الهجرة غير الشرعية تهيمن على كلمة سوناك بالقمة الأوروبية في مولدوفا

01 يونيو 2023
تُعقد أعمال القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا (ألاستير غرانت/فرانس برس)
+ الخط -

يشارك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الخميس، في أعمال القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية، والتي تُعقد في مولدوفا على بعد 8 كيلومترات فقط من إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الذي تسيطر عليه روسيا.

وإن كانت "وحدة الموقف" الأوروبي هي العنوان العريض لتلك الاجتماعات، إلا أن القمة التي سيحضرها 27 زعيماً من دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المملكة المتحدة، وأوكرانيا، والنرويج، وتركيا، وغيرها، ستُعقد وسط استمرار الغزو الروسي على أوكرانيا، واستمرار الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وتصاعد حدة التوترات شمال كوسوفو، ما يجعل التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي وقوى "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) أكبر وأعقد من أي وقت مضى.

وكانت المجموعة السياسية الأوروبية قد تأسست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، باقتراح من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن تكون القمم التي تعقدها "أقلّ رسمية" من اجتماعات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حيث تتم "مناقشة القضايا الأمنية ومعالجة النزاعات الإقليمية".

وسيجتمع الزعماء يوم غد في قصر ميمي شرقي مولدوفا، تحت حماية الدفاعات الجوية المؤقتة التي تديرها القوات البريطانية والفرنسية والرومانية، بحسب ما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، على أن تلي القمة اجتماعات ثنائية وأخرى موسّعة للتركيز على قضايا الأمن، والطاقة، والاتصال، والبحث في الجهود المشتركة "لإعادة السلام إلى قارتنا"، خصوصاً في الجزء الذي يتعرّض إلى أكبر عدوان عسكري منذ الحرب العالمية الثانية.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كبير قوله إن "الأمن الأوروبي هو مسألة غير مضمونة، كما أن الاقتصاد متصدّع، وثمة دول ضعيفة للغاية في كل مكان"، ما يقود إلى الحاجة الماسة للعمل الجماعي، وهو ما توفّره قمة كهذه.

وبينما سيشدّد الزعماء الأوروبيون على حاجة مولدوفا إلى "تكثيف الدعم الغربي مالياً وسياسياً واقتصادياً"، وضرورة الإضاءة على هويتها الأوروبية، سيحمل سوناك معه رسائل مغايرة تماماً، كما فعل خلال قمة مجلس أوروبا التي عُقدت في آيسلاندا منتصف مايو/أيار.

ومجدّداً، ستكون مسألة الهجرة "غير الشرعية" على رأس جدول أعماله، حيث سيطالب الزعماء الأوروبيين بتبنّي خطّته "أوقفوا القوارب" لوقف الهجرة "غير الشرعية" و"تأمين حدودنا"، والتعامل مع هذه "المشكلة" بأسلوب يجمع القانون والعاطفة معاً، لأن "الهجرة غير الشرعية تنطوي على أثر نفسي مدمّر".

وسيكمل سوناك من مولدوفا ما بدأه في الأسابيع الأخيرة من لندن وآيسلاندا واليابان، حيث توصّل إلى اتفاقات جديدة في ملف الهجرة والحدود مع فرنسا، وألبانيا، والاتحاد الأوروبي. كما سيعلن الزعيم البريطاني عن بدء المفاوضات حول "اتفاقية عودة" جديدة مع مولدوفا، مماثل للصفقة التي أُبرمت مع جورجيا ودخلت حيّز التنفيذ، حيث تسمح هذه الاتفاقيات بإعادة الرعايا الأجانب إن تبيّن أنهم ينتهكون قوانين الهجرة في المملكة المتحدة، "مما يقلل من رغبة الأشخاص إلى القدوم بشكل غير قانوني"، بحسب متحدث باسم "داونينغ ستريت".

شراكة أخرى جديدة سيعلن عنها سوناك مع بلغاريا، "لمساعدتها في تدمير نموذج الأعمال الخاص بالعصابات الإجرامية المنظمة المتورطة بشدة بالهجرة غير الشرعية"، على أن تتضمّن الشراكة الجديدة "تبادل المعلومات الاستخباراتية الثنائية، لزيادة القدرة على اكتشاف وتعطيل عمل هذه العصابات، ومنع تدفّق التمويل غير المشروع".

وسيعتبر سوناك، وفق "داونينغ ستريت"، أن "أوروبا تواجه تهديدات غير مسبوقة على حدودنا"، انطلاقاً من "ازدراء بوتين المطلق لسيادة البلدان الأخرى"، وصولاً إلى "ازدياد جرائم الهجرة المنظمة عبر قارتنا"، كما سيطالب الزعماء بتحويل قضية "أمن الحدود" إلى أولوية في كل اجتماع وتجمّع دولي.

ويبدو لافتاً أن سوناك الذي لم يستسلم حتى هذه اللحظة للضغوط التي يمارسها متشدّدو حزبه والمعارضون له، رافضاً اعتبار الصين تهديداً للأمن القومي "بشكل علني ورسمي"، سيعلن من مولدوفا اليوم، أن المملكة المتحدة ستكون "في صميم الجهد الدولي لإيقاف القوارب والدفاع عن أمننا القومي"، أي أنه يعتبر الخطر الذي يمثّله المهاجرون وطالبو اللجوء أكبر بكثير على الأمن القومي من الخطر الذي تمثّله بكين.

ويأتي هذا بعد أشهر من العبارة الشهيرة التي أطلقتها وزيرة الداخلية في حكومته سويلا برافرمان عندما وصفت المهاجرين بـ"الغزاة على شواطئنا".

كما سيلتقي سوناك بنظيره الإسباني بيدرو سانشيز لمناقشة كيفية "مواكبة البلدين لزخم العمل الدولي بشأن الهجرة غير الشرعية"، في حين أن لقاءه مع نظيره البولندي ماتيوز مورافيكي سيتمحور حول "الحاجة إلى التعامل مع جريمة الهجرة المنظمة، ودعم بلدان مثل أوكرانيا ومولدوفا التي تقف في خط المواجهة مع العدوان الروسي".