النظام السوري: نقف إلى جانب إيران والمقاومة ضد العدوان الصهيوني

07 اغسطس 2024
فيصل المقداد (يمين الصورة) وعلي باقري في دمشق 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

أعلن وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، وقوف نظامه إلى جانب "إيران وقوى المقاومة" في التصدي للاعتداءات والجرائم الصهيونية، فيما شكك مراقبون برغبة النظام في تحمل أية التزامات فعلية إلى جانب إيران ومحورها في المواجهة الحالية مع إسرائيل.

وبحث المقداد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني المكلف علي باقري كني، اليوم الأربعاء "تطورات الأوضاع في المنطقة، وبشكل خاص التصعيد الإسرائيلي واعتداءاته التي طاولت مؤخراً عدداً من دول المنطقة، بما فيها الجريمة التي اقترفها الكيان الصهيوني في طهران، وأدت إلى استشهاد إسماعيل هنية، وكذلك العدوان الذي أدى إلى استشهاد فؤاد شكر في لبنان"، وفق الموقع الرسمي لمجلس الوزراء التابع للنظام السوري.

وقال المقداد إن "الكيان الصهيوني مستمر في سياسته القائمة على التصعيد وتوسيع نطاق عدوانه في المنطقة وإمعانه بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة، والتي يجب ألا تمر دون عقاب أو حساب". وأكد "وقوف سورية إلى جانب إيران وقوى المقاومة للتصدي لهذه الاعتداءات والجرائم الصهيونية"، مشيداً بـ"الجهود التي تبذلها طهران لوقف الجرائم الصهيونية ووضع حد لها".

كما أدان المقداد تواطؤ الولايات المتحدة والدول الغربية "مع جرائم الكيان الصهيوني، باعتبارهما شريكين في العدوان على إيران ولبنان واليمن وسورية".

بدوره، اعتبر الوزير باقري كني أن "الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني على اليمن ولبنان وطهران وقبل ذلك على سورية، التي جرت بدعم أميركي وغربي، وبكل ما تملكه من أدوات، لن تمر دون رد".

وأكد الجانبان "مواصلة التشاور والتنسيق وبذل كل الجهود لوقف الاعتداءات الصهيونية، وهزيمة المخططات الإسرائيلية والغربية".

وفي إشارة إلى الدور المنتظر من النظام، قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في خطابه، أمس، إنه ليس مطلوباً من دمشق المشاركة في الحرب، وهو ما يراه المحلل السياسي محمد الجزار محاولة من الحزب لرفع الحرج عن النظام.

وقال الجزار لـ"العربي الجديد" إن حزب الله وإيران لا يحبذان بالطبع في هذه المرحلة توجيه انتقادات علنية لسياسة النظام المستمرة منذ أشهر، والمتمثلة في النأي بنفسه عما يجري في قطاع غزة، والامتناع عن الرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية، التي غالباً ما تستهدف مواقع وشخصيات تخص إيران وحزب الله. واستدرك القول: "بل إن النظام، امتنع حتى عن الحشد الإعلامي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، ومنع التظاهرات المساندة لغزة، إلا بشكل محدود جداً، وتحت إشراف الأجهزة الأمنية".

وأوضح المحلل السوري أن النظام "لا يريد أن يجد نفسه في خضم المواجهات، ما قد يتسبب في انتقام إسرائيلي من قواته الضعيفة أصلاً بعد سنوات من الحرب، أو حتى استهداف رموز النظام أنفسهم، وهو يأمل أن تجري مكافأته بعد نهاية الحرب على غزة بأن تسمح واشنطن بمزيد من اندماجه في المجتمع الدولي، والتخفيف من وطأة العقوبات المفروضة عليه".

لكن الجزار لم يستبعد أن يتورط النظام بالحرب في حال توسعت، وتعرض حليفه حزب الله لضربات قوية من إسرائيل، حينها قد لا يكون الخيار بيده لفتح الأراضي السورية، وجبهة الجولان أمام العمل العسكري ضد إسرائيل.