جدّد المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، انتقاداته لتصريحات رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي بشأن القضية الجنوبية، لكن من دون تسميته هذه المرة، فيما باتت عودة الأخير إلى عدن مرتبطة بتطورات الأزمة المستجدة مع "الانتقالي"، لا سيما بعدما لجأ الأخير إلى تصعيد خطابه الإعلامي ضد العليمي ورفع مستوى تأهب التشكيلات المسلحة الخاضعة له.
وأعرب المجلس الانتقالي الجنوبي، عقب اجتماع لهيئة الرئاسة فيه، عن رفضه "لأي محاولات بائسة لترحيل قضية شعب الجنوب والقفز عليها"، مؤكداً أن "محاولة تأجيل حلها تعدُّ تنصلاً من مخرجات مشاورات الرياض وضرب مبدأ التوافق، وهو أمر مرفوض، وسيؤدي إلى تأزيم الوضع في مرحلة تستدعي الاصطفاف لمواجهة التحديات الراهنة".
وأوصت هيئة رئاسة المجلس في اجتماعها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس القيادة ويوجد منذ أشهر خارج اليمن، "بتشكيل فريق مفاوضات يمثّل قضية شعب الجنوب، في ظل استمرار المماطلة والتهرّب من استحقاق تشكيل فريق تفاوضي مشترك وفقاً لما نصّت عليه مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض".
وكان اتفاق الرياض قد وقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد مواجهات شهدها جنوب اليمن، ونصّ على جملة من البنود التي ضمنت نيل المجلس الانتقالي الجنوبي حصة في الحكومة والمؤسسات إلى جانب تضمنه ترتيبات سياسية وعسكرية، فضلاً عن نصه على مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي لإنهاء انقلاب الحوثيين.
وفي محاولة لتجنب انتقادات تعرض لها المجلس الانتقالي سابقاً بعرقلة عمل ووحدة مجلس القيادة الرئاسي، أكدت "الهيئة": "حرص المجلس الانتقالي على تعزيز دور المؤسسات والهيئات في مجلس القيادة والحكومة والارتقاء بأدائها من خلال تعزيز التوافق بعيداً عن أي إجراءات أحادية".
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أبدى، قبل أيام، انزعاجه من حديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي حول القضية الجنوبية خلال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "الشرق الأوسط" في بروكسل، التي زارها ضمن جولة أوروبية، والتي قال فيها إن القضية الجنوبية قضية عادلة لكن "الحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب"، مضيفاً "عندما نستعيد الدولة سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف أو بالرفض"، وأكد أن "معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي حول مضمون الدولة وشكل النظام السياسي المستقبلي".
في موازاة ذلك، تجمع العشرات من عناصر يتبعون للمجلس الانتقالي الجنوبي يقودهم ما يسمى بـ"القائد الأعلى" لمجلس المقاومة الجنوبية في عدن، أبو همام اليافعي، في ساحة العروض في مديرية خور مكسر، شرقي عدن، وسط تصريحات للأخير حملت تهديدات مبطنة للعليمي من دون تسميته، بقول اليافعي "لن نسمح بعودة أي متطاول على الجنوب"، مشيراً إلى أن "القوات الجنوبية على أتم الاستعداد".
وفي سياق متصل، ترأس ما يسمى بـ"أركان قوات الحزام الأمني"، قائد حزام عدن العميد جلال ناصر الربيعي، اجتماعاً اليوم لقادة القطاعات ومديري الإدارات في قوات الحزام الأمني أكد خلاله "جاهزية قوات الحزام الأمني ووقوفها إلى جانب القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالزُبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن".
العليمي يوضح
ومن جهته، أصدر مكتب رشاد العليمي بياناً حول تصريحاته الصحافية الأخيرة، معتبراً أن بعض مضامينها فسرت في غير محلها وبشكل لا يعبر "عن حقيقة موقف رئيس المجلس من القضية الجنوبية، ولا يتفق مع ما أكدته مرجعيات المرحلة الانتقالية بما فيها إعلان نقل السلطة، واتفاق ومشاورات الرياض من ضمانات بحل عادل لهذه القضية الوطنية العادلة".
وأكد البيان ضرورة تمثيل "القضية الجنوبية" في مفاوضات وقف الحرب وعملية السلام الشاملة، مضيفاً أن تحقيق السلام المنشود "مرهون بتماسك تحالفنا الوطني العريض، سواء على مسار المواجهة العسكرية، أو على طاولة المفاوضات، وبما يضمن استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية، وخطر المشروع الإيراني المحدق بأبناء شعبنا شمالاً، وجنوباً".