النظام السوري يستنفر قواته بعد خطف عناصر يتبعون له في درعا

10 أكتوبر 2020
يأتي خطف عناصر النظام رداً على عمليات الاعتقال التي ينفذها (يوسف كروشان/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مدينة درعا جنوبي سورية استنفاراً أمنياً لقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية، بالتزامن مع اختطاف بعض عناصرها، رداً على عمليات الاعتقال التي تقوم بها في المحافظة.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن آليات عسكرية تابعة لقوات النظام دخلت إلى الملعب البلدي بالقرب من دوار البانوراما في درعا المحطة، فجر اليوم السبت، من دون معرفة الأسباب. وتزامن ذلك، بحسب الموقع، مع تحليق طائرة استطلاع في أجواء المدينة، وقطع للتيار الكهربائي عن منازل المدنيين.

ويأتي هذا التطور ساعات بعد مهاجمة مجموعة شبان مسلحين، ليل أمس الجمعة، نقطة تفتيش عسكرية تابعة للأمن العسكري على الطريق الواصل بين بلدتي الغارية الشرقية وكحيل بريف درعا الشرقي، أسفرت عن أسر عنصرين من قوات النظام على الأقل، واقتيادهما إلى جهة مجهولة.

وجاء الهجوم عقب انتهاء مهلة منحها الأهالي لقوات النظام من أجل إطلاق سراح شاب اختُطف من قبل عناصر يتبعون لمجموعة محلية يتزعمها القيادي السابق في المعارضة عماد أبو زريق، الذي انضم إلى فرع الأمن العسكري التابع للنظام عقب التسوية.

تتكرر عمليات الخطف والاعتقال التي تنفذها مليشيات محلية بتوجيه من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الأشخاص الذين هاجموا حاجز قوات النظام ينتمون على الأرجح إلى "اللواء الثامن" في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

وكانت عشائر المنطقة الجنوبية من سورية أصدرت بياناً، أمس الجمعة، طالب بإطلاق سراح الشاب المعتقل ومجمل المعتقلين في سجون النظام السوري. واتهم البيان أبو زريق بزعزعة استقرار المنطقة، عبر قيامه بعمليات اعتقال وخطف متكررة بحق أبناء المنطقة، لصالح الأمن العسكري. وطالب قوات النظام بالإفراج الفوري عن الشاب، مهدداً بالتصعيد.

وعقب ذلك، أضرم أهالي منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي النيران على الطرقات الرئيسية بالقرب من حواجز تابعة لأمن الدولة وأغلقوها، للضغط على قوات النظام من أجل الإفراج عن الشاب المذكور، في حين نصبت قوات من اللواء الثامن حاجزاً لها على طريق اللجاة – إزرع، إضافة لقطع طريق إزرع – مسيكة شمال شرق درعا.

وتتكرر عمليات الخطف والاعتقال التي تنفذها مليشيات محلية بتوجيه من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون، أمس الجمعة، شخصاً في مدينة طفس غرب درعا. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن السعدي ينحدر من قرية برقا شمال درعا، ويسكن منذ قرابة عامين في طفس، وكان قبل التسوية إدارياً لدى فصيل "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم داعش سابقاً.

كما أطلق مجهولون النار على منير المصري في بلدة الشجرة غرب درعا، ما أسفر عن مقتله على الفور. وينحدر المصري من حي العباسية بدرعا البلد، ويُتهم بالعمل في تجارة المواد المخدرة في المنطقة.

وتعيش محافظة درعا حالة فوضى أمنية ترعاها، كما يعتقد ناشطون، الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في وقت تلوح نذر مواجهة بين قوات النظام و"الفيلق الثامن" المدعوم من روسيا، والذي يتطلع إلى مدّ نفوذه خارج ريف درعا الشرقي.

المساهمون