واصل النظام السوري اليوم الأربعاء عمليات التسوية في ريف درعا بعد التوصل إلى حل للخلاف حول كمية السلاح المسلم في مدينة جاسم، كما استمر في عمليات التفتيش والتضييق في مدينتي نوى وإنخل، بينما جند النظام بدعم روسي قرابة ألف شاب من أبناء السويداء في مليشيا جديدة ستكون ضمن الفيلق الخامس.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن النظام توصل إلى حل مع اللجنة المركزية في جاسم حول تسليم السلاح المطلوب الذي يدعي وجوده، وكان الحل بتقديم مبلغ مالي كبير لضباط النظام، فيما استمرت عملية التسوية لأبناء القرى والبلدات الأخرى تزامناً مع استمرارها في مدينة إنخل.
بدورها، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات أمن النظام انتشرت ليلاً في بلدة نوى وأقامت العديد من الحواجز وداهمت العديد من المنازل، ما أثار الخوف لدى السكان، وذكرت المصادر أن القوات كانت مدججة بالسلاح المتوسط حيث أجبرت السكان في الأحياء على إخراج بطاقاتهم الشخصية والتدقيق بها.
وكانت قوات النظام قد اعتقلت شخصين من أبناء المدينة كانوا قد أجروا سابقاً تسوية مع النظام لكنهما لم ينضما إلى المليشيات التابعة لها، ولم يشاركا في أي عمل ضده بحسب ما ذكرته المصادر، مضيفة أن النظام يداهم مناطق في المدينة بحجة البحث عن غرباء أيضاً.
وذكرت المصادر أن النظام يقوم بنشر حواجز متنقلة في المدينة منذ دخولها عملية التسوية، ما يعيق تنقل السكان بحرية داخل الأحياء، وكان العشرات من أبناء المدينة قد أجروا تسوية خلال الأيام الأخيرة رافقها تسليم العشرات من قطع السلاح ومبالغ مالية لضباط اللجنة الأمنية التابعة للنظام.
مساع لتشكيل مليشيا جديدة بالسويداء
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن روسيا تعمل على تشكيل مليشيا جديدة في محافظة السويداء تحت راية "الفيلق الخامس" في قوات النظام، على غرار اللواء الثامن في ريف درعا الشرقي.
وذكرت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن سماسرة يتبعون للنظام وروسيا يروجون للمليشيا الجديدة بين الشبان عن طريق الإغراء براتب بالدولار الأميركي، مستغلين الحالة الاقتصادية السيئة هناك، وأضافت المصادر أن هؤلاء السماسرة نجحوا في تجنيد أكثر من 1000 شخص حتى اليوم.
وعن المليشيا الجديدة فمن المتوقع أن يكون تمركزها في ريف السويداء الغربي بالقرب من ريف درعا الشرقي حيث ينتشر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم روسيا، وأضافت المصادر أن المليشيا هذه لن تكون من أبناء السويداء فقط بل سينضم إليها مجندون من مناطق أخرى وخاصة من درعا المجاورة.
وبحسب المصادر فإن روسيا تريد بسط نفوذها على كامل الجنوب تزامنا مع إجراء عمليات التسوية في ريف درعا الغربي والشمالي وهي بذلك تنافس النفوذ الإيراني. وأشارت المصادر إلى أن السماسرة يؤكدون أن المليشيا الجديدة مهمتها البقاء في المنطقة والدفاع عنها بهدف إغراء الشبان.
وأوضحت المصادر أن الذين وقعوا في شراك السماسرة هم ممن لم يجدوا عملاً ولم يجدوا طريقة للخروج من البلاد ولم يجدوا مهرباً أيضاً من التجنيد الإجباري ضمن قوات النظام التي تقاتل في البادية أو في إدلب أو مناطق أخرى.
وكانت روسيا قد دعمت تشكيل "اللواء الثامن" بعد تسوية صيف 2018 بين النظام والمعارضة في ريف درعا الشرقي، ويتلقى عناصر اللواء مرتبات من روسيا على شكل مكافآت تنقطع بين كل فترة وأخرى، وذلك أدى إلى حدوث احتجاجات من قبل هؤلاء العناصر.