النائب الفرنسي المُعاقب سيباستيان ديلوغو عن رفعه علم فلسطين: احتجاجاً على مذبحة غزة

30 مايو 2024
النائب سيباستيان ديلوغو في أثناء رفعه العلم الفلسطيني، 28/5/2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو من حزب "فرنسا الأبية" تم تعليق عضويته مؤقتًا في الجمعية الوطنية لمدة 15 يومًا وتقليص راتبه لرفعه العلم الفلسطيني، معبرًا عن تفضيله التاريخي للخير على قواعد الجمعية.
- ديلوغو يدافع عن تصرفه برفع العلم الفلسطيني كرد فعل متناسب مع الأحداث في غزة، وينتقد الحكومة الفرنسية لاستمرارها في بيع الأسلحة لإسرائيل، معتبرًا ذلك تواطؤًا في المذبحة.
- الجمعية الوطنية الفرنسية تمنع التلويح بالأعلام خلال الجلسات، فيما تستمر حرب غزة لليوم الـ237، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.

قال النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو الذي ينتمي إلى حزب "فرنسا الأبية" اليساري المعارض، وعُلِّقَت عضويته مؤقتاً في البرلمان (الجمعية الوطنية) بسبب رفعه العلم الفلسطيني يوم الثلاثاء، إنه "يفضل أن يسجله التاريخ متحيزاً للخير على التزام قواعد الجمعية الوطنية".

وقررت الجمعية الوطنية الفرنسية يوم الثلاثاء تعليق عضوية النائب سيباستيان ديلوغو لمدة 15 يوماً وتقليص راتبه إلى النصف لمدة شهرين، وهي أقسى عقوبة ممكنة.

سيباستيان ديلوغو: تصرّف متناسب

وقال سيباستيان ديلوغو لوكالة "رويترز" خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في باريس مساء أمس الأربعاء: "إنها المرة الأولى التي يُرفع فيها علم أجنبي في الجمعية الوطنية، لكن هذا تصرف متناسب نظراً لما يحدث، عندما يكون هناك بشر مثلنا يتعرضون لمذبحة على الجانب الآخر من البحر المتوسط". وأخذ حزب "فرنسا الأبية" على عاتقه مهمة الدفاع عن الفلسطينيين، ما جعل القضية محوراً لحملته لانتخابات البرلمان الأوروبي المزمعة في التاسع من يونيو/ حزيران.

وعلى عكس أحزاب أخرى، لم يصف حزب "فرنسا الأبية" عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس بالاشتراك مع المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، بأنها "عمل إرهابي".

ورفع سيباستيان ديلوغو العلم خلال جلسة استجواب للحكومة، إذ وجه نائب آخر من الحزب نفسه سؤالاً لأحد الوزراء عن الوضع في قطاع غزة. وشهدت باريس احتجاجات وتجمعات عفوية يومياً هذا الأسبوع عقب غارة جوية إسرائيلية أدت إلى استشهاد 45 نازحاً فلسطينياً يوم الأحد في حريق ضخم في مخيم بمدينة رفح في غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة "إكس" يوم الاثنين إنه يشعر "بغضب" من الضربات الإسرائيلية على رفح، وأضاف: "تلك العمليات يجب أن تتوقف. ليس هناك مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين". لكن ديلوغو قال إن الحكومة الفرنسية لا تبذل جهداً كافياً. وأضاف: "ألوم فرنسا... لأنها تواصل بيع الأسلحة (لإسرائيل)، ما يعني أنها متواطئة في هذه المذبحة".

وكان وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو قد قال في وقت سابق إن باريس لن تتوقف عن إرسال مكونات الأسلحة إلى إسرائيل. وذكر أن المكونات تستخدم في نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، بينما تُباع أجزاء أخرى لإسرائيل لإعادة التصدير. وأضاف أن فرنسا لا تزود إسرائيل بأسلحة فتاكة. ولم يردّ قصر الإليزيه ووزارة الدفاع بعد على طلب للتعليق.

وتمنع قواعد الجمعية الوطنية الفرنسية المشرعين من التلويح بالأعلام خلال الجلسات. وفي عام 2019، رفع نائب من حزب ماكرون علماً أبيض كُتب عليه باللون الأحمر: "فرنسا تَقتل في اليمن"، وتلقى تحذيراً آنذاك. 

وتتواصل حرب غزة لليوم الـ237 على وقع قصف عنيف في مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك مدينة رفح التي شهدت مجزرتين مروعتين بحق النازحين خلال الأيام الماضية، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية والصحية مع خروج الكثير من المشافي عن الخدمة، بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.

(رويترز، العربي الجديد)