واصلت قوات النظام السوري حصارها على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب شمالي البلاد، بينما قتل شخص تحت التعذيب في سجون "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في وقت قتلت امرأة عراقية بهجوم جديد في مخيم الهول شمال شرقي سورية والخاضع لـ"قسد"، وقابلت الأخيرة ذلك بتشديد أمني وعمليات اعتقال في ريف دير الزور.
واستمرت قوات النظام السوري في حصارها الخانق على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب لليوم الثاني عشر على التوالي، ضمن عملية تضييق على الحيين بدأت قبل أكثر من شهر وشددها النظام قبل 11 يوماً، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان القابعين أيضاً تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود مليشيات "قوات سورية الديمقراطية".
وذكر مصدر من المنطقة المحاصرة، لـ"العربي الجديد"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، اليوم الثلاثاء، أنّ المدنيين في المنطقة "هم ضحية للطرفين؛ النظام وقسد"، مضيفاً أنّ السكان خرجوا، أمس الإثنين، في تظاهرات دفعتهم إليها "قسد"، ولكن عامل الحصار وتفاقم الوضع وارتفاع الأسعار بشكل جنوني دفع الكثير من السكان أيضاً للخروج في التظاهرة للمطالبة بفك الحصار.
وأكد المصدر أنّ الحيين المحاصرين منذ نحو أسبوعين توقفت فيهما معظم الأعمال وارتفعت فيهما جميع الأسعار بشكل جنوني بين 60 و100%.
وشدد المصدر على أنّ حواجز النظام تسمح بدخول كميات من المواد الغذائية والطبية والمواد المتعلقة ببعض الصناعات، لكنها كميات محدودة ومفروض عليها إتاوات مرتفعة.
ويقول تاجر خضر في الشيخ مقصود إنه جلب كمية قليلة من الخضر في سيارة من نوع "انترا" وقد دفع للحاجز مبلغ 300 ألف ليرة سورية من أجل إدخالها، وهنا تضاف هذه الإتاوة إلى أسعار الخضروات التي يبيعها للسكان، وبالتالي ارتفع سعرها بنسبة لا تقل عن 60%. (الدولار= 3925 ليرة)
ومنذ أكثر من أسبوعين لم تدخل سوى كميات قليلة من الطحين والمحروقات إلى حي الشيخ مقصود، وهذا أدى إلى توقف العديد من الأفران عن العمل وارتفاع أسعار الخبز، وترافق ذلك مع إنذارات من قبل أصحاب الأفران باقتراب نفاد المخزون الاحتياطي من الطحين.
وكانت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" قد اتهمت النظام السوري، أمس الإثنين، باستمراره بفرض الحصار على الحيين ومنع دخول الدواء أو فرض إتاوات باهظة عليه.
قتل تحت التعذيب
إلى ذلك، قال موقع "باس نيوز" الكردي، إنّ مصادر متطابقة أكدت له، أمس الإثنين، مقتل شاب كردي من أبناء مدينة عين العرب (كوباني)، تحت التعذيب في سجون استخبارات "قوات سورية الديمقراطية".
وأضاف الموقع أنّ استخبارات "قسد" سلّمت جثمان الشاب الكردي طارق سيد أحمد (30 عاماً)، وهو من قرية قره قوي غربي مدينة عين العرب إلى ذويه بعد اعتقال دام 7 أشهر.
وأضافت المصادر التي نقل عنها الموقع أنّ الشاب توفي بعد شهرين من اعتقاله تحت التعذيب في السجن، وأنّ ذوي الشاب حاولوا مراراً معرفة مصير ابنهم، لكن كل مرة كانت تلك الجهة تخبرهم بأنه مسجون وسوف يطلق سراحه لاحقاً.
وذكرت مصادر أخرى أنّ الشاب الذي لديه أربعة أطفال كان يعمل لصالح استخبارات "قسد" في جرابلس، وجرى اعتقاله قبل ثمانية أشهر بعد عودته من مهمة استخباراتية من مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، دون معرفة التهمة الموجهة إليه.
وفي شأن آخر، قتلت لاجئة عراقية برصاص شخص مجهول في مخيم الهول الخاضع لـ"قسد" في ريف الحسكة، ويعتقد أنّ الفاعل من خلايا تنظيم "داعش".
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات من "قسد" داهمت مناطق بعد منتصف الليلة الماضية في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي واعتقلت خمسة أشخاص بينهم 4 من عائلة واحدة لأسباب لا تزال مجهولة، وذكرت المصادر أنّ "قسد" داهمت مواقع كثيرة في المدينة وربما اعتقلت أيضاً أشخاصاً آخرين.