أُصيب مدني واندلعت حرائق ضخمة، اليوم الخميس، إثر قصف صاروخي ومدفعي لقوات النظام السوري استهدف أراضي زراعية في منطقتي جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وسهل الغاب غربي محافظة حماة، ضمن ما يعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وقال الناشط عبد الرحمن عيسى عضو "مكتب حماة الإعلامي"، إن مدنياً كان يرعى الأغنام أُصيب بجروح متفاوتة، بالإضافة لنفوق ما يزيد عن 40 رأسا من المواشي، إثر قصف صاروخي لقوات النظام، استهدف أراضي زراعية محيطة ببلدة الفطيرة في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب.
وأوضح العيسى لـ "العربي الجديد" أن القصف "كان متعمداً، واستهدف بشكلٍ مباشر تجمعاً عند رعاة الأغنام الذين يتخذون الأراضي الزراعية في المنطقة مكاناً لعملهم في رعي المواشي، في ظل انحسار مساحة الأراضي الزراعية بعد سيطرة النظام وروسيا على جزء كبير من تلك الأراضي في إدلب وحماة وحلب، خلال الحملة العسكرية الأخيرة في الفترة الواقعة ما بين أغسطس/آب لعام 2019 وحتى مطلع مارس/آذار العام الماضي، عند توقيع وقف إطلاق النار بين الضامنين الروسي والتركي".
من جهته، لفت الناشط سعد زيدان إلى أن قوات النظام "كثفت من قصفها الأراضي في الآونة الأخيرة على منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب تحديداً، بالتزامن مع توجه العديد من المزارعين إلى أراضيهم القريبة من خطوط التماس لجني محاصيلهم الموسمية".
وأضاف زيدان لـ "العربي الجديد" أن منطقة جبل الزاوية تشتهر بالعديد من المواسم الزراعية منها المحلب، والكرز، والتين، والعنب، والزيتون، وجميع تلك المحاصيل تتركز ضمن الأراضي الزراعية في القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس مثل بلدات البارة، وكفر عويد، وبليون، وكنصفرة، والفطيرة، وعين لاروز، ومرعيان، وشنان، وغيرها، بالإضافة لمنطقة جبل الأربعين القريبة من مدينة أريحا غرب المحافظة.
وأشار إلى أن طائرات الاستطلاع، سواء التابعة للنظام أو روسيا أو إيران تحلق في أجواء المنطقة على مدار الـ 24 ساعة بشكل يومي، والهدف من تكثيف القصف هو منع المدنيين أصحاب تلك الأراضي من الاستفادة من محاصيلهم الزراعية.
وأكد أن ما يزيد عن 10 ورشات زراعية تعرضت للقصف أثناء عملها خلال الأيام القليل الماضية، أثناء جنيها لمحصول "المحلب" في محيط بلدتي البارة وشنان جنوبي إدلب.
ونوه زيدان إلى أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها اتبعت هذا الأسلوب سابقاً في مناطق ريف إدلب الجنوبي الوافرة بمواسم الزيتون قبيل إعلان سيطرتهم عليها، الأمر الذي أدى لنشوب حرائق التهمت مئات الدونمات ومنع مالكيها المدنيين من الاستفادة منها.
تعمّد قصف الأراضي الزراعية
إلى ذلك، قال أحمد شيخو مدير المكتب الإعلامي لمديرية "الدفاع المدني السوري" في إدلب إن القصف المدفعي المتقطع من قبل قوات النظام، الذي يستهدف الأراضي الزراعية لم يتوقف منذ صباح اليوم الخميس، مستهدفاً محيط قرى المشيك، والقرقور، والزيارة، في سهل الغاب غربي محافظة حماة. وأوضح شيخو أن القصف تسبب بنشوب حرائق ضمن منطقة مكشوفة تماماً لقوات النظام يصعب الوصول إليها.
وأكد المسؤول الإعلامي لـ "العربي الجديد" أن قوات النظام تتعمد قصف الأراضي الزراعية، بالتزامن مع بدء موسم الحصاد لمنع المدنيين من الوصول إليها ومحاربتهم بقوت يومهم، لافتاً إلى أن أهالي المنطقة يعتمدون بشكلٍ أساسي على الزراعة لتأمين لقمة عيشهم.
في سياق متصل، أشار إبراهيم أبو الليث مدير القسم الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في حلب إلى أن فرق الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" لا تزال حتى اللحظة تعمل على إخماد حريق ضخم نشب صباح أمس الأربعاء ضمن الأحراش الحراجية الواقعة على مقربة من منطقة الشيخ حديد شمال محافظة حلب. وأضاف أبو الليث لـ"العربي الجديد" أن مساحة الحريق تجاوزت سبعة كيلومترات بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
هناك صعوبات كبيرة في إخماد الحريق بسبب وعورة المنطقة وكثرة الأشجار
ونوه المسؤول الإعلامي إلى أنه هناك صعوبات كبيرة في إخماد الحريق بسبب وعورة المنطقة وكثرة الأشجار فيها باعتبارها منطقة أحراش، وعدم تمكن سيارات الإطفاء من الوصول للمكان، وأشار إلى أنهم يحاولون إخماده بطرق بدائية من خلال إحاطة النيران بزنار ترابي لعزل الحريق ومنعه من الامتداد أكثر، مضيفاً "استطعنا السيطرة على أجزاء واسعة منه، وخلال الساعات القادمة سوف نعلن عن انتهاء العمل بعد السيطرة على الحريق بشكل كامل".