النظام السوري يقصف منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها... و"الفيلق الخامس" يدفع بتعزيزات إلى البادية

01 يوليو 2021
تتواصل معاناة المدنيين السوريين (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، يوم الخميس، عدة قرى وبلدات في أرياف إدلب وحماة وحلب ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد" الرابعة (إدلب وما حولها)، بينما أرسلت قوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا تعزيزات عسكرية ضخمة من جبهات إدلب، إلى البادية السورية لاستكمال الحملة العسكرية ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي المنتشرة في المناطق التي يُسيطر عليها النظام، والممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور وصولاً إلى مدينة السخنة شرق محافظة حمص.
وقال الناشط علي حاج سليمان لـ"العربي الجديد" إن النظام قصف بأكثر من 40 قذيفة مدفعية وصاروخ، يوم الخميس، قرى وبلدات تقاد وتديل وكفرعمة وتل القصر بريف حلب الغربي، والبارة وكنصفرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والمشيك والقرقور في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على ممتلكات المدنيين دون وقوع أي إصابات بشرية.
إلى ذلك، أعلن فصيل "أنصار التوحيد" عبر حسابه في تطبيق "تليغرام" عن استهداف فوج المدفعية والصواريخ التابع له بقذائف الهاون والمدفعية مقرات قوات "الفيلق الخامس" و"الفرقة 25 مهام خاصة" المنتشرة في بلدة الدار الكبيرة القريبة من مدينة كفرنبل جنوب محافظة إدلب. وأكد تحقيق إصابات مباشرة ضمن المواقع المستهدفة، وذلك رداً على قصف النظام للمناطق المأهولة بالسكان التي تُسيطر عليها المعارضة في منطقة إدلب.
من جهة أخرى، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات "الفيلق الخامس" دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة قوامها 200 عنصر، معززين بدبابات ومدافع ثقيلة من قرية معصران القريبة من مدينة معرة النعمان جنوب شرق محافظة إدلب، إلى بادية مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
يأتي ذلك بُغية استكمال الحملة العسكرية التي تقودها روسيا في البادية ضد خلايا تنظيم "داعش" التي تعاظم نشاطها بكثرة في المناطق التي يُسيطر عليها النظام والروس خلال الأشهر الستة الماضية. ويعتمد التنظيم شن الهجمات المباغتة ونصب الكمائن واستهداف الأرتال العسكرية والقوافل النفطية التابعة للنظام، ما أدى لمقتل عشرات العناصر من مليشيات "لواء القدس" الفلسطيني، و"الدفاع الوطني"، وقوات "الفرقة 25 مهام خاصة"، و"الفيلق الخامس"، وجميعهم تدعمهم روسيا.
في سياق منفصل، أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها الخميس، أن القتل خارج نطاق القانون بلغ ضحاياه 723 مدنياً في سورية في النصف الأول من العام الحالي، مشيرة إلى أن 95 مدنياً منهم قضوا في يونيو/حزيران الفائت بينهم 22 طفلاً و8 سيدات، و11 ضحية بسبب التعذيب. وأضافت الشبكة أن "جريمة القتل اتخذت نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي، وأن عملية توثيق الضحايا الذين يقتلون في سورية ازدادت تعقيداً بعد دخول أطراف عدة في النِّزاع السوري".
وسجل التقرير أن بين القتلى 145 طفلاً و79 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية، قتل منهم النظام السوري والقوات الروسية 115 مدنياً بينهم 22 طفلاً و14 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية 20 مدنياً بينهم 5 أطفال وسيدة، وقتل تنظيم "داعش" 7 مدنيين.

كما قتلت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) 9 مدنيين بينهم 4 أطفال. وسجَّل التقرير مقتل 7 مدنيين بينهم امرأتان على يد المعارضة المسلحة و"الجيش الوطني"، فيما وثَّق مقتل 42 مدنياً بينهم 7 أطفال وسيدة على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ومدني على يد قوات "التحالف الدولي" ضد "داعش". وقُتِل وفقاً للتقرير 522 مدنياً بينهم 107 أطفال و61 سيدة على يد جهات أخرى.

وبحسب التقرير فإن حصيلة الضحايا في محافظة حلب كانت هي الأعلى في النصف الأول من العام الجاري، والتي بلغت نسبتها 23%، تلتها محافظة إدلب، وثم محافظتا الحسكة ودرعا بنسبة 14% لكل منهما، بالإضافة لمحافظة دير الزور بقرابة 13%.
ولفتت الشبكة إلى أنه من بين الضحايا 4 من الكوادر الطبية، جميعهم على يد جهات أخرى، بينهم 3 قتلوا في يونيو/حزيران الماضي. وأضافت في التقرير أنَّ اثنين من كوادر الدفاع المدني قد تم توثيق مقتلهما على يد قوات النظام السوري والقوات الروسية. وأشارت إلى أن 59 شخصاً قُتلوا بسبب التعذيب بينهم طفلان وسيدة، 45 منهم على يد قوات النظام السوري بينهم طفل، واثنان على يد "هيئة تحرير الشام" بينهم طفل، واثنان على يد المعارضة المسلحة و"الجيش الوطني" بينهم سيدة، وثمانية على يد "قسد"، واثنان على يد جهات أخرى.
واعتبر التقرير أن النظام السوري المسؤول الرئيسي عن وفيات المواطنين السوريين بسبب جائحة كوفيد – 19، مُشيراً إلى أنه وحليفه الروسي متَّهمان بشكل أساسي بقصف معظم المراكز الطبية في سورية وتدميرها، وبقتل المئات من الكوادر الطبية وإخفاء العشرات منهم قسرياً، موضحاً أنَّ قرابة 3329 من الكوادر الطبية ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى النظام السوري.

المساهمون