تعهدت السلطة المستقلة للانتخابات، بضمان نزاهة وشفافية الانتخابات الجزائرية المحلية التي ستجرى يوم غد السبت، بعد موجة انتقادات طاولت الهيئة من أحزاب معارضة، ومن كتلة أحزاب الموالاة بشكل أكبر.
وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، خلال تفقده اليوم الجمعة عددا من مراكز الاقتراع في العاصمة الجزائرية للوقوف على آخر الاستعدادات، إن "اختيارات الناخبين ستحترم بالكامل"، مشدداً على أن "الصندوق هو الحاكم في الجزائر الجديدة".
وأضاف قائلا "من يختاره الشعب عن طريق الصندوق هو الذي يتولى المسؤولية"، في تلميح منه إلى أن عهد التلاعب باختيارات الناخبين قد ولى.
وطاولت سلطة الانتخابات بالجزائر انتقادات حادة خلال الحملة الانتخابية، خاصة بسبب إقصاء عدد من مرشحي الأحزاب السياسية.
وكانت قيادات حزب "جبهة التحرير الوطني" قد اتهمت الهيئة بالخضوع لإرادة لوبيات الإدارة، فيما طالب "التجمع الوطني الديمقراطي" بتطهير الهيئة وإعادة تشكيلها مجددا بسبب وجود ما وصفه مشوشين على الانتخابات. بدورها اعتبرت "حركة مجتمع السلم" المعارضة أن الهيئة تخضع لتأثير مباشر في قراراتها لرغبات الأجهزة الأمنية.
وقال شرفي وهو وزير عدل سابق، "صار لدينا كهيئة الخبرة الكاملة لتسيير الانتخابات، وهذه الانتخابات هي فرصة مهمة للناخبين لاختيار ممثليهم، سنستكمل مع هذه الانتخابات مسار تركيز مؤسسات شرعية بعد انتخاب رئيس للجمهورية ثم انتخاب برلمان".
وأسدى تعليماته إلى الأعوان المكلفين بتأطير مراكز الانتخاب ومكاتب التصويت، بضرورة احترام القانون، وحماية أصوات الناخبين، تكريسا للديمقراطية وتصحيح المسار.
وتوقع شرفي أن تشهد الانتخابات المحلية ارتفاعا في نسبة التصويت، مقارنة مع الانتخابات النيابية السابقة، بسبب ارتفاع عدد الأحزاب المشاركة إلى 40 حزبا، فضلا عن العدد الكبير للقوائم المرشحة بينها ما يقارب الألف قائمة مستقلة.
تصويت البدو الرحل
ويتوجه الناخبون في الجزائر يوم غد السبت إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء المجالس البلدية في 1541 بلدية، وأعضاء المجالس الولائية في 58 ولاية، بينها ثماني ولايات جديدة يتم تشكيل أول مجلس ولائي فيها بعد فصلها عن ولايات أخرى أكبر.
ويختتم اليوم تصويت البدو الرحل في المناطق الحدودية وفي قلب الصحراء، والذي دام ثلاثة أيام من التصويت المبكر، وفقا للقانون الانتخابي الذي يسمح بتصويتهم 72 ساعة قبل موعد الاقتراع العام.
ويبلغ عددهم 33 ألف ناخب، تخصص لهم السلطات 330 مكتب تصويت يتنقل إلى مناطق وجودهم في عشر ولايات.
وأحصت هيئة الانتخابات 23.7 مليون ناخب مسجل، يستثنى منهم ما يقارب المليون ناخب من الجالية في الخارج، والذين لا يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات.
ويبلغ عدد مراكز الاقتراع أكثر من 13 ألف مركز، تضم أكثر من 61 ألف مكتب تصويت، ويشرف عليها أكثر من 800 ألف عون. ولن تجري الانتخابات في ثماني بلديات، أربع منها في ولاية تيزي وزو وأربع في ولاية بجاية، وكلاهما في منطقة القبائل.