بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، يوم الأربعاء، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا آي ليف، مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا.
وثمنت ليف، وفق ما أورده المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، جهود المنفي في تحقيق الاستقرار، مشددة خلال اللقاء الذي جرى عن بعد وشارك فيه السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، على "ضرورة بلورة موقف موحد، لتعيين مبعوث أممي جديد، في أسرع وقت".
كما عقدت ليف مشاورات مع نورلاند وفريق السفارة حول "آفاق تعزيز الوجود الدبلوماسي الأميركي في ليبيا لتعزيز الاستقرار والتعاون الأمني والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة".
وأعربت ليف، وفق ما نقلت السفارة الأميركية عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر" عن أملها في أن "تتمكن السفارة الأميركية من العودة بشكل دائم إلى طرابلس" في أقرب وقت ممكن "لتقديم الخدمات القنصلية والترويج التجاري والاستشارات التعليمية وغيرها من الخدمات".
وعلقت ليف على الاشتباكات الأخيرة في طرابلس بالقول: "إنه لأمر مأساوي أنّ الفصائل المتحاربة والتي لها أجنداتها الخاصة لم تتمكن من تلبية تطلعات ملايين الليبيين، بمن في ذلك الطلاب ورجال الأعمال والمدرسون وقادة المجتمع، الذين يسعون بقوة لاختيار قيادة بلدهم بسلام كما تتم إعاقة اندماج ليبيا الكامل في الاقتصاد العالمي من قبل الجهات الفاعلة التي تسعى إلى تحقيق أجندات مزعزعة للاستقرار وتقوّض السلام والوحدة الوطنية".
واعتبرت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى أن اندلاع أعمال العنف في طرابلس يُبرِز ضرورة أن "تتصالح الشخصيات السياسية من الشرق والغرب فيما بينها، وأن تلتزم بقاعدة دستورية للانتخابات، وأن تضع مصالح الشعب الليبي فوق مصالحها".
ووقعت اشتباكات عنيفة نهاية الأسبوع الماضي بوسط وأطراف طرابلس بين مجموعات مسلحة تتبع لحكومة الوحدة الوطنية، التي يرأسها، عبد الحميد الدبيبة، وأخرى مساندة للحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة، فتحي باشاغا، أسفرت عن مقتل 32 شخصا بينهم مدنيون، وجرح 159 آخرين، كما أدت لتدمير ممتلكات عامة وخاصة.
وتتخاصم الحكومتان على السلطة منذ مطلع مارس/ آذار الماضي، حيث يطالب باشاغا باستلام السلطة التي يرفض الدبيبة تسليمها إلا لجهة منتخبة.
وتتخذ حكومة باشاغا من مدينة سرت مقرا مؤقتا لها، فيما تسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة طرابلس والمؤسسات السيادية فيها.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهدوء النسبي الذي تشهده البلاد وسط الخلاف السياسي الحاد بـ"الهش".
وقالت في بيان لها مساء الأربعاء: "في أعقاب الاشتباكات المسلحة الأخيرة في طرابلس والتي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وأضرار واسعة النطاق في المنشآت المدنية، تؤكد بعثة الأمم المتحدة على أهمية تجنب أي أعمال أو تصريحات تقوض الهدوء الهش".
4/1 في أعقاب الاشتباكات المسلحة الأخيرة في طرابلس والتي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وأضرار كبيرة في المنشآت المدنية، تؤكد بعثة الأمم المتحدة على أهمية تجنب أي أعمال أو تصريحات قد تقوض الهدوء الهش، وتناشد جميع الأطراف التركيز على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع المزيد من العنف. pic.twitter.com/1wUnHAdfNK
— UNSMIL (@UNSMILibya) August 31, 2022
وناشدت البعثة جميع الأطراف "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع المزيد من العنف". وذكرت جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني بـ"حماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك مراكز الاحتجاز"، مرحبة بما أعلنته السلطات الليبية عن اعتزامها "إزالة المنشآت التابعة للمجموعات المسلحة من الأحياء المدنية في طرابلس".
كما أثنت البعثة على جهود الوساطة وجهود منع نشوب النزاع التي تبذلها القيادات المجتمعية واللجنة العسكرية المشتركة ورئاسة أركان الجيش في طرابلس، حاثة إياهم على مواصلة العمل مع الأطراف المعنية.
ودعت البعثة الأطراف إلى حل الخلافات "عبر الحوار"، مجددة التأكيد على أنه "لا يمكن حل الانسداد السياسي الحالي إلا من خلال انتخابات وطنية شاملة تمكّن الشعب الليبي من اختيار قادته وتجديد شرعية المؤسسات". وقالت إنه يتعين على القادة الليبيين "الاتفاق على مسار يفضي إلى الانتخابات دون تأخير".