال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، في مقابلة مع قناة "خبر تورك": "عادة أماكن التجمع تكون بحسب لجنة الانتخابات في الولاية، ليس بما تختاره الأحزاب، والتحالف الجمهوري عقد تجمعه بالمكان المحدد، إمام أوغلو طلب في مكان آخر فلم يسمح له فطالب بزيارة التجار، وتم تحويله إلى تجمع وهو ما أعلنته الولاية، سيُحاسَب الفاعلون، والتحقيقات متواصلة للكشف عن الأطراف التي ألقت الحجارة".

بدوره، قال كلجدار أوغلو في فيديو مصور على حسابه في تويتر: "هناك تحالف من عناصر المافيا والمجرمين (..) هم من هاجموا إمام أوغلو، وهدفهم التحريض وإبعاد الناس عن صناديق الاقتراع، ولكن تركيا ستحافظ على الاعتدال. أطلب منكم التركيز على الانتخابات".

ومن المنتظر أن تلقي هذه الحادثة بظلالها على الأيام الباقية قبيل الانتخابات، خصوصاً أن الفترة السابقة شهدت هجمات مختلفة بالأسلحة والتخريب لأماكن ومراكز الأحزاب المختلفة في إسطنبول وولايات أخرى، بسبب الاستقطاب السياسي الحاد في البلاد.