ووفق الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين القوى الخمس، فإنّ البرنامج الذي سيوحّد القائمة الانتخابية قائم على احتياجات المواطنين، وتخفيف معاناتهم، من خلال قائمة وطنية مكوّنة من كفاءات مهنية، قادرة على الخروج من المأزق الذي تعيشه البلديات والمحليات في كل المناطق الفلسطينية.
ولم تحسم حركة الجهاد الإسلامي بعد موقفها من الانتخابات المحلية، وإنّ كانت تميل، حتى الآن، لعدم المشاركة فيها، وسبق أنّ أعلنت حركة "حماس" رغبتها في تشكيل ودعم قوائم مهنية وكفاءات قادرة على التعامل مع العمل البلدي والخدمي للمواطنين.
أما حركة "فتح" التي يتهددها انقسام مزمن، فيتوقع مشاركتها بقائمتين، إحداها تتبع للشرعية الفلسطينية الممثلة بقيادة الحركة بزعامة الرئيس، محمود عباس، والثانية، ما يطلق عليه "التيار المتجنح"، الذي يقوده القيادي المطرود من حركة "فتح"، محمد دحلان على الرغم من إعلان الأخير رغبته في قائمة مشتركة لخدمة الحركة.
في هذا الإطار، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار القوى الديمقراطية اليسارية يعود لغياب حقوق المواطنين والفئات الكادحة خلال السنوات الماضية، جراء الانقسام الفلسطيني وتحكم حركتي فتح وحماس بالحكم في قطاع غزة والضفة الغربية".
ويشير العوض إلى أنّ "المواطن الفلسطيني بات يتطلع لمجالس بلدية وأهلية محلية قادرة على تقديم الخدمات له، وهو ما تمتلكه القوى الديمقراطية اليسارية. وهي التي ستحاول تنفيذ برنامج اقتصادي واجتماعي يخدم المواطن الفلسطيني، ويلبي طموحاته".
ويضيف القيادي بحزب الشعب، أنّ "التحالف يضمّ كلاً من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب فدا وحزب الشعب والمبادرة الوطنية، بالإضافة إلى شخصيات وطنية ومستقلة، وستنافس خلال الانتخابات البلدية المقبلة من أجل الفوز وتقديم خدمات متميزة للشعب الفلسطيني".
ويؤكد العوض أنّ "الباب سيبقى مفتوحاً خلال الفترة المقبلة، للدخول في تحالفات جديدة مع أي فصيل فلسطيني على الساحة المحلية، مع ضرورة تقديم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ووقف سياسة الجباية والعمل على تقديم خدمات تلبي طموحات الشارع الفلسطيني".
في السياق ذاته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار القوى اليسارية الفلسطينية المشاركة بقائمة موحدة في الانتخابات البلدية، يعود لإدراكها وجود قطبين على الساحة الفلسطينية، هما فتح وحماس".
ويؤكد عطا الله أنّ "اليسار الفلسطيني من خلال قراره يراهن على إمكانية تقديم تجربة وسطية، مستغلاً حالة التصادم القائمة بين فتح وحماس، وتوحيد القوى اليسارية في قائمة مشتركة خلال الانتخابات، في ظل الحديث خلال الفترة الماضية عن إمكانية توحدها بشكل مشترك مستقبلاً".
ويشير عطا الله إلى أنّ "قدرة اليسار الفلسطيني على تشكيل حضور قوي في الانتخابات البلدية المقبلة، سيعود لطبيعة الشخصيات التي سيختارها، ومدى إمكانية اختيار شخصيات وكفاءات وطنية من خارجها سيساهم في إمكانية حصدها نتائج أكبر".