حذرت الهند، اليوم الخميس، من أن علاقتها مع الصين تمرّ بمنعطف خطير نتيجة المواجهة العسكرية الدائرة منذ شهور في المناطق الحدودية الجبلية التي أحدثت توتراً شديداً في العلاقات بين البلدين.
وقال وزير الشؤون الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر يناقش العلاقات بين الهند والصين: "السلام والهدوء في المناطق الحدودية هو أساس تنمية العلاقات في المجالات الأخرى. إذا توترت الحدود، فإن ذلك يلقي بظلاله، دون شك، على بقية المجالات". وأضاف جايشانكار: "الخيارات التي يجري اتخاذها ستكون لها تداعيات عميقة، ليس فقط على الدولتين، ولكن على العالم بأسره".
وتجددت الاشتباكات بين الجنود الهنود والصينيين، الأسبوع الماضي، في منطقة ناكو لا بولاية سيكيم، شمال شرق الهند، عقب مقتل 20 جندياً هندياً، العام الماضي، في اشتباك مع جنود صينيين باستخدام الهراوات والحجارة في منطقة أخرى من الحدود المتنازع عليها. ويُعتقد أن الصين شهدت أيضاً سقوط عدد من جنودها خلال الاشتباكات، لكنها لم تعلن عن أي تفاصيل.
وأوضح جايشانكار أنه مع نمو العلاقات التجارية بشكل مضطرد في العقود الماضية، أصبحت الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للهند، ومصدراً مهماً للاستثمار والتكنولوجيا، ومشاركاً في مشروعات البنية التحتية، بالإضافة لتحولها إلى وجهة رئيسية للسياحة والتعليم.
وأشار إلى أن الهند لم تتلقَ حتى الآن تفسيراً موثوقاً بشأن التغير في موقف الصين أو أسباب حشد القوات في المناطق الحدودية. وقال: "الأمر المختلف أن قواتنا ردت بشكل مناسب وصمدت في ظروف صعبة للغاية". ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة الصينية.
واستمرّت المواجهة على الرغم من تسع جولات من الاجتماعات شارك فيها قادة عسكريون محليون، ومحادثات سياسية شارك فيها وزيرا الخارجية والدفاع.
وحشد الجانبان عشرات الآلاف من الجنود والمدفعية والطائرات المقاتلة على طول الحدود المتنازع عليها والمعروفة باسم خط السيطرة الفعلي الذي يفصل الأراضي التي تسيطر عليها الصين والهند، من لاداك في الغرب إلى ولاية أروناتشال براديش في شرق الهند، والتي تزعم الصين ملكيتها لها. وخاضت الهند والصين حرباً حول هذه المناطق الحدودية عام 1962.
(أسوشييتد برس)