استمع إلى الملخص
- تتوزع حالات الاعتقال بين السويداء، إدلب، الرقة، ريف دمشق، وحمص، وتتنوع الأسباب بين المشاركة في تظاهرات ضد النظام، التجنيد، أو كون المعتقلين أقارب لناشطين.
- رغم العفو، تستمر الاعتقالات مع استدعاء العائدين لتسوية أوضاعهم وانتشار الحواجز "الطيارة"، مما يثير قلقاً دولياً حول سلامة العائدين.
يواصل النظام السوري سياسية الاعتقالات بحق لاجئين سوريين عائدين من دول مجاورة، وذلك رغم إصدار قرار عفو عام من قبل رئيس النظام بشار الأسد، ودعوات أممية لحفظ سلامة العائدين وتجنيبهم خطر الاعتقال.
وأفاد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، اليوم الأحد، بأن أعداد المعتقلين السوريين العائدين من لبنان خلال الأيام الماضية كانت مرتفعة جداً، ما دفع فريق الشبكة إلى عمليات التوثيق، من دون أن يتمكن من مواكبة جميع الحالات. ووثقت الشبكة الحقوقية بحسب عبد الغني حتى الآن 17 حالة اعتقال مؤكدة، في حين توجد معلومات أخرى عن عشرات الحالات التي يجري التحقق منها.
ولفت عبد الغني في تصريح لموقع "تلفزيون سوريا"، إلى أن الحالات توزعت بين السويداء (4 حالات)، إدلب (5 حالات)، الرقة (حالتان)، ريف دمشق (3 حالات)، وحمص (3 حالات)، وتتعلق خلفيات الاعتقال بالمشاركة في تظاهرات ضد النظام، وبعضها بعمليات التجنيد، في حين أن بعض هذه الحالات اعتقل أصحابها لأنهم أقارب ناشطين.
وأكدت الشبكة استدعاء العشرات من مراكز الإيواء لإجراء عمليات تسوية، بالإضافة إلى انتشار كثيف للحواجز "الطيارة"(وهي حواجز صغيرة تنصب بشكل مفاجئ لاعتقال الأشخاص بعد عبورهم الحدود). رغم أن هذه الحواجز كانت قد تلاشت في السنوات الأخيرة، لكن النظام بدأ بإعادة استخدامها، أخيراً.
وفي درعا (جنوباً) أمهلت مجموعات محلية في المحافظة، اليوم الأحد، الأجهزة الأمنية التابعة للنظام مدة 24 ساعة لإطلاق سراح شاب اعتقلته على حاجز منكت الحطب على طريق دمشق – درعا، أثناء عودته إلى المحافظة قادماً من تركيا.
وفي الشأن، صرّح الناشط الإعلامي في درعا، أبو محمد حوراني، لـ"العربي الجديد"، بأن مجموعات وفعاليات محلية استنفرت للمطالبة بالإفراج عن الشاب جميل النصيرات من بلدة إبطع بريف درعا الأوسط بعد اعتقاله خلال عودته إلى سورية قادماً من تركيا، وأمهلت الأجهزة الأمنية 24 ساعة لإطلاق سراحه، محذرة من مهاجمة النقاط العسكرية في المنطقة.
كما تحدثت "شبكة السويداء 24" قبل ثلاثة أيام عن اعتقال أربعة مواطنين من أبناء السويداء في حادثتين منفصلتين، خلال محاولتهم العودة من لبنان إلى سورية منذ مطلع الشهر الحالي.
وأوضحت أن ثلاثة شبان من أبناء بلدة الكفر في ريف السويداء اعتقلوا على حاجز تابع للمخابرات العسكرية في منطقة الجديدة بريف دمشق بعد دخولهم من لبنان بتهمة الفرار من الخدمة العسكرية، رغم أنهم كانوا يعملون هناك لتحصيل لقمة العيش، وعادوا بسبب الحرب على لبنان.
وفي حادثة منفصلة مطلع الشهر الحالي، اعتقلت الأجهزة الأمنية شاباً من ريف السويداء الشمالي، خلال محاولته العودة من لبنان. ومن المرجح أن اعتقاله على خلفية سياسية، كونه ليس مطلوباً للخدمة، ولكنه كان مشاركاً في التظاهرات السلمية الأخيرة، بحسب الشبكة.
وتأتي هذه الاعتقالات رغم إصدار رئيس النظام بشار الأسد مرسوماً تشريعياً نهاية سبتمبر/أيلول الماضي يتضمن عفواً عاماً عن "جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22 سبتمبر".