انتخابات "المسيحي الديمقراطي" الألماني: اصطفافات لقياديين ورؤساء كتل دعماً لمرشح ضد آخر

14 يناير 2021
فرز بين ولايات الشرق والغرب في اتجاهات التصويت (Getty)
+ الخط -

اتخذت المنافسة لانتخاب زعيم جديد للحزب المسيحي الديمقراطي، وقبل يوم من انطلاق المؤتمر الرقمي الذي يستمر ليومين، بعدا مغايرا، بعد أن برزت أصوات لقياديين ومسوؤلين حزبيين تدفع المندوبين لتفضيل مرشح على آخر، عدا عن الفرز بين ولايات شرق وغرب ألمانيا.

وتجلى الأمر بحملات الدعم للمرشح أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا، الذي كان ولفترة متخلفا نسبيا بالنقاط عن المنافس الأبرز، الرئيس الأسبق لكتلة الحزب فريدريش ميرز، فضلا عن نقاط لا يستهان بها للمرشح نوربرت روتغن، وزير البيئة الأسبق، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ. فرئيس حكومة ولاية هيسن المسيحي الديمقراطي، فولكر بوفييه، روّج داخليا لانتخاب لاشيت، وفق ما نقلت "فرانكفوتر ألغامينه". وقال أمام حوالى 90 مندوبا حزبيا من ولايته إن لاشيت يمكن أن يقود حكومة ويعرف كيف يقيم ائتلافا. كذلك، فإن قياديين آخرين أعلنوا أيضا انحيازهم للاشيت، أمثال السياسي المخضرم عن ولاية ساكسونيا السفلى النائب بيرند التوسمان ورئيس ديوان المستشارية هيلغه براون.

علاوة على ذلك، صدر بيان لخمسة من رؤساء كتل المسيحي الديمقراطي في كل من ولايات شمال الراين فستفاليا وبريمن وساكسونيا السفلى وتورينغن وبراندنبورغ، وفق ما نقلت "شبيغل أونلاين"، عبّروا فيه عن قناعتهم بأن لاشيت وشريكه، وزير الصحة الاتحادي، ينس شبان، المرشح كنائب له، سوف يلبيان المطالب الضرورية بأفضل طريقة ممكنة.

بدورها، أوصت زعيمة الحزب المنتهية ولايتها، أنغريت كرامب كارنبور، في مقابلة مع "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، بأن يكون خليفتها يتمتع بخبرة حكومية، لتضيف قائلة إن "الحزب المسيحي الديمقراطي، مثله مثل أي حزب آخر، يريد أن يحكم". وهذا ما اعتبر بأنه تصويب غير مباشر على المرشح ميرز الذي لم تكن له أي خبرة في العمل الوزاري، حتى ومع افتراضها أن المرشحين الثلاثة لديهم رغبة في تحمل المسؤولية. 

في المقابل، أبرزت التعليقات أن ما يعيب لاشيت أنه وضع نفسه بشكل علني في مواجهة المستشارة ميركل في أزمة كورونا، رغم علاقة الود بينهما، في محاولة منه لتقديم نفسه على أنه ضد رئيس وزراء ولاية بافاريا من المسيحي الاجتماعي ماركوس سودر، المرشح المحتمل لمنصب مستشار، ومجاهرا بالمضي قدما للخروج من قيود الإغلاق، وسط الكثير من الشكوك حول ما إذا كان الرجل شخصية مناسبة لمنصب رئاسة الحزب ومنصب المستشار عند انتهاء ولاية ميركل خريف 2021. ويرى آخرون أن ما قد يعزز حظوظ لاشيت ترشح وزير الصحة الاتحادي ينس شبان كنائب له في حال فوزه بالزعامة، والأخير اكتسب بشكل واضح، في سياق أزمة كورونا، مكانة بارزة بين مؤيدي حزبه. وهو الذي أعلن في تصريح صحافي أخيرا أن الهدف وصول لاشيت.

أما مجموعة "دويتشلاند فونكه" الإعلامية، فأشارت إلى أنه رغم أن ميرز يحظى بالكثير من التعاطف في الولايات الشرقية، فهناك تحفظات قوية ضده، وأنه لا يزال يسعى للانتقام الشخصي من المستشارة ميركل. ومن المعلوم أنه تراجع في استطلاعات الراي أخيرا حوالى 10 نقاط، بعد أن كان حل خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أول بنسبة 39% بين مؤيدي المسيحي الديمقراطي. في حين يسعى روتغن، والذي لا يكن الكثير من الود للمستشارة كما ميزر، ليجسد ما من شأنه تحديث الحزب المسيحي الديمقراطي، وأعلن عند ترشحه التزامه بتوجه استراتيجي مختلف، مبديا قناعة بأن الحزب بحاجة إلى التجديد. وفي السياق، ذكرت "تاغس شبيغل" أن المرشحين الثلاثة كثفوا تقديم طروحاتهم وأولوياتهم في حال فوزهم بالمنصب، وبينت أن روتغن قدم نفسه على أنه رجل متشدد، وهو مع ترحيل المتشددين إلى سورية، فيما مؤيدو لاشيت يعتبرون أنه الضامن لقمع العصابات، أما ميرز فيراهن على سياسات اقتصادية تعتمد على التطوير والابتكار.

تجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم المسيحي الديمقراطي قال إن أكثر من 800 مندوب شاركوا، الثلاثاء الماضي، في اختبار لمدة ساعة، وحصل أيضا تصويت عبر الإنترنت.

دلالات
المساهمون