مع بدء انتخابات النظام السوري الرئاسية الخميس، نقلت حافلات، صباح اليوم، عشرات العائلات من بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة ممن فرض عليهم النظام التهجير إلى الشمال السوري، فيما قصفت قوات النظام مناطق عدة في شمال غرب البلاد.
وفي شرق البلاد، شنّت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة اعتقالات في ريف دير الزور بعد مقتل عدد من عناصرها في هجمات مسلحة، فيما قتلت امرأتان عراقيتان في مخيم الهول بريف محافظة الحسكة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن 3 حافلات وصلت صباح اليوم إلى بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط، وأقلّت أكثر من 30 عائلة، حوالى 150 شخصاً، واتجهت بهم إلى مدينة الباب بريف حلب في الشمال السوري، ضمن مناطق درع الفرات الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وذلك بعد فشل المفاوضات بين وجهاء المنطقة ومندوبين عن النظام وروسيا.
وكانت الأطراف المتفاوضة قد توصلت، منتصف الشهر الجاري، إلى اتفاق مبدئي يقضي بتهجير 30 مطلوباً لدى النظام مع عائلاتهم من قرية أم باطنة نحو الشمال السوري، وسط تهديدات من قوات النظام باجتياح البلدة عسكرياً في حال عدم الموافقة على التهجير. وقضى الاتفاق أيضاً بإطلاق قوات النظام سراح شابين من أبناء أم باطنة، استجابةً لطلب المهجرين.
وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام السوري، فجر اليوم وصباحاً، قرى وبلدات فليفل وكنصفرة وبينين وأطراف البارة ضمن جبل الزواية جنوبيّ إدلب، فيما استهدفت بالرشاشات الثقيلة مناطق التماس في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
وكان قد أُصيب عدد من المدنيين، منهم أطفال، بجروح ليلة أمس في كل من جرابلس وعفرين جراء انفجار عدة عبوات متفجرة ضمن المدينتين بشكل متزامن.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الانفجار الأول كان في جرابلس، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان في منتصف المدينة بجانب المجلس المحلي في سيارتين، ما أدى إلى إصابة شخصين أُسعفا إلى المستشفيات القريبة. وجاء الانفجار الثاني بعده بدقائق في مدينة عفرين، حيث ألقى مجهولون يستقلون دراجة نارية قنبلة صوتية على دوار صلاح الدين منتصف مدينة عفرين، ما أدى إلى إصابة طفلين.
مقتل امرأتين في مخيم الهول
وفي شرق البلاد، شهد مخيم الهول في الحسكة حادثتي قتل جديدتين، راح ضحيتهما شقيقتان عراقيتان، قتلتا بإطلاق النار عليهما في خيمتهما بقسم اللاجئين العراقيين.
وذكرت وكالة "هاوار" الكردية أن القوى الأمنية في المخيم عثرت على جثتين لامرأتين شقيقتين من الجنسية العراقية أمس بإطلاق النار عليهما من قبل مجهولين، وهما من مواليد عامي 1991 و1989 .
كان أصيب عدد من المدنيين، منهم أطفال، بجروح ليلة أمس في كل من جرابلس وعفرين جراء انفجار عدة عبوات متفجرة ضمن المدينتين بشكل متزامن
وتتواصل عمليات القتل في المخيم بالرغم من الحملة الأمنية الواسعة التي قامت بها قوات "قسد" وقوى الأمن الداخلي الشهر الماضي للحد من تأثير خلايا "داعش" فيه، وأعلنت عقبها القبض على العشرات من عناصر الخلايا المسؤولين عن الاغتيالات.
إلى ذلك، وقع انفجار مجهول المصدر صباح اليوم في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، تزامناً مع وصول رتل مؤازرة من قوات "قسد" نحو المنطقة إثر اشتباك مع مسلحين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات من "قسد" داهمت مناطق في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت 6 أشخاص على الأقل بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وذلك بعد الكمين الذي شهدته البلدة خلال الساعات الماضية، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من مجلس دير الزور العسكري والتعزيزات التي وصلت إليها.
وذكرت المصادر أن قيادياً في لواء البصيرة التابع للمجلس العسكري بدير الزور قتل جراء كمين لمسلحين يرجح أنهم من خلايا "داعش" في بلدة الشحيل، وذلك بعد وصول قوة عسكرية من اللواء كتعزيزات لمنطقة الهجوم خلال الساعات الفائتة.
وأوضحت المصادر أن دورية تابعة لـ"قسد" أطلقت النار على الشاب حسوني الحجيلي من أبناء بلدة الشحيل شرقي دير الزور، ما أدى إلى إصابته في قدمه. والحجيلي مدني لا ينتمي إلى أي تشكيل عسكري، استهدفته سيارة لـ"قسد" تسعف مصابين على إثر اشتباكات بين عناصرها ومجهولين.
وكانت قوات من "قسد" مدعومة من التحالف الدولي، قد داهمت أمس قرية جديد عكيدات في ريف دير الزور الشرقي، واعتقلت شخصاً قالت إنه من "داعش"، وداهمت مدرسة تضم نازحين.
واعتقلت "قسد" عدداً من الأشخاص ممن شاركوا وأصيبوا خلال مظاهرات الثلاثاء الماضي المناهضة لرفع أسعار المحروقات في الحسكة، وفق المصادر.
من جهة أخرى، سيّرت القوات الروسية والتركية دورية مشتركة جديدة في ريف الحسكة.
وذكرت مصادر محلية أن الدورية، التي تضم 4 مدرعات تركية ومثلها روسية، انطلقت من معبر شيريك الحدودي مع تركيا في ريف درباسية الغربي، وتجولت في بعض القرى قبل أن تعود أدراجها إلى شيريك، بالتزامن مع تحليق مروحيتين روسيتين في الأجواء.
وفي جنوب البلاد، توفي مدنيان متأثران بجراحهما التي أصيبا بها أمس في اشتباكات مع مسلحين مجهولين كانوا يضرمون النيران في الأراضي الزراعية التابعة لبلدة سميع بريف السويداء.