اليمن: اتساع رقعة التصعيد عشية أول إحاطة لغروندبرغ أمام مجلس الأمن

09 سبتمبر 2021
معارك محتدمة في اليمن (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

توسعت رقعة التصعيد العسكري بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى عدد من المحافظات، وذلك عشية أول إحاطة للمبعوث الأممي الجديد، هانز غروندبرغ، أمام مجلس الأمن الدولي، والتي من المقرر أن يعرض فيها خطته لإحياء عملية السلام المتعثرة. 

وفي محافظة مأرب، والتي تعد جبهة القتال الرئيسية منذ أكثر من عام، واصلت جماعة الحوثيين هجماتها على مواقع القوات الحكومية في جبهات صرواح، دون إحراز أي تقدم، وفقاً لمصدر عسكري لـ"العربي الجديد". 

وقال المصدر إن معارك، اليوم الخميس، اقتصرت على محاولات تسلل محدودة وتبادل للقصف المدفعي في جبهتي الكسارة والمشجح بمديرية صرواح، فيما استهدف طيران التحالف الذي تقوده السعودية تحركات للحوثيين في خطوط التماس. 

وأحصت قناة "المسيرة"، الناطقة بلسان الحوثيين، مساء الخميس، 8 غارات جوية على مأرب، 7 منها على مديرية صرواح، وذلك في معدل منخفض قياساً بالغطاء الجوي المكثف الذي شهدته الجولة الجديدة من الهجمات، والتي بدأت الاثنين قبل الماضي.

وفي محافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم غربي اليمن، تواصلت الخروقات المتبادلة بين القوات المشتركة، المدعومة إماراتياً، وجماعة الحوثيين في جبهات الجبلية والتحيتا، وهو ما أدى إلى موجة نزوح جديدة لعشرات الأسر من قرية الحجروفة في التحيتا. 

وذكرت القوات المشتركة، في بيان صحافي، أن ما وصفته بـ"القصف العدواني" للحوثيين أدى إلى نزوح عشرات الأسر من مديرية التحيتا إلى منطقة الحيمة بحثاً عن الأمان بعد تدمير منازلهم جراء القذائف الحوثية. 

في المقابل، اتهمت جماعة الحوثيين القوات المدعومة إماراتياً بارتكاب 274 خرقاً لهدنة الحديدة خلال الساعات الماضية، واستحداث تحصينات قتالية في منطقة الجبلية جنوبي الحديدة. 

وتوسعت رقعة التصعيد إلى مدينة تعز التي استأنف فيها الحوثيون هجماتهم على مواقع القوات الحكومية في تلة الدفاع الجوي، وسط تحشيد ينذر بتصعيد أوسع في عدد من جبهات القتال بالمدينة الواقعة جنوب غربي البلاد. 

وأعلن الجيش الوطني أن قواته أحبطت هجوماً عنيفاً للحوثيين في جبهة الدفاع الجوي، كما استهدفت بقصف مدفعي دورية عسكرية حوثية خلف تلة القرن بجبل هان، ما أسفر عن مقتل 4 من عناصر مليشيات الحوثي وإصابة 10 آخرين كانوا متواجدين في المكان. 

وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، ذكرت القوات الحكومية أنها تمكنت من إسقاط طائرة مفخخة بدون طيار، أطلقتها مليشيات الحوثي على مواقع الجيش في جبهة آل ثابت شمال غربي المحافظة المتاخمة للحدود السعودية. 

وخلافاً للتصعيد العسكري على جبهات القتال اليمنية، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، اليوم الخميس، إحباط 3 هجمات بواسطة طائرات مسيرة، نفذتها المليشيات الحوثية باتجاه منطقة خميس مشيط، ووصف التصعيد الحوثي بـ"العدائي والهمجي". 

ويحمل التصعيد العسكري للحوثيين رسائل سلبية للمبعوث الأممي الجديد، هانز غروندبرغ، الذي يقدم غداً الجمعة أول إحاطة مباشرة أمام مجلس الأمن الدولي من نيويورك، التي يتواجد فيها منذ أيام. 

كما سيواجه غروندبرغ تعقيدات إضافية في ظل اتجاه المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، للضغط على الحكومة المعترف بها دولياً، سواء بنقل قوات عسكرية من الساحل الغربي إلى تخوم محافظة شبوة بهدف التحرش بالقوات الحكومية المرابطة في وادي حضرموت، والتي أعلنت من جانبها رفع الجاهزية العسكرية، أمس الأربعاء. 

وكان غروندبرغ قد عقد، اليوم الخميس، لقاء مع مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعيدي، أعرب خلاله عن تطلعه للعمل مع الحكومة اليمنية ومواصلة الجهود الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية. 

وحسب الوكالة، فقد شدد الدبلوماسي اليمني من جانبه على أهمية مواصلة الجهود الدولية المبذولة خلال الفترة الماضية والبناء عليها وممارسة الضغط على المليشيات الحوثية للقبول بخيار السلام والانصياع لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الشامل دون شروط مسبقة، والانخراط في العملية السياسية. 

انتهاكات الحرب  

في سياق غير بعيد، أعلنت لجنة تحقيق يمنية مدعومة من الأمم المتحدة أنها رصدت مقتل 869 شخصاً، وذلك في تقريرها التاسع الذي أطلقته اليوم الخميس، وكشفت فيه نتائج التحقيق في الانتهاكات التي طاولت المدنيين في مختلف المحافظات خلال الفترة من 1 أغسطس/آب 2020 وحتى 1 يوليو/تموز 2021. 

وذكرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أنها انتهت من التحقيق في 3624 انتهاكاً في مختلف المحافظات، بينها مقتل 869 شخصاً وإصابة 1386، وتجنيد 132 طفلاً، كما اتهمت الحوثيين بتصدر قائمة المنتهكين لحقوق الإنسان. 

وتحدث التقرير عن رصد 130 زراعة للألغام الفردية، والتي ذهب ضحيتها 150 شخصاً، بينهم 108 رجال، و14 امرأة و28 طفلاً، حيث تصدرت مليشيات الحوثي قائمة المنتهكين لحقوق الإنسان. 

وأشار التقرير إلى رصد وتوثيق 2500 اعتداء طاول الأعيان الدينية والثقافية والتاريخية والطواقم الطبية، وقتل خارج نطاق القانون، بينهم 63 رجلاً، و3 نساء و10 اطفال، و92 حالة تهجير قسري واعتقال تعسفي وإخفاء قسري، وتعذيب وسوء المعاملة، وتفجير المنازل وتدمير وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، ومنع من الحركة والتنقل، واعتداء على المدارس.

المساهمون