احتفى اليمنيون في عدة محافظات، بينها تعز، بشكل لافت بالذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر، التي اندلعت في مثل هذا التاريخ من عام 1963 لتحرير الشطر الجنوبي لليمن من الاحتلال البريطاني.
وأُوقدت الشعلة مساء الخميس في عدد من المدن اليمنية، وأُقيمت العديد من الفعاليات والأنشطة والمظاهر الاحتفالية التي عبّر بها اليمنيون عن عظمة المناسبة وقدرها ومكانتها في قلوبهم.
وثورة 14 أكتوبر من المناسبات الوطنية التي تحتل مكانة كبيرة لدى اليمنيين، إذ لا يجدون فارقاً بينها وبين ثورة 26 سبتمبر، بل يعتبرونها امتداداً ومكملة لها، ولذلك احتفل اليمنيون بالذكرى الـ59 لـ14 أكتوبر بشكل مختلف عن الأعوام السابقة.
وشارك مساء الخميس مئات المواطنين في فعالية إيقاد شعلة العيد الوطني التاسع والخمسين لثورة 14 أكتوبر، التي جرت في شارع جمال وسط مدينة تعز، وكان قد سبقها خلال الأيام الماضية عدد من الفعاليات في عدد من المرافق التعليمية.
وأقامت جامعة تعز الحكومية صباح الخميس حفلاً فنياً وخطابياً حضره طلاب وأكاديميون ومسؤولون محليون، بينهم محافظ المحافظة نبيل شمسان، فيما نظم مكتب الثقافة ومكتب الشباب والرياضة مساء الجمعة فعالية أخرى شارك فيها مئات المواطنين، ورفعوا لافتات تحوي أهداف الثورة وصور روادها وتضحياتهم.
ونظم خلال الأيام الماضية عدد من المدارس الحكومية في مدينة تعز احتفالات متواصلة بمناسبة الذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر، وتضمنت تلك الفعاليات عروضاً طلابية وفقرات فنية متنوعة، وتخللتها أناشيد وأغانٍ وطنية وفقرات تراثية، ورفع مئات الطلاب والطالبات العلم الوطني في تلك العروض التي حضرت فيها الأزياء الشعبية المعروفة في عدد من المحافظات الجنوبية للبلاد.
ناشطون سياسيون ومسؤولون حكوميون أشادوا بالاحتفاء الحاصل في مدينة تعز بوسط اليمن وعدوا ذلك تجسيداً لروح هذه المدينة الثورية ودورها الوطني في إحياء ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والتعريف بهما وتاريخهما ومحطاتهما وأهدافهما ومراحل النضال الثوري وتوعية الأجيال على دور الثوار وتضحياتهم.
احتفاء شعبي عارم في مواقع التواصل
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي منذ مطلع أكتوبر الجاري احتفاءً شعبياً عارماً، إذ أحيا الكثير من اليمنيين في داخل اليمن وخارجه الذكرى الـ59 لثورة 14 أكتوبر بطرقهم الخاصة، واستحضروا كل ما له علاقة بها وبتاريخها وأهدافها ومبادئها والثوار الذين قادوها والفارق الذي أحدثته في حياة اليمنيين.
وقام اليمنيون في منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وغيرها بدمج صورهم الشخصية بإطارات تتضمن عمر ثورة 14 أكتوبر ورقم الذكرى الحالية لها وشعارها، ونشروا صوراً تلخص ملامح الحياة في الشطر الجنوبي لليمن في أثناء الاحتلال البريطاني، وأخرى لمجاميع الثوار الذين أشعلوا فتيلها، ونشروا أيضاً مقاطع من أفلام وثائقية وأغانٍ وأناشيد حماسية متعلقة بالثورة، واستعرضوا أمجادها والنقلة التي أحدثتها في حياة اليمنيين.
ترقبوا إحتفالات تعز اليوم بثورة 14 أكتوبر المجيد من مدارسها وشوارعها ..
— اليمن التاريخي - Historic Yemen (@HistoricYemen) October 13, 2022
مقطع قصير من إحتفال مدرسة زيد الموشكي في تعز#اليمن pic.twitter.com/PWyNA5rjxz
وتنتعش تلك المظاهر الاحتفالية في ظل المتغيرات السياسية الحاصلة منذ عام 2014، وما رافقها من محاولات هادفة لإعادة التاريخ إلى الوراء من خلال فرض نسخة جديدة من الحكم الإمامي في شمال اليمن، وأخرى للاستعمار الجديد في جنوبه، كما يقول الناشط عبد الله الحميدي لـ"العربي الجديد".
ويضيف الحميدي: "يؤكد اليمنيون من خلال المظاهر والفعاليات المقامة على الأرض ومواقع التواصل الاجتماعي أنهم متمسكون بثورة 14 أكتوبر وأهدافها، ولن يقبلوا بعودة الاستعمار مهما غيّر من أقنعته وأساليبه التي يدركونها جيداً ويعبّرون عن رفضهم لكل المحاولات والمشاريع الاستعمارية الجديدة".
ويقول عبد الجليل محمد لـ"العربي الجديد" إن "14 أكتوبر ثورة عظيمة، وقد قامت ضد المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، واستطاعت بفضل تضحيات الثوار الذين من أبرزهم عبود الشرعبي وراجح لبوزة تحرير جنوب الوطن من الاحتلال البريطاني، ولذلك تعد نقطة تحول ومحطة مفصلية في تاريخ اليمن الذي انتصر فيها على الاستعمار واستعاد حريته وكرامته واستقلاله وسيادته".
ويشير أحمد علي إلى أن ثورة 14 أكتوبر رافدة ومكملة لثورة 26 سبتمبر، وفيها انتصر اليمن على المستعمر البريطاني، ولذلك يحتفي اليمنيون في الشمال والجنوب في ذكراها السنوية، ويبتهجون بطرق مختلفة تليق بعظمة الثورة ومكانتها ورمزيتها.
ويرى الناشط السياسي راشد رشاد أن 14 أكتوبر فرحة لكل اليمنيين الذين يعبرون عن تقديرهم لها من خلال إحياء ذكراها والابتهاج بها بطرق متعددة يؤكدون من خلالها التمسك بها وبأهدافها والسير على دربها لمواجهة الاحتلال الجديد وكل الأطماع والمشاريع الخارجية ومواصلة النضال من أجل يمن حر ومستقل وديمقراطي.
ويذكر الشاب صهيب الفاتش أن "ثورة 14 أكتوبر عيد وطني مجيد ومناسبة عظيمة شكلت وما زالت نقطة تحول في تاريخ اليمن، لذا سنظل نحتفل بها وننقل مآثرها وتاريخها لأبنائنا والأجيال القادمة، خصوصاً في تعز التي تشكل حاضنة للمشروع الوطني، وعادة ما تكون سباقة للاحتفال بهذه الثورة من خلال إقامة العديد من المظاهر الاحتفالية الرسمية والمجتمعية".