قبل 6 أشهر من الانتخابات الأولية: بايدن في الطليعة لكنه مهدد بصعود بديل لترامب

17 يوليو 2023
تعزز وضع بايدن في الأسبوع الأخير ومن المتوقع أن ينعكس ذلك في الاستطلاعات القادمة (رويترز)
+ الخط -

بعد 6 أشهر تبدأ انتخابات التصفية الحزبية بين المرشحين للرئاسة، وبعد حوالي شهر، أي في 23 أغسطس/ آب، تجري أول مناظرة بين المرشحين الجمهوريين والتي لن يكون لها مقابل على الجانب الديمقراطي، إذ لا منافس جدّياً للرئيس جو بايدن حتى الآن من حزبه. 

وبذلك يبدأ عمليا العد العكسي لموعد الانتخاب في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ومعه تبدأ الجولات الانتخابية المنظمة وعمليات التسويق بالترافق مع حملات التمويل وعمليات الاستطلاع التي يتقلص بنتيجتها عدد المرشحين الجمهوريين مع أو قبيل نهاية العام.

ويدخل الرئيس بايدن الموسم ببداية واعدة نسبياً وينطلق بحملة في صندوقها الآن 72 مليون دولار معظمها جاء من التبرعات الفردية الصغيرة وبما يدل على التفاف ديمقراطي واسع حوله. مبلغ يوازي بل يزيد عما لدى خصومه المرشحين الجمهوريين مجتمعين.

وحول وضعه داخليا وخارجيا، فقد تعزز في الأسبوع الأخير ومن المتوقع أن ينعكس ذلك في الاستطلاعات القادمة، إذ سجلت له مكاسب في قمة "الناتو" الأخيرة، كان أهمها إقناع تركيا بالموافقة على قبول السويد في الحلف بعد تردد طويل، كما حققت إدارته المزيد من التهدئة مع الصين، بزيارة وزيرة المالية جانيت يلين إلى بكين قبل أيام، ثم جاءت يوم أمس زيارة جون كيري، المبعوث الخاص لملف المناخ، إلى الصين، وذلك في إطار التمهيد للقاء بايدن مع الرئيس شي جين بينغ في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. 

أما على الصعيد المحلي، فكانت الجائزة الأهم هبوط نسبة التضخم إلى 3.6% وبما فاق التوقعات ومن دون تزايد وازن في نسبة البطالة، وهو رقم مرشح للانخفاض خلال الأشهر القادمة وبما يخدم وضعه عشية الانتخابات، حتى ولو ترافق ذلك مع "ركود خفيف خلال السنة القادمة".

في المقابل، تعاني حملة الجمهوريين من نقص كبير في التمويل. كبار مموليها التقليديين منقسمون؛ قسم هام منهم تخلى عن دونالد ترامب (مثل شارلز كوك)، الذي أعلن عن جمع حوالي 17 مليون دولار فقط حتى الآن. أما المرشح رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، فتفوق عليه وتمكن من حصد 20 مليون دولار من التبرعات. 

وكانت دوائر كثيرة من الجمهوريين التقليديين المناوئين للرئيس ترامب تعقد الآمال على ديسانتيس لانتزاع الترشيح الحزبي، لكن رصيده سرعان ما تضاءل إلى حدّ أثار الخلافات في جهاز حملته وبما أدى إلى طرد بعض أركانها.

مشكلة ديسانتيس في أنه حاول استنساخ "الترامبية" من دون ترامب، لاستقطاب المحافظين، ففشل في المحاولة بقدر ما فشل في تقديم بديل مقبول عن الرئيس السابق. وبذلك دخلت حملته بسرعة في حالة انحسار من الصعب إعادة تزخيمها، إذ وبحسب آخر استطلاع، فقد حصر تأييده في حدود 21% من الناخبين الجمهوريين فيما احتفظ ترامب بحصة 49% وبقيت حصص الآخرين بين 3% و7%.

ومع تراجع ديسانتيس تعمل نخب الحزب على تلميع بديل من بين الباقين لمواجهة ترامب الذي يعرف الحزب أنه معطوب قضائيا وسياسيا بحيث لا يمكنه استعادة أصوات المستقلين في الانتخابات العامة، الذين أوصلته أصواتهم في 2016 إلى البيت الأبيض، وهو ما لن يتكرر في ضوء ظروف ترامب الراهنة. وعليه يجري التركيز على مرشح يمكن تعويمه لمنافسة الرئيس ترامب، مثل كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجرسي السابق، فيما لا يستبعد البعض أن يكون مايك بنس، النائب السابق لترامب، رغم تعثر حملته في الإقلاع حتى الآن. 

وتأخذ النخب الجمهورية بالحسبان مقاضاة ترامب واحتمال الكشف عن المزيد من الاتهامات القضائية ضده قبل موعد الانتخابات، التي من شأنها أن تطيح بإمكانية فوزه بالترشيح عن الحزب. وفي هذا السياق، يستبعد جورج ويلّ، الذي يعتبر عميد النخب المحافظة، أن يكون أي من ترامب أو ديسانتيس مرشح الحزب الجمهوري رغم احتفاظهما حتى اللحظة بالموقعين الأول والثاني بين المرشحين الـ12. 

ومن شأن احتمال عدم اختيار ترامب أو ديسانتيس للترشح أن يخضّ حملة بايدن التي تعوّل على خوض المعركة ضد ترامب المعطوب لضمان التجديد للرئيس، فيما ستكون الانتخابات محمّلة بالمفاجآت إذا انتهت الأمور إلى مثل هذا السيناريو. سيبقى بايدن في الطليعة طالما بقيت المعادلة الراهنة على حالها، أما تبدلها فقد يهدد هذا التجديد.

المساهمون